من هو الخليفة المهدي محمد بن عبد الله؟

اقرأ في هذا المقال


من هو الخليفة المهدي محمد بن عبد الله؟

ولد محمد المهدي بن المنصور عام (126 هجري)، ببلدة إيذج، وأمه أروى بنت منصور بن عبد الله الحميري، وتُكنّى بأم منصور كما تُكنّى بأم موسى، كان أسمر طويل، مجعد الشعر، على إحدى عينيه نكتة بيضاء.

بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه المنصور في ذي الحجة من عام (158 هجري)،‏ وعندما بلغه نبأ وفاة والده كتم الخبر يومين، ثم نادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فخطبهم فقال: (إن أمير المؤمنين عبد دُعي فأجاب، وأمر فأطاع، واغرورقت عيناه.

فقال: قد بكى رسول الله عند فراق الأحبة، ولقد فارق عظيماً، وقلّد جسيماً، فعند الله يُحتسب أمير المؤمنين، وإلية أستعين على خلافة المسلمين، أيُها الناس أسرّوا مثل ما تعلنون من طاعتنا، نهبكم العافية، وتحمدوا العاقبة، وأخفضوا جناح الطاعة لمن نشر معدلته فيكم، وطوى الإصر عنكم، وأهال عليكم السلامة من حيث رآه الله مُقدماً ذلك، والله لأفنين عمري بين عقوبتكم والإحسان إليكم).

صفات الخليفة المهدي:

وكان جواداً كريماً مُحبباً إلى الرعية فمذ تولى الأمر أخذ في رد المظالم، وأخرج ما جمع أبوه وفرّقه بين الناس، ولم يعط أهله ومواليه. وأول من عزّاه بأبيه وهنّأه بالخلافة أبو دلامة. أطلق السجناء إلا من كان مسجوناً على دم، أو فسادٍ في الأرض، أو عنده حق لأحد.

ومن أخبار جوده أن امرأةً قامت بتوقيف للمهدي وقالت له: يا عصبة رسول الله اقض حاجتي. فقال المهدي: ما سمعتها من أحدٍ غيرها، اقضوا حاجتها واعطوها عشرة آلاف درهم. ودخل ابن الخياط على المهدي فامتدحه فأمر له بخمسين ألف درهم ففرّقها ابن الخياط. وبلغ ذلك المهدي فأعطاه بدل كل درهم ديناراً.

وكان يُشتهر به أنه كان يُحب مداعبة الحمام والسباق فيما بينها، فدخل عليه جماعة من المحدثين فيهم غياث بن إبراهيم، فحدّثه بحديث أبي هريرة: (لا سبق إلا في خف أو نعل أو حافر) وزاد في الحديث (أو جناح)، فأمر له بعشرة آلاف، ولما خرج قال: والله إني لأعلم أن غياثاً كذب على رسول الله، ثم أمر بالحمام فذبح، ولم يذكر غياثاً بعدها. بنى مسجد الرصافة عام (159 هجري)، ووسع المسجد الحرام عام (167 هجري). وولى القضاء أبا يوسف عام (166 هجري)، وتتبع الزنادقة وعمل على إبادتهم.

بايع لولديه موسى الهادي عام (160 هجري)، ثم لهارون الرشيد، وذلك بعد أن أكره ابن عمه عيسى بن موسى على خلع نفسه. وعرف بسماحة الأخلاق، وقد ذهب مُرة إلى البصرة فخرج ليُصلي بالناس فجاءَ أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين مر هؤلاء فلينتظروني حتى أتوضأ ‏ يعني المؤذنين ‏ فأمرهم بانتظاره، ووقف المهدي في المحراب لم يُكبّر حتى قيل له هذا الأعرابي قد جاء. فكبّر فتعجَّب الناس من سماحة أخلاقه.

تزوج عام (159 هجري)، ‏ ابنة عمه أم عبد الله بنت صالح بن علي، كما تزوج وهو في المدينة رقية بنت عمرو العثمانية، وأعتق جاريته الخيزران وتزوج بها، وهي أم ولديه الهادي والرشيد، وكان مُفتتناً بها.

وعزم في أواخر عهده أن يقوم بتقديم ابنه الرشيد في ولاية الخلافة على الهادي، وكان الهادي في منطقة بجرجان فدعاه فلم يُلب فسار إليه بنفسه، وبينما هو في ماسبذان إذ أدركته الوفاة في (22)‏ محرم من عام (169 هجري)، فكانت خلافته عشر سنوات وشهر ونصف الشهر. واختلف في سبب موته أكان بالسم غلطاً من إحدى جواريه أم بإصابة ظهره بجانب خربة دخل فيها جواده.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر صفحة (127 – 130)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: