نشأة علم الاجتماع السياسي عند كارل ماركس

اقرأ في هذا المقال


نشأة علم الاجتماع السياسي عند كارل ماركس:

تمكن ماركس عن طريق حياته الأكاديمية والفكرية إنشاء العديد من الكتب التي ضمنها نتاجه الفكري وتوجهاته النظرية في تفسير العلاقات الاجتماعية، وأبرز كتبه انتقاد في الاقتصاد السياسي ورأس المال والثورة الاشتراكية وغيرها من الكتب التي أثرت، كما يرى الدارسون، في الحركات الثورية والتنظيمية في العالم، ورسمت المعالم الرئيسية للنظم السياسية والاجتماعية للعديد من الدول، خاصة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وقد عبرت مؤلفات ماركي عن أفكاره الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ووضحت طبيعة نظرياته وطروحاته وقيمه الثورية التي كان يحملها، والتي أراد من خلالها تبديل النظم الاجتماعية والسياسية المتاحة في العالم وتعويضها بنظم راديكالية، ونظم تنحاز إلى الطبقة العاملة، وتتميز بالتقدمية والاشتراكية، كما تدعو إلى إلغاء الطبقية وتبشر بالأممية.

لقد كانت أفكار ماركس ملهمة للعلماء الذين جاؤوا بعده، الذين أسسوا لعلم الاجتماع السياسي، حيث كان يعتقد بأن الصراع الطبقي بين الطبقة المسيطرة والطبقة المستضعفة هو أصل تحوّل المجتمع من مرحلة حضارية محددة إلى مرحلة أخرى، كتحوّل المجتمع من نظام الاستعباد إلى نظام الإقطاع، ثم منه إلى نظام الرأسمالية، كما عرف ماركس عن الثورة الاجتماعية، وركز على أسبابها ونتائجها ودورها في تخليص الفرد من القهر والاستبداد والقيود الاجتماعية والحضارية.

اهتمام ماركس بالطبقة العاملة البروليتاريا:

أما اهتمام ماركس بالطبقة العاملة البروليتاريا، فقد جعله يحدد الظروف التي تؤدي إلى قيام ثورة هذه الطبقة على النظام الرأسمالي والإطاحة به، ويبرر ذلك بأن الانتهاك للفرد والاستعباد والفقر وغيرها من المسائل التي تتعرض لها طبقة العمال، هي محصلة لزيادة رأس المال لدى الرأسماليين واحتكارهم لوسائل الإنتاج، ويؤدي ذلك بالتالي إلى ارتفاع عدد أفراد الطبقة العاملة، فتعمل هذه الظروف التي تتعرض لها طبقة البروليتاريا إلى زيادة درجة وعيهم السياسي ودرجة تضامنهم وتنظيم صفوفهم.

فيؤدي ذلك إلى حملهم لواء الثورة الاشتراكية، التي تحدد هدفها في وضع حد لانتهاك الفرد للفرد، وبذلك تستحوذ على التحكم من أيدي الرأسماليين وتركزها في أيدي الأغلبية أو طبقة العمال وتقيم عندها دكتاتورية البروليتاريا، إلا أن هذه الدكتاتورية لا تعدو كونها سبيل إلى التحول من الرأسمالية إلى المجتمع الجديد، عن طريق تدعيم نظام الملكية الجماعية ومحاربة الأيديولوجيات العقلية، والأخلاقيات التقليدية، فتقضى على كل صور اغتراب الإنسان وتحقق الديمقراطية.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: