نظريات أوغدن ريتشاردز المقترحة لعلم العلامات والدلالة والرموز

اقرأ في هذا المقال


هناك بعض المفاهيم الأساسية في علم العلامات والدلالة والرموز، وتوضح نظريات أوغدن ريتشاردز المقترحة لعلم العلامات والدلالة والرموز كيف يُمكن هذا العلم من إيجاد معنى في النصوص والظواهر الاجتماعية، ومحاولة شرح المثلث الدلالي بأكبر قدر ممكن من البساطة.

نظريات أوغدن ريتشاردز المقترحة لعلم العلامات والدلالة والرموز

في قلب نظريات المعنى لأوغدن ريتشاردز المقترحة يوجد جهاز يسمى المثلث الدلالي ويتوافق كل ركن من أركان المثلث مع عنصر يشارك بشكل متكامل في عملية المعنى، وجادل أوغدن وريتشاردز بأن المشكلة الرئيسية في التواصل البشري هي ميل المتحدث إلى التعامل مع الكلمات كما لو كانت أشياء في الواقع.

بعبارة أخرى يميل إلى الخلط بين رمز أو كلمة والشيء أو الشيء في الواقع، ودفع هذا أوجدن وريتشاردز في تفسيره لخرافة المعنى الصحيح إلى دحض الفكرة القائلة بأن الكلمات لها معنى واحد، بدلاً من ذلك يتم تحديد معنى الكلمات من خلال التجارب السابقة والحالية للمتحدثين الذين يواجهون هذه الكلمات في سياقات أدبية محددة.

نظرًا لأن المتحدثين يفسرون الكلمات بخلفية من التجارب الفريدة، فإن كل متحدث ملزم بتفسير نفس الكلمة بطريقة فريدة ومختلفة، وبالتالي ينتج سوء الفهم عن وجود مراجع مختلفة للمتحدثين لنفس الرمز، على سبيل المثال رمز الإجهاض، سيكون لهذا الرمز مراجع مختلفة، وبالتالي معاني مختلفة لمناصري الحياة والمؤيدين لحق الاختيار.

النظرية التصويرية لأوغدن وريتشاردز

يجادل أوغدن وريتشاردز بأن الاستعارات فعالة للغاية في تسهيل الفهم وبالتالي تقليل سوء الفهم، ويصف أوجدن وريتشاردز الاستعارة بأنها استخدام إشارة واحدة إلى مجموعة من الأشياء التي تربط بينها علاقة معينة، بغرض تسهيل التمييز بين علاقة مماثلة في مجموعة أخرى.

وفي فهم اللغة المجازية يستعير أحد المراجع جزءًا من السياق من آخر في شكل مجرد، نظرًا لأن الاستعارة تكشف عن العلاقة بين كائنين متبانيين فهي فعالة في توصيل الخبرات للآخرين لأن المتحدث قد يستخدم معرفة المستمع بأحد الأشياء لنقل معنى الثاني.

وعند مناقشة الاستعارات، يستخدم أوجدن وريتشاردز مصطلحين مضمون ومركبة، ويشير المضمون إلى الفكرة الأساسية أو الموضوع الرئيسي للاستعارة، حيث تنقل السيارة الفكرة الأساسية أو الفكرة المستعارة أو ما يشبه المضمون، على سبيل المثال في الشمس بالون أحمر يكون المضمون هو الشمس والمركبة هي البالون أي تنسب خصائص الاحمرار والاستدارة إلى الشمس.

نظرية المعنى لأوغدن وريتشاردز

في كثير من الأحيان عندما يتواصل المرء فإنه لا يولي أي اهتمام خاص لكيفية تواصله نتيجة لذلك يتضاءل الاتصال بين الأطراف أو يفقد تمامًا، وقضى العلماء سنوات لا حصر لها في تحليل التواصل البشري وقضوا نفس القدر من الوقت في صياغة النظريات التي تحاول الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بكيفية تواصل البشر ولماذا يتم اختيار الأساليب التي يستخدموها.

وكأحد هؤلاء العلماء قام أوجدن وريتشاردز بتحليل التواصل البشري وشارك في صياغة نظرية تُعرف باسم نظرية المعنى، حيث تحاول نظرية أوجدن وريتشاردز ليس فقط وصف الأساليب التي يتخذها البشر عند التواصل.

ولكن أيضًا لفهم كيفية ضياع الاتصال عندما لا يتم بشكل صحيح، وبشكل عام في العلم تتركز النظرية على فكرة واحدة، ويرغب المنظر في تقديم إجابة لها، وعادة هناك عنصر واحد فقط للنظرية التي يتم إنشاؤها وهي الفكرة الوحيدة التي هي موضع تساؤل أو تحتاج إلى شرح، على عكس العلماء التقليديين يتخذ أوجدن وريتشاردز نهجًا مختلفًا تمامًا في تطوير نظريتهم، وبدلاً من التركيز على فكرة واحدة تُبنى عليها النظرية، يقومون بتفكيك الفكرة إلى أجزاء عديدة، وبالتالي إنشاء نظرية متعددة الأوجه لشرح سلوكيات الاتصال.

وتشمل الجوانب التي اكتشفها أوغدن وريتشاردز نظرية المعنى ونظرية التعريف ونظرية الرموز، وعلى الرغم من أن تركيز هذه الدراسة هو نظرية أوغدن وريتشاردز حول المعنى الرمزي ولا سيما المثلث الدلالي، فمن المهم امتلاك فهم أساسي للنظريات المحيطة به من أجل فهم أفضل لكيفية التوافق معًا وتمكين المثلث الدلالي للعمل، في حين أن هذه الدراسة لن تغطي جميع النظريات بعمق، فإنها ستوفر ملخصًا يحتوي على الأفكار الشاملة الواردة في كل منها.

نظرية المعنى هي مفهوم كان موجودًا في التواصل منذ أن تعلم البشر الأوائل التواصل، وبصفتهم متصلين فهم يدركون أن كل ما يقولونه تقريبًا له معنى على مستوى ما لأنفسهم وكذلك أولئك الذين يشاركون كلماتهم معهم.

والفرق الأساسي بين الطريقة التي تم النظر بها سابقًا إلى المعنى وكيف ينظر إليه أوجدن وريتشاردز هو أن العديد من العلماء يجادلون بأنه لكل كلمة هناك معنى واحد صحيح مرتبط بها، وعارض أوغدن وريتشاردز هذا الادعاء بنظريتهم حول خرافة المعنى الصحيح والتي تنص على إنه لا يوجد معنى واحد صحيح مرتبط بكل كلمة لأن كل كلمة تعني شيئًا مختلفًا لكل شخص.

أو ببساطة لا تعني المعاني بل يقيمون في الكلمات، وهم يقيمون في الناس، على سبيل المثال كلمة بارد نظرًا لوجود اختلافات في معنى الكلمة بين الناس إذا سأل أحدهم ما تعنيه كلمة بارد، فمن المحتمل أن يحصل على استجابة تتعلق بحالة في درجة الحرارة.

ومع ذلك عند وضع في الاعتبار ظهور اللغة العامية عند سؤال شخصًا ما عما تعنيه كلمة بارد يمكن للمرء أن يتلقى استجابة تتعلق بأنواع المواقف التي يتم التعبير عنها تجاه الأشخاص أو الأشياء الأخرى، والآن يتم وضع في الاعتبار المثال السابق المنتشر في جميع أنحاء لغات العالم ويمكن للمرء أن يدرك مشكلة المعنى وكيف لا يمكن أن يكون هناك معنى واحد صحيح لأي كلمة.

نظرية التعريف ونظرية الرمز

من أجل تصحيح المشكلات المرتبطة بنظرية المعنى طور أوغدن وريتشاردز نظرية التعريف، من الضروري أن يفهم المرء إنه عندما يتحدث الشخص فإن الكلمات التي يختارها تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين، وقد يتفق المرء على أن المصطلح الأنسب لوصف هذا الشرط هو الغموض.

ووفقًا لأوغدن وريتشاردز فإن أفضل طريقة لحل مشكلة الغموض هي تقديم تعريف لمختلف المصطلحات أو المفاهيم، ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق وقد يختار المرء تقديم تعريف صريح للمصطلح أو المفهوم المستخدم أو يمكنه اختيار استخدام المصطلح بطريقة تعرض التعريف من خلال مجموعة من الكلمات الأخرى التي تشترك في نفس المعنى العالمي.

على سبيل المثال إذا ذكر المتحدث أن شخصًا آخر كان باردًا بناءً على المثال الذي يتعامل مع المعنى فيمكن استنتاج نتيجتين:

أولاً، يمكن للمرء أن يفترض أن الشخص الذي تتم مناقشته بارد جسديًا أو معتدلًا، وبالمثل يمكن للمرء أن يستنتج أن الشخص قد أظهر موقفًا غير مرغوب فيه تجاه شخص أو شيء آخر، وهناك خيار آخر عبر عنه أوغدن وريتشاردز وهو استخدام الاستعارة حيث تساعد الاستعارات في تكوين التعريفات من خلال تكوين رابط بين الكلمة أو الفكرة والخبرة التي قد يشاركها هو أو هي والجمهور، وإذا كان على المتحدث إما تعريف المصطلح أو استخدام كلمات أخرى لدعم التعريف باستخدام الاستعارة يصبح المعنى واضحًا.

على سبيل المثال إذا ذكر المتحدث إنه تحدث إلى شخص آخر يُظهر دائمًا سلوكًا سلبيًا في المحادثة وأن موقفه أو موقفها يبدو باردًا، ويكون المعنى واضحًا.

أخيرًا، طور أوجدن وريتشاردز نظرية الرمز من أجل شرح كيف أن الكلمات التي يتم التعبير عنها في الاتصال تستحضر الصور، وبالتالي توفير معنى شخصي قائم على التجربة، وتعتبر الرموز تعسفية بطبيعتها، ومع ذلك عند استخدامها مع بعضها البعض يتم إنشاء المعنى للأفكار التي يتم التعبير عنها، وتنشأ مشاكل الاتصال عندما يحاول الناس التواصل من خلال استخدام كلمات عشوائية لأنها ليس لها معنى دقيق أو واضح، والكلمات هي متغيرات ويمكن أن تحمل معاني مختلفة اعتمادًا على السياق الذي تستخدم فيه.

والنص هو خير مثال على الرمز والنص في حد ذاته لا معنى له، لأنه لا علاقة له بأي شيء خارج نفسه، ومع ذلك عندما يتم دمج النص مع كلمة وحتى صورة فإنه ينشئ تعريفًا عمليًا للعمل من خلاله، وهذا هو المبدأ الأساسي وراء نظرية أوجدن وريتشاردز.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: