نظرية التبادل الاجتماعي عند ريتشارد إمرسون

اقرأ في هذا المقال


نظرية التبادل الاجتماعي عند ريتشارد إمرسون:

يعتبر ريتشارد إمرسون من التبادليين الذين اكتسبوا شهرة كبيرة في اﻷعوام الأخيرة، وبصورة خاصة، بعد عام 1972، حيث نشر مقالتين طور فيهما المرتكزات الرئيسية لنظرية تبادلية تكاملية، تعامَل إمرسون في المقالة الأولى مع المرتكزات السيكولوجية للتبادل الاجتماعي، بينما تحول في المقالة الثانية إلى المستوى الأكبر عن طريق دراسة شبكات علاقات التبادل في البناءات، وفي مقالة ثالثة اعتمد إمرسون على التجسير بين المستوى قصير المدى والمستوى بعيد المدى.
ويشرح عن هذا بقوله، أنا أريد توسعة نظرية التبادل، والبحث من المستوى قصير الأجل إلى المستوى طويل الأجل، للتفسير، وذلك عن طريق دراسة بناءات شبكة التبادل، بمفهوم آخر، حاول إمرسون في مقاله الثاني عام 1972، البدء بتكوين نظرية في التبادل الاجتماعي، يكون فيها البناء الاجتماعي متغيراً تابعاً، بينما كان مهتم في المقالة الأولى بالفاعل الفرد مندمج في تبادل مع بيئته، ولكن في نظريته بعيدة المدى يمكن أن يكون الفاعلون أفراد أو جماعات أو كليات اجتماعية، على امتداد المستويات الاجتماعية المختلفة.
تمثل شبكة التبادل بناء اجتماعي محدد، يتشكل بموجب اثنين أو أكثر في العلاقات التبادلية المرتبطة بين الأفراد، وتحتوي المكونات التالية:

  • هناك فاعلون أفراد أو جماعات.
  • المصادر القيمة توزع بين الفاعلين.
  • هناك تبادل بين جمبع الفاعلين في الشبكة.
  • تأسيس علاقات وفرص التبادل بين الفاعلين.
  • تتصل علاقات وفرص التبادل بين الفاعلين.
  • تتصل علاقات التبادل إحداها باﻷخرى في بناء الشبكة.

لقد لقيت أفكار شبكة التبادل استحساناً وثناءً من قبل العلماء، فقد أثبت كارن كوك على أهمية شبكات التبادل في التجسير، وردم الثغرة المفاهيمية للتنظير بين الأشخاص المنعزلين، والتفاعلات الثنائية، والتجمعات الأكبر من الأشخاص، كما أكد كل من ياماجيشي، ومارسدن، وتيرنر، أن هذا التزاوج المتواصل بين التبادل وتحليل شبكة العمل، ينطوي على فائدة ومنفعة كبيرة ﻹيجاد نظرية تبادلية ذات صبغة بنائية أوسع.

يوصي إمرسون بأنه ينبغي على الدراسات النظرية والإمبريقية أن تذهب في اتجاهين: الأول، دراسة علمية التفاعل لتحدد بعناية العوامل التي تقود إلى إدراك القوة والاعتماد عند الآنا والآخر، والظروف التي تمارس تحتها القوة بالفعل، والثاني، أن دراسة شبكات القوة ستكون أكثر أهمية وخاصة بصورتها المعقدة، التي تقود إلى فهم كافٍ لبناءات القوة المركبة، ويصرح إمرسون أن نظريته لم تقدم سوى المرتكزات الأساسية لدارسة الشبكات المركبة.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: