نظرية التنظيم عند تالكوت بارسونز في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


نظرية التنظيم عند تالكوت بارسونز في علم الاجتماع:

يحاول بارسونز تعريف التنظيم بطريقة استنباطية، في ضوء تحليل المشكلات الأساسية التي يتعين على نسق اجتماعي مواجهتها، ويلخص لنا بارسونز هذه المشكلات في أربعة أساسية هي:

1- التكيف:

وتشير هذه الوظيفة من وظائف النسق إلى محاولة تحقيق التوافق مع البيئة المحيطة به، جنباً إلى جنب مع محاولات تغيير بعض عناصر هذه البيئة بما يحقق له الاستمرار والنجاح.

2- انجاز الهدف:

ويعني قيام النسق بتحديد أهدافه وتعبئة الموارد والإمكانيات لتحقيقه.

3- التكامل:

ويشير إلى استحداث وتنظيم مجموعة من العلاقات بين الوحدات المشكلة للنسق مع تحقيق التنسيق بينها ودمجها في كيان متفرد.

4- الديمومة أو الكمون أو الحفاظ على الذات:

وتشير هذه الوظيفة محاولة النسق الاحتفاظ بالنماذج الثقافة والحفاظ على ذاته مع مرور الزمن، ويمكن القول بأن الوظيفتين الأولى والثانية تظهران عندما يواجه النسق بمشكلات خارجية في حين أن الوظيفتين الثالثة والرابعة، تعالجان المشاكل الداخلية للنسق.

ولكن هناك في الوظائف يتطلب أداء الوظائف الأخرى في نفس الوقت، فعندما يحاول النسق تحقيق أهدافه، فإن هذا الأمر يتطلب تكيفه مع البيئة المحيطة به وتحقيق التكامل بين وحداته ومكوناته والاحتفاظ بأنماطه الثقافية في مواجهة الضغوط الخارجية، كذلك فإن ازدياد التوتر المتعلق بالمشكلات الداخلية للنسق، يثير في نفس الوقت مشكلة التوافق مع الخارج ومشكلة الحفاظ على الذات ومشكلة إمكانية التحقيق الكفؤ للأهداف.

ويؤكد بارسونز أن كل نسق يعمل على إفراز مجموعة من الأبنية الفرعية، بهدف التغلب على هذه المشكلات الأربعة، ويمكن بالمثل دراسة هذه الأبنية الفرعية في ضوء الأربع مشكلات المذكورة أعلاه، ويذهب بارسونز إلى أنه يمكن أن تنصف التنظيمات تصنيفاً مقارناً من خلال تصنيف التنظيمات داخل المجتمع ككل، وينظر بارسونز إلى التنظيم كنسق اجتماعي، يتميز عن بقية الأنساق الأخرى بأولوية التوجيه نحو تحقيق هدف نوعي محدد.

ويمكن لنا تصنيف التنظيمات في ضوء الوظائف الأربعة، وعلى هذا فإن هناك أربعة نماذج كبرى للتنظيمات وهي:

نماذج التنظيمات عند تالكوت بارسونز في علم الاجتماع:

1- التنظيمات الموجهة نحو تحقيق أهداف اقتصادية مثل الشركات الإنتاجية.

2- التنظيمات الموجهة نحو تحقيق أهداف سياسية مثل الأحزاب السياسية والحكومية والهيئات التشريعية.

3- التنظيمات التكاملية مثل أجهزة الضبط والتنظيم في المجتمع.

4- تنظيمات الاحتفاظ بالنموذج، وتتمثل أساساً في الأجهزة التربوية والإعلامية في المجتمع، ويمكن أن ندرج دور العبادة والأسر تحت هذا النموذج من التنظيمات.

وهكذا يقيم بارسونز تصنيفه للتنظيمات على أساس الهدف النهائي لكل تنظيم، ولكنه لا يكتفي بهذا، وإنما يحاول أن يصنف التنظيمات على أساس عدة متغيرات أخرى في مقدمتها نوع التكنولوجيا والمستويات الفنية والنظامية السائدة داخل التنظيم.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: