نظرية النسق الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


نظرية النسق الاجتماعي عند بارسونز:

إن لكل نسق بيئة تتكون من الأنساق الفرعية المحيطة به، والتي تقترن معه في شبكة من الاعتماد المتبادل، على الرغم من احتفاظ كل نسق بدرجة من الاستقلال، بحيث يمكن تمييزه عن الأنساق الأخرى، ومن هنا تجدر الإشارة إلى أن محاولة شرح كل نسق على حدة، لا تعني بالضرورة، أن هذه الأنساق يمكن أن تقطع بالسكين، فتوضيح نسق ما قد يحتاج إلى جلب الأنساق الأخرى، كما أن بعض العناصر التوضيحية لنسق ما يمكن استكمالها من شروحات الأنساق الأخرى.
يشرح بارسونز، أغراض التحليل طويل الأجل للأنساق الاجتماعية، فإنه من المناسب فكرياً، استخدام نظام أعلى من التصرف أو الفعل، وبشكل رئيسي يمكن استخدام مفاهيم (المكانة، الدور)، ومن هنا فإن النسق الاجتماعي يمثل بناء العلاقات بين الفاعلين، كما هي متضمنة في العملية التفاعلية، وبناء على ذلك فإن مشاركة الفاعل في علاقة تفاعلية نمطية هي الوحدة الأكثر أهمية في النسق الاجتماعي.
وفي نسق العلاقة يعتبر كل فاعل موضوع بالنسبة لتوجّه الفاعلين الآخرين وبالنسبة لنفسه، وأهمية الفرد الوظيفية تشتق من مرتبته، لكن في توجّه الفاعل نحو الآخرين، فهو ليس موضوع، حيث يمتلك القدرة على التصرف، وهذا هو المقصود بأن الفاعل يلعب الدور.
وبصورة أكثر وضوحاً، فإن المشاركة تتضمن جانبين رئيسيين، حيث أن المشاركة هي الوحدة الرئيسية في تشكيل النسق، الجانب الأول هو المكانة، وهي تشير إلى الوضع الذي يتعين فيه الفرد بالنسبة للآخرين داخل النسق الاجتماعي، أما الجانب الثاني فهو الدور، وهو يتمثل الجانب العملي للمكانة، أي ما يقوم به الفاعل في علاقته مع الآخرين، الذين يتعامل معهم في إطار الدلالة الوظيفية بالنسبة للنسق.
يتألف النسق الاجتماعي بالنسبة لبارسونز من عدة أفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض في موقف، يشمل على الأقل جوانب طبيعية أو بيئية، وفاعلين مدفوعين باتجاه تحقيق أقصى كمالات إشباعهم، ونسق الرموز المشتركة المبنية ثقافياً والتي تتوسط علاقاتهم بموقفهم.
فإن الموقف يمثل بالنسبة لبارسونز إنشاء لموضوعات التوجيه، بمعنى أن توجيه الفاعل يختلف نسبياً حسب الموضوعات التي تشكل موقفه وترتيبها في الموقف، والموضوعات المشكلة للموقف ثلاث طبقات: الاجتماعية والطبيعية والثقافية، فالاجتماعي هو الفاعل الآخر مقابل الأنا، وقد يكون مجموعة. والطبيعية، هي إمبريقية لا تتفاعل مع الأنا ولا تستجيب له. أما الثقافية فهي العناصر الرمزية، من أفكار ومعتقدات أو رموز تعبيرية، أو أنماط قيمية، تعامل كموضوعات ظرفية من قبل الفاعل الأنا، ولم تستدمج كعناصر مؤسسية في شخصيته.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: