نظرية تشارلز ساندرز بيرس على المعطى المعرفي

اقرأ في هذا المقال


في هذه الدراسة نظرية تشارلز ساندرز بيرس على المعطى المعرفي يهدف علماء الاجتماع إلى إلقاء الضوء على نظرية المعرفة الاجتماعية لتشارلز بيرس من خلال دراسة آرائه حول البحث العلمي في ضوء فلسفته العقلية.

نظرية تشارلز ساندرز بيرس على المعطى المعرفي

بالنسبة لتشارلز بيرس يعتبر العلم بالتأكيد مشروعًا اجتماعيًا، لكن منذ أن عرّف تشارلز بيرس العلم على نطاق واسع بأنه السعي وراء الحياة المخلصة والمدروسة جيدًا من المعرفة، وما قاله عن العلم ينطبق إلى حد كبير على اكتساب وتقييم المعرفة بشكل عام.

وسوف يجادل علماء الاجتماع في ذلك كيف يعيد تشارلز بيرس صياغة المفاهيم الأساسية مثل الذات والعقل والفكر والشخص، وله تداعيات عميقة على كيفية تفسير الاستفسار وتقييم نهايته المنتجة، والحجة التي يتم تقديمها تجمع بين مفهوم بيرس للمعطى المعرفي، وتم تطوير الطريقة باعتبارها الطريقة الرابعة والأكثر استقرارًا لإصلاح معتقداتهم في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر.

ومع مفهومه عن الذات عبر عن ذلك في الفلسفة التأملية قبل عقد من الزمن، ويظهر التعبير الكلاسيكي لنظرية تشارلز ساندرز بيرس على المعطى المعرفي في كتابه العلامات حيث يجادل بأن العبارة صحيحة، وبالتالي موضوعه حقيقي.

وعندما يتفق عليه مجتمع المستفسرين بعد فحص طويل إلى أجل غير مسمى، ومن خلال أخذ هذه الدراسة جعل تشارلز بيرس الجانب المجتمعي والتحقيق جزء جوهري من مفاهيم الحقيقة والواقع.

وأشار تشارلز بيرس لاحقًا على إنه النظرية الاجتماعية للواقع، وعلى الرغم من إنه لا يبدو إنه يمتلكها باستخدم العبارة بنفسه، وبسبب التكافؤ بين الحقيقة والواقع يمكن أيضًا أن ينسبون إليه نظرية اجتماعية عن الحقيقة.

وبالنسبة لتشارلز بيرس يعتبر العلم اجتماعيًا على مستويين على الأقل، طريقته الاجتماعية وحقائقها اجتماعية، أولاً، طريقة العلم الاجتماعية، والبحث العلمي هو أمر مجتمعي بطبيعته، وقضية أنها تنطوي على العديد من الأفراد في تفاعل مستمر.

وتركيز تشارلز بيرس ليس على مجتمع عبقري منفرد تخلى عنه الجميع بل يعبر طريق الحقيقة بمفرده تمامًا، لكن تركيزه ينصب دائمًا على مجتمع المستفسرين، فإن فكرة المستفسر الانفرادي هو نتاج وجهة نظر ديكارتية لماهية العقل وكيفية ارتباطه للمعرفة والحقيقة.

ثانيًا، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحقائق الأولى، أي أن حقائق العلم حقائق اجتماعية، وإنها حقائق عامة يمكن الوصول إليها على الأقل من حيث المبدأ لأي شخص يأخذ عناء التحقيق معهم، كما قال تشارلز بيرس ما دام رجل واحد فقط تمكن من رؤية علامة على كوكب الزهرة، فهذه ليست حقيقة ثابتة.

وفقط عندما تدخل الملاحظات في المجال العام تصبح حقائق، لوضعها بطريقة مختلفة، والحالات العقلية لا ينبغي أبدًا الخلط بين العلماء والحقائق العلمية، كما يحدث غالبًا داخل نطاق التقليد الديكارتي، لا سيما داخل الدوائر الذاتية والنسبية.

كما يوحي ما سبق أن تشارلز بيرس ذهب إلى أبعد من مجرد الدعوة أن العلماء يقومون بعمل أفضل عندما يتعاونون، كما تعليقاته على الحقيقة والواقع تشير إلى رأى تشارلز بيرس أن التفاعل الاجتماعي ضروري لبلوغ الحقيقة.

وهو رأي ليس مجرد نتاج لفلسفته العلمية، ولكنه أيضًا محاصر بعمق مع فلسفته العقلية ومناهضته للديكارتي بشكل عام، ووضعت مواقف تشارلز بيرس المناهض للديكارتي في سلسلة من دراسات الفلسفة التأملية في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر.

وتطويرها بشكل أكبر في العلوم الشعبية، والحجة هنا بين فكرة تشارلز بيرس عن المنهج العلمي باعتباره الأكثر استقرارًا في إصلاح المعتقدات كما تم تطويرها بمفهومه عن الذات كما طور لأول مرة في فلسفة التكهنات.

ويجب عمل تحذير واحد في استخدام السيميائية فالنموذج الذي طوره تشارلز بيرس على الرغم من دراساته في الفلسفة التأملية يعرّف الإنسان بسلسلة مصطلحات سيميائية، والسبب في ذلك هو فرض سابق لأوانه لإطار عام جديد ولكنه متطور بالفعل عليه مفاهيم مألوفة مثل العقل والذات والشخص والوعي، والظواهر من المفترض أن تنطبق عليهم.

مفهوم تشارلز بيرس السيميائي عن الإنسان

ومع مفهوم تشارلز بيرس السيميائي عن الإنسان الذي يراه كظهور نموذج جديد يختلف جذريًا عن المألوف وعن مفاهيم ما بعد الديكارتي للإنسان، وفي جوهرها تبحث عن طريقها بين محاولة لمسح ساحة المعركة للثورة العلمية التي لا تزال قائمة.

بعبارة أخرى يحاول تجنب ذلك الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه العلماء الإدراكيون قبل الأوان وبالأحرى رفض الطرق القديمة للحديث عن العقل والذات والشخص والوعي على إنه ينتمي إلى علم نفس شعبي بدائي وعفا عليه الزمن.

ومع ذلك أن المفاهيم القديمة ليست مناسبة بالفعل للتصنيف وإعطاء بنية للظواهر العقلية بمجرد التخلي عن النموذج الديكارتي، ويأعتقد أن عدم وضوح التمييز بين الذات والشخص هو مثال جيد على ذلك.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: