نظرية نسق الشخصية عند تالكوت بارسونز

اقرأ في هذا المقال


نظرية نسق الشخصية عند تالكوت بارسونز:

الشخصية هي نسق علائقي “العلاقات” لعضوية حية تتفاعل مع موقف، ولذلك ينبغي أن تُفهم الشخصية في إطار المتطلبات الوظيفية لوحدة العضوية الشخصية، وبمعنى آخر فإن الشخصية تمثل المنطقة التي تنحصر فيها العلاقات بين الكائن العضوي والموضوعات في البيئة الخارجية، خاصة الموضوعات الاجتماعية والثقافية، وبهذا المفهوم فإن الشخصية تتجسد في أداء أو وحدة فعل تعينها الدوافع والاتجاهات وعناصر الإدراك.
لقد شرح بارسونز نسق الشخصية في إطار العلاقة بالكائن العضوي والنسق الاجتماعي، والنسق الثقافي تجنباً لطروحات المدرسة السيكولوجية العضوية، التي ردت الشخصية إلى الغرائز والبناء الفسيولوجي من جانب، وتجنباً للمدرسة الثقافية الأنثروبولوجية التي ردت الشخصية إلى عوامل ثقافية بعيداً عن العوامل البيولوجية من جانب آخر، وبهذا المنظور يقدم بارسونز طرحاً متوازاً للعلاقة بين الشخصية والأنساق الاجتماعية الأخرى للفعل.
فإن الشخصية كنسق للفعل تجسد العلاقة بين حوافز الفعل وتوجيه الفعل، وهنا تظهر الحوافز كتعبير عن الشق الأول من العلاقة، كما تظهر منطلقات الحاجة، كتعبير عن الشق الثاني من العلاقة، أما بالنسبة للدافعية، فيستخدمها بارسونز بمعنيين، إما أن تقصد بالطاقة المتولدة عضوياً، والتي تتحرر في الفعل، وإما أن تقصد بدافعية العضوية، أي مجموعة ميول تظهر من ناحية العضوية، ﻹنجاز غايات موضوعية محددة مثل دافعية الجوع، ودافعية الجنس، كما يستخدم مقصود الدافع إشارة إلى الطاقة السيكولوجية، التي تجعل الفعل ممكناً.
ولكن، عندما يشرح بارسونز عن الفعل الإنساني، فإنه يهتم بصورة رئيسية بترتيبات الحاجة، وهذا المقصود يحمل دلالة ثنائية، من جانب أنه يشير إلى ميل ﻹنجاز بعض متطلبات العضوية أو جملة من الغايات، ومن جانب آخر يشير إلى ترتيب لفعل شيء ما، بمفهوم آخر، فإن منطلقات الحاجة تتمثل تنظيماً للميول الحوافز، حسب مقتضيات النسق الاجتماعي والثقافي، ولذلك فهي تأتي من خلال التعلم.
لذلك يقول بارسونز: إن الأهم من الطاقة الدافعية، هو كيف تظهر هذه الطاقة؟ وما السلوك الذي سينتج عنها، وماذا سيترتب على هذا السلوك، وهذا يتطلب مناقشة منطلقات الحاجة في إطار الفعل، وهناك ثلاثة أنواع من منطلقات الحاجة، ذات أهمية بالغة بالنسبة لنظرية الفعل.

أنواع منطلقات الحاجة بالنسبة لنظرية الفعل:

  • منطلقات الحاجة التي تواجه العلاقة مع الموضوعات الاجتماعية، وهي الترتيبات التي تعمل على توسيط علاقة الشخص بالشخص.
  • منطلقات الحاجة التي تواجه تطلعات المستوى المعياري، وهذه المنطلقات هي القيم الاجتماعية المستدمجة.
  • منطلقات الحاجة التي تواجه توقعات الدور.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: