ما هي نقوش أورهون؟

اقرأ في هذا المقال


نقوش أورهون:

تُعرف نقوش (Orkhon) أيضًا باسم نقوش (Orhon)، ونقوش (Orhun)، وآثار (Khöshöö Tsaidam) مكتوبة أيضًا (Khoshoo Tsaidam) أو (Koshu-Tsaidam) أو (Höshösaidam) أو (Kul Tigin steles)، وهما نصب تذكاري نصبهما (Göktürks) مكتوب بالأبجديّة التركيّة القديمة في وقت مبكر القرن الثامن في وادي أورخون في منغوليا.
تمّ نصبها تكريما لاثنين من الأمراء الترك، كول تيجين وشقيقه بيلج خاجان، تروي النقوش، باللغتين الصينيّة واللغة التركيّة القديمة، الأصول الأسطوريّة للأتراك، والعصر الذهبي لتاريخهم، وإخضاعهم للصينيين وتحريرهم من قبل إلتيريش قاغان، في الواقع وفقًا لأحد المصادر، تحتوي النقوش على “مقاطع إيقاعيّة ومتوازية” تشبه تلك الموجودة في الملاحم.

متى تم اكتشاف نقوش اورهون؟

تمّ اكتشاف النقوش بواسطة بعثة نيكولاي يادرينتسيف في عام (1889) والتي نشرها فاسيلي رادلوف، تمت كتابة النص الأصلي بالأبجديّة التركيّة القديمة وقام بفك شفرته عالم اللغة الدنماركي فيلهلم تومسن عام (1893)، نشر فيلهلم تومسن الترجمة باللغة الفرنسيّة لأول مرة في عام (1899)، ثمّ نشر ترجمة أخرى باللغة الدنماركيّة في عام (1922) مع ترجمة أكثر اكتمالًا.

أين تقع نقوش أورهون؟


منطقة وادي أورخون هو منطقة تقع على نهر أورخون الغربي في منغوليا، بالقرب من بحيرة أوجي، وبشكل أكثر تحديدًا، فإنهم يقفون على بعد حوالي خمسين ميلاً شمال دير إردين زو، وحوالي خمسة وعشرين ميلاً شمال غرب أوردو باليك.
أهمية قبل أنّ يقوم فيلهلم تومسن بفك رموز نقوش (Orkhon)، لم يُعرف سوى القليل جدًا عن الكتابة التركيّة، النصوص هي أقدم أشكال اللغة التركيّة التي يجب الحفاظ عليها، عندما تمّ اكتشاف نقوش (Orkhon) لأول مرة، كان من الواضح أنها كانت نوعًا رونيًا من النصوص المكتشفة في مواقع أُخرى، لكن هذه النسخ لها أيضًا شكل واضح، مشابه للأبجديّة.
عندما فك فيلهلم تومسن الترجمة، كانت نقطة انطلاق كبيرة في فهم النص التركي القديم، قدمت النقوش الكثير من الأساس لترجمة الكتابات التركيّة الأخرى، تتبع النصوص شكلاً أبجديًا، ولكن يبدو أيضًا أنّ لها تأثيرات قوية على المنحوتات الرونيّة.
تعتبر النقوش مثالًا رائعًا على العلامات المبكرة لتحولات المجتمع البدوي من استخدام الأحرف الرونيّة “هي مجموعة من الحروف الأبجدية كانت تستخدم في كتابة مختلف اللغات الجرمانية قبل اعتماد الأبجدية اللاتينية” إلى الأبجديّة الموحدة، ويُعتقد أنّ أبجدية (Orkhon) مُشتقة من نسخة غير متصلة من النص الصغدياني أو مستوحاة منها.


كلا النقشين هما جزء من موقع التراث العالمي لليونسكو في وادي أورخون في منغوليا، أظهرت (TIKA) (الوكالة التركيّة للتعاون الدولي والتنمية) اهتمامًا بالموقع في أواخر القرن العشرين وانتهت من مشروعها لترميم وحماية النقوش الثلاثة.
منذ عام (2000)، قام أكثر من (70) من علماء الآثار من جميع أنحاء العالم (على وجه التحديد من الأويغور وتركمانستان وأذربيجان وأوزبكستان وتتارستان وتركيا) بدراسة المنطقة وإجراء الحفريات، الموقع الآن محمي بأسوار مع مباني لأعمال البحث وتخزين القطع الأثرية، تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي (20) مليون دولار وسيشمل في النهاية بناء متحف لإيواء النقوش وغيرها من القطع الأثريّة المُكتشفة حديثًا.

السياق التاريخي موقع وادي أورهون:


يتمّ إحياء ذكرى الأخوين بيلج خاجان (683-734) وكول تيجين (684-731)، وقد كان أحدهما سياسي والآخر قائد عسكري كلاهما كانا من نسل إلتيريش قاغان من خاقانات الترك الثاني، الذي كان مجتمعًا تركيًا بدويًا بارزًا خلال عهد أسرة تانغ.
ترك (Göktürks) القطع الأثريّة والمنشآت في جميع أنحاء مناطقهم، من الصين إلى إيران، ولكن في منغوليا فقط تمّ العثور على نصب تذكاريّة للملوك والأرستقراطيين الآخرين، تتكون الألواح الموجودة في (Khöshöö Tsaidam) من ألواح بها نقوش بالحروف الصينيّة والتركيّة القديمة.
كلا النصبين عبارة عن ألواح حجريّة أقيمت في الأصل على سلاحف حجريّة منحوتة داخل حاويات مسورة، يُظهر حجر بيلج خاجان وعلًا منحوتًا (شعار Göktürk Kagans) وتنين ملتوي، في كلا المرفقين، تمّ العثور على أدلة على مذابح وصور منحوتة لأزواج من البشر، ربما تصور الفخري الخاص بها وزوجته.
كتب يولوغ تيجين النقوش التركيّة القديمة على هذه الآثار، وهو ابن شقيق بيلج خاجان، هذه النقوش مع نقش تونيوكوك، هي أقدم شهادة موجودة على تلك اللغة، تُظهر النقوش بوضوح الأهميّة المقدسة للمنطقة، كما يتضح من العبارة، “إذا بقيت في أرض (Ötüken)، وأرسلت قوافل من هناك ، فلن تواجهك مشكلة، إذا بقيت في جبال أوتوكين، فسوف عش إلى الأبد تهيمن على القبائل”.

ما هو محتوى نقوش أورهون؟


إعادة بناء النصب التذكاري لـ (Kül Tigin) يُمكن العثور على ترجمة إنجليزيّة كاملة للنقوش في نقوش (Orkhon): كونها ترجمة للعرض الدنماركي النهائي للبروفيسور فيلهلم تومسن يحتوي النصب التذكاري على نقوش على الجوانب الأربعة، ومع ذلك لم يتم الاحتفاظ ببعض النص، أو أنّه مفقود، وبالتالي تبقى أجزاء فقط من الرسالة الأصليّة.
فيما يلي ملخص لأكمل قسم من النقوش، يبدو أنّ إحدى ترجمة النصب الأول والثاني تشير إلى أنّ النص يستمر من جانب إلى آخر، يبدو أنّ الجزء الأول من الترجمات التركيّة هو بيلج خاجان الذي يناقش إحياء ذكرى اللوح بالإضافة إلى ذكر مدى الإمبراطوريّة.
تناقش النقوش فتوحات بيلج خاقان والصراعات التي يواجهها هو وشعبه مع الصينيين، حتى أنّ النقوش تصف الأتراك الذين استعبدهم الصينيون، ومع ذلك فإنّ النقوش تسلط الضوء أيضًا على إنجاز بيلج خاجان لتوحيد شعبه، كما ورد في أحد المقاطع، تمّ تقسيم النقوش المتبقيّة ومتفرقة، ولكن يبدو أنها تفصل الغزوات ضد شعوب القرغيز والتانغوت وأيضًا وفاة كول تيجين في المعركة، وفي النهاية خلافة ابنه بيلج خاقان.


يبدو أنّ النقوش لها وجهات نظر مختلطة حول التأثير الصيني التانغ، فمن ناحية يبدو أنّه يحتوي على الرأي القائل بأنّ الأتراك لا يحبون الصينيين، يبدو كما لو أنّ بيلج خاجان أراد تمييز شعبه عن الصينيين ليظل مجتمعاً قوياً ومستقلاً، في النقش، يوبخ بيلج خاجان أولئك الأتراك الذين تأثروا بالثقافة الصينيّة واعتمدوا طريقة حياة صينيّة، كما ورد في أحد المقاطع.


كما أنّ العبوديّة المزعومة للأتراك لم تساعد في سمعة الصينيين، يبدو أنّ بيلج خاجان يلوم الصينيين على تفكك دولته التركيّة، هذه النظرة التركيّة للصينيين تبدو سلبية، ومع ذلك، تكشف الترجمة أيضًا عن درجة من الدبلوماسيّة مع الصينيين المجاورين.
كما يتضح من تصريحه، يشير بيلج خاجان أيضًا إلى توظيف فنانين صينيين عندما يدعي، ولزيادة تعقيد وجهة النظر المشوشة بالفعل للصينيين، تحتوي النقوش على ترجمات تركيّة وصينيّة، وهكذا يحتوي النقش على دليل على أنّ بيلج خاجان كان له تفاعل ثقافي مع أسرة تانغ.

المصدر: باركي ، كريستين (من جامعة كولومبيا). الإسلام والتسامح: دراسة النموذج الإمبراطوري العثماني. 27 أغسطس 2008.بيتس ، دانيال ج. ورسام ، أمل. شعوب وثقافات الشرق الأوسط. نهر السرج العلوي ، نيوجيرسي: شركة برنتيس هول ، 2001."الإمبراطوريات: العثمانية". موسوعة الإسلام والعالم الإسلامي. إد. ريتشارد سي مارتن. المجلد. المجلد. 1. نيويورك: Macmillan Reference USA، 2004. 214-217.


شارك المقالة: