نموذج رينزولي في النموذج الإثرائي للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


يعد نموذج رينزولي هو خلاصة استنتاجاته هو وفريقه من الباحثين بعد عده سنوات من البحث في مجال التعرف على الطالب الموهوب والمتفوق وبرامج التعليم الذي يناسب قدراتهم، ويعد نموذج رينزولي هو خلاصة دمج نموذجين هما (النموذج الثلاثي الإثرائي) ونموذج (الباب الدوار للكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين).

مستويات النموذج الإثرائي في نموذج رينزولي للموهوبين والمتفوقين:

١- مستوى الخبرات العامة الاستكشافية:

تحتوي على مهارات استكشافية بشكل عام وخبرات تكون موجهة لكافة الطلبة بما فيهم الموهوبين والمتفوقين، ويوفر هذا المستوى من برنامج رينزولي الإثرائي فرصة للطلبة للتعامل مع أفكار حديثة وموضوعات تحتوي على إثارة ومواد دراسية مختلفة، غير تلك التي تغطيها عادة المناهج المدرسية المقررة.

يتضمن خبرات وأشطة استكشافية موجهة لجميع الطلاب وبذات الذين يتم التعرف عليهم کموهوبين أو متفوقين، ويوفر هذا المستوى من برنامج رينزولي الإثرائي فرصة للطلاب كي ينتجوا أفكار جديدة وموضوعات مثيرة ومنهاج دراسي متنوع، غير تلك التي تكون مقررة في المناهج المدرسية.

وهناك حاجة لوجود منسق يتم اختياره من بين المعلمين لتسهيل أعمال التنفيذ والمتابعة والتقييم على مستوى المدرسة، أما المسؤولية المباشرة في تنفيذ النشاطات فتقع على عاتق معلم الصف أو معلم المادة الدراسية.

وقد ذكر (رينزولي) قائمة واسعة من التقنيات التي يمكن استخدامها لتنظيم  وتقديم الأنشطة بما في ذلك المناقشات والعروض الفنية، والمجلات، ودعوة المتخصصين في  بعض الموضوعات، والرحلات الميدانية والمعارض، التدريبية القصيرة في الموسيقى والطباعة، والمراكز التعلمية الصفية ومراكز تنمية الميول الشخصي الخاص، زيارات المتاحف، الأفلام والشرائح وأشرطة التسجيل.

٢- مستوى الخبرات المتمايزة في غرفة المصادر:

وأيضاً يتضمن تجارب وخبرات وأنشطة تدريبية جماعية تستهدف فئة الطلبة في الصف العادي وبعضها يستهدف فئة الطلبة الموهوبين والمتفوقين، ويتم تنظيمها في غرفة خاصة تسمى غرفة المصادر.

ويصنف العالم (رينزولي Renzoli) نشاطات هذا النوع تكون ضمن مجالات تشمل حل المشكلات وفهم الذات والآخرين، ومهارات التفكير الإبداعي والتفكير الناقد التي تندرج تحت مجالات المهارات المعرفية والانفعالية.

وأيضاً مجال مهارات كيف نتعلم، ويضم مهارات المقابلة وتسجيل الملاحظات والاستماع وتحليل البيانات وتنظيمها، ومجال مهارات الاتصال، ويضم مهارات الاتصال المرئية والشفوية والكتابية، ومجال مهارات البحث واستخدام المراجع والموسوعات وقواعد المعلومات.

ويشمل هذا المجال على مجموعة كبيرة من المهارات الفرعية يزيد عن (250) مهارة مرجعية، حيث يتم استخدامها لإرشاد الفريق القائم على البرنامج في اختيار المواد التعليمية الإثرائية المناسبة ومراجعتها لتنمية هذه المهارات، ويمكن ترتيب المواد الإثرائية بشكل متدرج الصعوبة في كل مادة دراسية أو حسب الصف أو المستوى الدراسي.

٣- مستوى البحث التطبيقي المتعمق:

يتضمن البحث التطبيقي المتعمق الأنشطة البحثية والمخرجات الفنية والأدبية الاختيارية، يمارس الطالب فيها دور الباحث الحقيقي أو المحترف، ويستفيد أولئك الطلبة الذين يكونون ملتزمين ويظهرون اهتماماً خاصاً بمتابعة دراسة موضوع معين، أو التعمق في معالجة مشكلة أو قضية ما وتتراوح نسبة الطلبة المستهدفين ما بين (5 و 10%) من مجموع طلبة المدرسة.

بينما تقدر درجة الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذين يكونون مقصودين في النوعين الأول والثاني من النشاطات الإثرائية بحوالي (15- 20%) من مجتمع الطلبة؛ يهدف هذا المستوى الحديث من برنامج (رينزولي) الإثرائي إلى الوصول للأهداف الأساسية، وهي إتاحة الفرص للطلبة لتطبيق معارفهم وأفكارهم الإبداعية والاستفاده منها في دراسة قضايا أو مشكلات يختارونها بأنفسهم.

وأيضاً تطوير مستوى متقدم من الفهم للمعارف والطرائق المستخدمة من قبل المختصين في مجال أو أكثر من المجالات الدراسية، وتطوير نواتج أصيلة وحقيقية مؤثرة، وتطوير مهارات التعلم الذاتي في مجالات التخطيط،  والتنظيم وإدارة الوقت واتخاذ القرار، واستخدام المصادر وتقييم الذات، وتطوير الثقة بالنفس والدافعية ومشاعر الإنجاز، والقدرة على التواصل الفعال مع الآخرين.

ويتم ترشيح الطالب لهذا المستوى من خلال معلم المادة أو معلم غرفة المصادر أو معلم الفصل أو الطالب نفسه، ثم يتم إجراء مقابلة شخصية مع الطالب أو مجموعة الطلبة الذين يرغبون في متابعة دراسة موضوع ما أو إجراء بحث أو تطوير منتج معين مع معلم غرفة المصادر، والمعلم الذي سيقوم بالإشراف على المشروع، بهدف توضيح جميع الجوانب المتعلقة به، وتقييم مدى اهتمام الطالب والتزامه بمواصلة العمل حتى الانتهاء من المشروع.

وبعد ذلك يتم إنشاء خطة عمل لتوفير الوقت اللازم للعمل خارج الصف وكيفية التعويض عن الحصص المعتادة التي تفوت الطالب أو الطلبة نتيجة الانشغال بالمشروع في غرفة المصادر أو خارج المدرسة.

وتجدر الإشارة أخيرة إلى أن الانتقال من النوع الأول إلى الثالث ممکن دون المرور النوع الثاني، كما أن الانتقال بين الأنواع الثلاث مفتوح أمام الطلبة في الاتجاهين.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: