نوع التعليم المناسب لإحداث التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


إن الدراسات التي قامت بالربط بين التغير الاجتماعي والتعليم هي الدراسات التي قام بها المتخصصون في مجال علم الاجتماع، يعد التعليم من أبرز التغيرات التي وجدت في هذه الدراسات أنه هناك علاقة بين التعليم ونوعيته والعمل على تقييمها من أجل إحداث التغير الاجتماعي.

نوع التعليم المناسب لإحداث التغير الاجتماعي:

سيطر التعليم على طبيعة الحياة السياسية والاجتماعية خلال فترة من الزمن وعلى أيديولوجية ثورية لها مجموعة من الخصائص المحددة، وله تأثير على طبيعة الأيديولوجية وعلى شكل عملية التغير الاجتماعي  والتعليم له دور مهم في خلفيات الأفراد الثقافية والاجتماعية، وهناك مجموعة من التغير ات الاجتماعية التي قد حدثت في العلاقات التقليدية بين الأفراد في داخل المجتمعات ودورها في توزيع علاقات القوة في المجتمع.

وإن التعليم له دور كبير في تغير القيم الاجتماعية والثقافية، وبالتالي يساعد على تشكيل وتكوين شخصية الفرد الحديث، وبالتالي هذه الشخصيات الحديثة والجديدة ستؤدي إلى تحديث وتطوير المجتمعات أي حدوث التغير الاجتماعي وبالتالي ستؤدي إلى تغير المجتمع الغربي وتطوره وهو المجتمع الذي يهتم بالاقتصاد الرأسمالي.

تفترض نظرية التحديث أن الإعلام والتعليم هما أهم المتغيرات المؤدية إلى التحديث والتغير الاجتماعي، تم تطوير نظرية التحديث في الغرب الرأسمالي لذلك يقترح بعض الناس أنه لكي يلعب هذه المتغيرات دورًا مهمًا يجب أن يُظهرا أهم خصائص المجتمع الرأسمالي، خاصة تلك المتعلقة بحرية التعبير وعدم الامتثال للخدمات الأمنية والمنافسة الحرة دون قيود على الولاء قبل المعرفة.
لذلك يشكك البعض في شرعية الاعتماد على هذين المتغيرين في مجتمع العالم الثالث، على الرغم من إجراء بعض دراسات التحديث المبكرة في العديد من دول العالم الثالث.
شهدت المجتمعات النامية تعليقات وتعديلات على برامج التعليم أكثر من مرة وتم إجراء تغييرات أساسية في كل مرة سميت المراجعة الأولى بتأنيث التعليم، مما يعني أن المرأة تولت مهام التدريس لطلاب التعليم الإلزامي، المراجعة الثانية كانت تسمى الهيكل التربوي واختتمت بإنشاء عدد كبير من المدارس الثانوية المتخصصة.

دور الاقتصاد في التأثير على التعليم والتغير الاجتماعي:

يلعب الاقتصاد دورًا مهمًا في الحياة الشخصية لذلك يمكنه رسم خريطة للبنية الاجتماعية والبنية الطبقية، فإن أفراد المجتمع ليسوا متساوين في الموارد الاقتصادية المتاحة للمجتمع في كل مجتمع، لذلك وبحسب الدخل المادي المتاح لأفراد كل فئة ينقسم المجتمع إلى فئات مختلفة لذلك توجد فجوة اقتصادية بين كل فئة وحجم الفجوة الاقتصادية بين الفئات الاجتماعية مختلف بالفعل ففي بعض المجتمعات لديها فجوات كبيرة.
وهناك الاختلافات الأخرى بين الفئات ليست واضحة بين كل فئة وفئة يوجد حجم الفجوة الاقتصادية أيضًا في مجتمع لا يتحركون فيه، بينما في المجتمعات الأخرى تتحرك هذه الفجوة بسرعة مقلقة وهذه الحركة السريعة غالبًا ما تكون ضارة بالمجموعات الاقتصادية السابقة وقد أدى ذلك إلى ظهور سلسلة من الظواهر والتغيرات الاجتماعية الجديرة باهتمام العلماء مثل الطبقات الاجتماعية وأشكال الصراع بين الطبقات.
فضلًا عن خصائص نوعية الحياة والظروف المعيشية للفئات ذات الامتيازات الاقتصادية والظروف الخاصة التي تؤدي إلى ظهور الفئات المهمشة، والوسائل التي تتابع بها حياتها اليومية ودور الوضع الاقتصادي والتأثير على وضع التعليم في داخل المجتمع وتأثير التعليم في حدوث عملية التغير الاجتماعي.
يركز المنهج النظري على دراسة التغيرات الاجتماعية التي تجعل المجتمع يتغير من حالة إلى أخرى، وهذه حالة تكون نوع من التناقض والتناقض هو القوة الدافعة الرئيسية لتغيير المجتمع، وتاريخ المجتمع هو تاريخ الصراعات بين الطبقات التحليل الماركسي التقليدي القائم على التناقض بين الوسائل وعلاقات الإنتاج والتغيرات الديناميكية في العلاقة بين البنية التحتية والبنية الفوقية.
شهد العالم في السنوات الأخيرة تسارعاً غير مسبوق في تراكم المعرفة والتطبيق العملي للمعرفة العلمية يتزامن هذا مع الثورة في طرق الاتصال، والتي تعزز انتقال المكونات المختلفة بين مختلف أنحاء العالم بالنسبة للمجتمع الذي يرحل إليه، قد تكون هذه المكونات مفيدة أو غير مفيدة.
ويجب أن تكون هذه التغيرات والتجديدات لا تتعارض مع النسق القيمة المحلية حيث أنه لا يمكن للمجتمع أن يقفل حركة هذه العناصر على الرغم من أنه من الناحية النظرية، فإن جميع المجتمعات متساوية من حيث القدرة على التصدير والقدرة على التعامل معها حيث فقط عدد قليل من الدول المصدرة ذات القدرات المالية والعلمية والعسكرية التي تقوم بإحداث التغيرات الاجتماعية.

المصدر: مدخل الى علم الاجتماع،محمد عبدالهادي،2002مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2010التغير الاجتماعي والثقافي،دلال ملحس،2012التغير الاجتماعي ودوره في تغير القيم الاجتماعية،لطيفة طبال،2010


شارك المقالة: