هل تصدّق خرافات المرايا؟

اقرأ في هذا المقال


كثيرًا ما ارتبطت المرايا بالخرافات والموروثات الشعبية وحكايات عن الجن، وثمّة اعتقاد موغل في القدم مفاده أن المرآة تعكس روح المرء أو قرينه، وبالتالي فإن كسر المرآة يؤدي إلى كسر جزء من الروح، الأمر الذي يؤدي إلى سوء الحظ، وكما أن هناك من يغطي المرايا في بيت الشخص المتوفى حديثًا تجنبًا لحبس روح الشخص في المرآة.

المرايا والخرافات:

لدى الكثير من الناس رهاب من المرايا، والذي يرتكز على الأمور الخارقة للطبيعة، وهو مرتبط بخوف الإنسان من السحر والموت والأشباح، ومعتقدات بعض الثقافات بأن المرايا تعكس حقائق أكثر عمقًا من كونها مجرد أداة تُظهر انعكاس الشيء المُقابل لها، حيث تؤمن بعض الشعوب بأن هذه المرآة تمتلك أمورًا غامضة.

خرافات غامضة حول المرايا:

لمحة عن المستقبل:

هذه الخرافة تعود أصولها إلى استخدام الساحرات في منطقة “ثيسالي” في القرن الثالث الميلادي للمرايا سحرية، إذ قمن بكتابة نبوءاتهن عليهنّ بالدماء، كما قام “العرّافون و المتنبئون” باستخدمها.

مرآتي يا مرآتي:

قي الغالب كان الناس في بعض الحضارات يعتقدون أن المرايا تقوم بتخزين ما ينعكس على سطحها المصقول لكي يُستخدم فيما بعد، ولربّما أن أساس هذه الخرافة هو قصة مرآة الأميرة المشهورة “بياض الثلج”، ويُعتقد بأن بياض الثلج الحقيقية كانت بارونة من بافاريا، تزوج والدها مرة أخرى عام 1743، وكانت زوجة أبيها تفضل بناتها من زج سابق، وقيل أنّها قد تلقت مرآة كهدية من زوجها الجديد، وكان يُشار إلى الهدية بأنها “مرآة متكلمة”، حيث كان يُعتقد في بافاريا أن المرآة “تقول الحقيقة دائماً”، والجدير بالذكر أن هذه المرآة لا تزال في متحف سبيسارت في قلعة اللور في بافاريا.

قصة ماري الدموية:

في موروثات بعض الحضارات وقصصها الشعبيّ، ترتبط بالمرايا بعض حكايات الرعب أيضًا، فنجد قصصًا عن أشباح السحرة والمشعوذين الذين أُحتجزوا في تلك المرايا، ولربّما أكثر هذه القصص شهرةً، قصة ماري الدموية، حيث أنّها تتطلب لعبة مرعبة معروفة في الغرب، تبدأ بالذهاب إلى الحمام، وإغلاق بابه وترديد عبارة “ماري الدموية” ثلاث مرات، عندها ستقفز ماري من المرآة.

معرفة صفات الناس الداخلية:

خرافة أن المرايا لديها القدرة على معرفة صفات الناس من الداخل ، تعود في أصولها إلى الصين، حيث تُستخدم المرايا هناك للتركيز والتقاط الطاقة وبشكل خاص من القمر، ويدّعي الصينيون أن إمبراطورًا صينيًا وصل إلى هذا المركز، والسبب هو أنه استخدم مرآة سحرية، وقد رُوي عن كين شي هوانغ، والذي أسس سلالة كين في العام خمسة وعشرين قبل الميلاد، أن مرآته كانت قادرة على إطلاعه على جوهر ودواخل الناس الذين ينظرون إليها.

الحظ الجيد:

ثمّة الكثير من الخرافات التي حاكها خيال الناس حول المرايا، ومن بين هذه الخرافات واحدة تقول: أنك لو قمت بتحطيم مرآة، فإنك ستتجنب لعنة مدة سبع سنوات من الحظ السيء، وفي موروث ومعتقدات الرومان بأن الحياة تُجدد نفسها كل سبع سنوات، وبالتالي فإن الروح التي لم تُجدد تُحبس في مرآة محطمة، وبتجميع المرآة المكسورة على ورقة أو في حقيبة وإلقائها في النهر، فإنك تتخلص من الحظ السيء كما يمكن دفنها كذلك، كما وكان يُعتقد أيضًا أن رؤية المرء انعكاس صورته على المرآة أثناء حديثه مع شخص ما، فهذا يُعدّ إشارة إلى سوء الحظ .

تغطية المرايا:

حيث كان يتمّ تغطية المرايا عند وفاة أي شخص وقبل جنازته، في العصر الفيكتوري، وذلك التقليد الموروث يتمّ القيام به كي لا تُحتجز روح المتوفى في إحدى تلك المرايا، وقد انتشرت هذه العادة وسادت في بُلدان مُختلفة حول العالم على سبيل المثال: في أسكتلندا وأمريكا والصين ومدغشقر والقرم وبومباي في الهند.

سقوط المرآة نذير بوفاة:

أصل هذه الخرافة يعود إلى شمال أوروبا بالذات، حيث يسود اعتقاد لدى الناس أنه إذا سقطت المرآة في المنزل، فذلك نذير بوفاة أحد أفراده قريبًا، وهذا هو السر وراء عدم تعليقها على الجدران، ووضعها ضمن أطر خشبية على الأرض.

النظر إلى المرآة من فوق كتف شخص آخر:

يسود لدى معظم الأمريكيين اعتقاد، بأن نظر شخص إلى المرآة من فوق كتف شخص آخر كأن يقف زوج خلف زوجته، فهذا نذير شؤم وترجيح لموته قبلها، وبمناسبة الحديث عن وقوف الزوج، فقد كانت الأمهات في إنجلترا ينصحن بناتهن إذا أردن رؤية زوج المستقبل، أن يمشطن شعورهن في ضوء خافت لفترة طويلة، وهذا كاف لرؤيته واقفاً خلفها.

بالطبع لا نحتاج للتأكيد أن كل هذا ليست إلا خرافات، غير أنه قد اتضح أن إطالة النظر الى المرآة، يخلق نوعًا من الهلوسة لفترة مؤقتة، وكما أنها تبدي انفصالًا عن الواقع، إذ بالإمكان رؤية ما يفكر فيه المرء أو يرغب برؤيته بشدة في بعض الأحيان.

المصدر: الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011


شارك المقالة: