وطأة التغير الاجتماعي وتكاليفه

اقرأ في هذا المقال


‏قد يكون لتغير وطأة على أي مستوى في المجتمع أو قد يؤثر على المجتمع ككل، ببساطة هو الأثر أو التأثير الذي يحدثه تغير معين بعد وقوعه.

وطأة التغير الاجتماعي وتكاليفه:

‏وطأة التغير قد تكون كبيرة وشاملة أو صغيرة ومحددة هامة أو غير هامة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا يعتمد إلى حد كبير على وضعها الحاضر أو إسهامها وقيمتها، وقد ينتج عن وقت وطأة معينة تأثيرات ضارة أو مفيدة أو قد تكون وظيفية أو غير وظيفية لنسق اجتماعي معين، ويتم النظر إلى وضع التغير من موضوعات متعددة مثل التأثيرات الاجتماعية للاختراعات والتهديدات والاستجابة للتغيير والتفكك الاجتماعي ونتائج غير المقصودة للتغير الاجتماعي وطرق التجاوب معه.

‏إن دراسة وطأة التغير ليست مسألة سهلة، ومع ذلك من السهل ملاحظة النتائج المباشرة للتغير الاجتماعي ولا تظهر تعقيدات عندما يتركز الاهتمام على الآثار أو النتائج لها في أي تغيير معين وتنتشر آثارها في مجالات متفرقة ومتباينة في داخل المجتمع.

‏فلا يوجد تغيير اجتماعي يترك بقية الحياة الاجتماعية بدون تأثير وفي بعض الحالات، قد يكون أثر التغير مدمر ومهلك ومثال على ذلك إدخال أدوات أو أداة جديدة قد يؤدي إلى تحطيم أو تدمير الأدوات القديمة والاستغناء عنها بنتائج هذه التجديدات تكون شديدة الوضع أو الأثر ‏على الأجزاء المختلفة للمجتمع.

‏التأثيرات الاجتماعية للاختراعات والتجديدات عند وليم أوجبرن:

‏قام وليام أوجبرن ‏في مقال له بتجميع قائمة مكونة من 150 تأثير راجع مباشرة لظهور الراديو، وقد ظهر هذا المقال تحت عنوان تأثير الاختراع والاكتشاف، وقد جمعت هذه الاختراعات تحت 11 عنوان رئيسية وهي:

1- ‏التماثل والانتشار.

2-‏الترويح والترفيه.

3-‏النقل.

4- التعليم.

5- نشر المعلومات.

6- الدين.

7- الصناعة والعمل.

8- الوظائف.

9- الحكومة والسياسة.

10- الاختراعات الأخرى.

ويوضح أوجبرن ‏أن كل من الوحدات 150 التي تندرج تحت هذه الفئات، يمكن أن تنقسم إلى تأثيرات جزئية وأكثر تفصيلاً، مثلاً تأثير الراديو على الاهتمام المتزايد بالرياضة ينقسم بالتفصيل إلى بيان خمسة عشر تأثير اجتماعي.

‏ويقوم أوجبرن ‏أيضاً بتحليل عدد من الاختراعات، مثلاً بالنسبة لآلة أشعة الإكس فإنه يوضح وجود 61 تأثير تسبب تغيرات في الصناعة وفي الطب وفي العلوم وفي التجارة.

أشكال عامة للتأثيرات الاجتماعية للاختراع عند وليم أوجبرن:

‏‏كما قام أوجبرن بالتمييز بين ثلاثة أشكال عامة للتأثيرات الاجتماعية للاختراع، في المجموعة الأولى للتأثيرات تتصل بالاختراع البسيط، كما في حالة وجود الراديو والسيارة، والتأثير العام الثاني التأثيرات التابعة أو المشتقة من الاختراع الواحد وهذا يعني أن الاختراع ينتج عنه تغيرات تحدث بدورها تغييرات أخرى وهكذا.

‏ويسمى الشكل الثالث للتأثيرات الاجتماعية للاختراع التقارب أو اجتماع عدة تأثيرات لعدة اختراعات، مثلاً السيارة والمضخة الكهربائية وخزان العفن ساعدت على كل منها في تكوين الدولة الحديثة.

‏بل إن الأمر يتعدى هذا، كما يرى أوجبرن ‏تأثيرات الاختراع على المجتمع لها درجات وأنواع مختلفة، وأول هذه التأثيرات الخاصة بالاختراعات هي تغير في العادات عند الأفراد الذين يستخدمون هذه الاختراعات، كما هي حال الأشخاص الذين أصبحوا يستخدمون هذه الاختراعات والآلات، كما هو الحال عندما أصبح بعض الأفراد يستخدمون آلة الكتابة بدل من الحبر والقلم وعندما يغير عدد كبير من الأفراد عاداتهم فإن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها تتأثر بالضرورة.

‏بشكل تدريجي تظهر طبقة من النساء التي يحترفن العمل على الآلة الكتابة يكون لهم مكانة مميزة في المجتمع إلى جانب الجماعات والطبقات الأخرى، وهذا بدوره يعمل على تغيير تنظيمات معينة يتأثر تنظيم الأعمال المختلفة باستخدام الآلات الكاتبة، وعموماً فقد كانت للاختراعات دائماً تأثيرات واضحة على المؤسسات الاجتماعية مثل الأسرة التي تؤثر بتوظيف البنات والزوجات والنساء غير المتزوجات في المكاتب والمصانع.

ويلاحظ أوجبرن أن التأثير الأخير يظهر في نظم التفكير أو في الفلسفات الاجتماعية التي تميل إلى أن تتأثر بالاختراعات، وبالتالي فإن الاختراعات التي جذبت النساء بعيداً عن المنزل ترجع إلى الفلسفة الاجتماعية الخاصة التي تدعو وتشجع على المساواة بين الرجل والمرأة، وما ينتج عنها من عدالة اجتماعية عظيمة بالنسبة للمرأة.

وهناك مجموعة من التأثيرات الأخرى، وهي التي تؤثر الأخلاق والقواعد والسلوك التي تتعلق بهذه التغيرات المادية التي تحدث في داخل المجتمع، ومثال على ذلك كان بقاء المرأة في البيت له مضمون أخلاقي ولكن ظهور المرأة في أماكن العمل لعدة سنوات متتالية أثر في أخلاق والعادات التي ترتبط بقواعد السلوك المجتمعي.

المصدر: مدخل الى علم الاجتماع،محمد عبدالهادي،2002مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2010التغير الاجتماعي والتحديث،نجلاء مرسي،1993التغير الاجتماعي والثقافي،دلال ملحس،2012


شارك المقالة: