أين تقع أكبر لوحة فسيفساء في العالم؟

اقرأ في هذا المقال


الفسيفساء

الفسيفساء: هي فن تزيين السطوح باستخدام قطع صغيرة من المواد الملونة، غالبًا ما تكون من الزجاج أو الخزف أو الحجر. يُعتبر هذا الفن فنًا قديمًا يعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث كان يستخدم في العديد من الثقافات لتزيين المباني والمعابد والأعمال الفنية.

تتميز الفسيفساء بتقنياتها التفصيلية والدقيقة، حيث يتم ترتيب القطع الصغيرة بعناية لإنشاء أنماط وصور معقدة. يُستخدم الغراء أو الملاط الخاص لتثبيت القطع، ويمكن تحقيق تأثيرات بصرية مدهشة من خلال تنوع الألوان والترتيب الدقيق.

تاريخيًا، كانت الفسيفساء تُستخدم لتجسيد قصص دينية أو لإظهار رموز ثقافية وتاريخية. وفي العصور الوسطى، أصبحت الفسيفساء جزءًا لا يتجزأ من فن العمارة الدينية الأوروبية، حيث كانت تزين الكنائس والكاتدرائيات. وعلى الرغم من أن استخدامات الفسيفساء قد تغيرت مع مرور الوقت، إلا أن هذا الفن الجميل لا يزال حاضرًا حتى اليوم، سواء في تجديد المعابد التاريخية أو في فنون الديكور الحديثة.

أشهر لوحات الفسيفساء

لوحة فسيفساء قصر هشام بن عبد الملك

تعد لوحة الفسيفساء الموجودة في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، في مدينة أريحا الواقعة شرق الضفة الغربية أكبر لوحة فسيفساء في العالم، ويزيد عمرها عن 1400عام، وتبلغ مساحتها 827 متراً مربعاً، وتتكون من 38 سجادة متصلة ببعضها، تضم أشكال هندسية مختلفة غاية في الجمال والدقة، وبها تدرّج ألوان يقدر عددها بنحو 21 لوناً.

معلومات عن فسيفساء قصر هشام بن عبد الملك

تتكوّن هذه الفسيفساء من سبعة ملايين حجر من الفسيفساء، تقل مساحة كل منها عن سنتيمتر مربع واحد، وهي تغطي أرضية قاعة الاستقبال، والحمام الكبير لقصر الخليفة هشام بن عبد الملك، الذي تم بناؤه في منتصف القرن الثامن الميلادي.
وهو يمتد مسافة تزيد عن 610,000 متر مربع شمال مدينة أريحا، وعلى ارتفاع يبلغ 260 متراً تحت مستوى سطح البحر، وقد كان يستخدمه كمشتى له حتى تدميره بواسطة هزة أرضة بعد سنوات قليلة من انتهاء بنائه.

فسيفساء شجرة الحياة

تقع في الحمام الكبير في الجزء الشمالي من قصر الملك هشام بن عبد الملك، ويتكون مدخله من باب كبير مزخرف، وهو عبارة عن مبنى ضخم مسقوف تعلوه تسع قباب، وعثر مستكفو الآثار بالقرب منه على تمثال الخليفة، الذي تم نقله إلى متحف الآثار الفلسطيني (متحف روكفلر) في القدس.
وتزين الفسيفساء أرضية القاعة الكبيرة الموجودة داخل الحمام، وتقع غرفة الديوان الصغيرة التي كانت مخصّصة لاستقبال الضيوف بجانب القاعة الكبيرة التي تزين الفسيفساء الشهيرة المعروفة باسم شجرة الحياة أرضها، وهي تصوّر شجرة مثمرة، يقع على يسارها غزال يفترسه أسد، وفي المقابل يقع غزالان على يمينها يعيشان بسلام وآمان، وترمز اللوحة بذلك إلى وجود كل من السلم والحرب في الحياة.

اكتشاف فسيفساء قصر هشام بن عبد الملك

تم اكتشاف هذه الفسيفساء عام 1935م من قبل المعماري الفلسطيني ديمتري بارامكي والمعماري البريطاني روبرت هاميلتون، تحت أنقاض زلزال ضرب أريحا عام 947م، بعد اكتشاف موقع القصر عام 1837م، وتم دفنها بالرمال بعد ذلك، لحمايتها من التآكل بسبب عوامل الطقس المختلفة.


شارك المقالة: