الخط العربي وغرناطة

اقرأ في هذا المقال


الخط: هو فن وتصميم وقد استخدم المؤرخون هذا التعبير لتعريف الخط بكل أنواعه وأشكاله. فالخط مبدأ كتبه الخطاطون بكل فنية ليعبروا فيه عن مكنوناتهم التي كانت محصورة في أحشائهم قبل اكتشاف الخط وأدواته.

ما هو أسلوب الخط العربي في غرناطة؟

لقد امتاز الخط في غرناطة بشكل خاص والخط العربي بشكل عام  بخصائص خطية ذات أبعاد دلالية وأخرى جمالية. فمثلاً في غرناطة أثبتت الدراسات الإحصائية وهو السفراء (قراقيش) لوحده يحتوي على 3116 كتابة عربية وتكررت الكلمة (ولا غالب إلا الله) أكثر من مائة مرة.

إن هذا يدل عما ينم عن تجسيد العلاقة الوجدانية القائمة على مبدأ الخط البصري، وأمام الإنجاز الغرناطي الضخم فإن:

  • الإحساس بالعظمة قائم والتكرار ملازم للوقع في البصر ومنه إلى الشعور والإحساس بهذه العظمة.
  • هذا الإنجاز الضخم باعتبار أن مجال الرؤية البصرية الذي بدأ مع ابن رشيق من خلال العمدة.
  • نما بالموازنة مع توظيف الصورة الجمالية وكانت هذه مع حازم القرطاجي من خلال منهج البلغاء التي طالت مجال الابتكار البديعة. مع أبي البقاء الردن والتشجير وغيرهما ممّا برز في القرنين السادس والسابع الهجرين بالأندلس والمغرب.

وقد كان له الأثر البليغ في اكتساب الخط المرئي دلالات بصرية تقتحم مجال الحس بفضل المتكررات من الحروف أو الكلمات أو الجمل وهذا الأسلوب من الخط تميزت به غرناطة على وجه الخصوص.

أما البعد الجمالي وهو أيضاً نتيجة للرؤيا البصرية، وقد اعتبر النقاد الجمال للخط العربي في العمارة بغرناطة بالديار الإسلامية الأنموذج الأقوى الدال على مدى روعة وجمالية وحسن الخط مقارنة بالاستعمالات الأخرى.

ما هي أهم مميزات الخط الغرناطي؟

  • جمالية الخط وروعته.
  • تمنح الإبداع في الخط حقه في التجديد.
  • تخصص له حيزاً دلالياً استشهاداً بكل هذه الخطوط العربية المتكررة. لقد اعتبر العلماء الجمالية والزينة بغرناطة يحملان دلالات لها مغزى داخل البناء في القصور والمساجد وتحولت إلى كنائس.
  • أما في قرطبة فله طابع خاص تختلف عن غرناطة فالخط يختلف بالانتقال من مكان لآخر ففي الأندلس الخط ممزوج بين الشرق والغرب وبين الوسط والجنوب.
  • ومن أهم العلماء الذين درسوا هذا الخط وأصوله العلامة الراحل (محمد المنون).

ما هي العوامل التي غيرت في الخط وأنواعه في غرناطة؟

  • حضاري.
  • طبيعي.
  • فسيولوجي.
  • تقني.
  • معرفي.

وهذه التجربة قد حصرت كذلك في تجربة دول المغرب ومنها غرناطة، وكان الطابع الخاص للعمارة الإسلامية. وأكثر ما استخدم في هذه المدينة الخط الأندلسي. أما عن استعمالات هذا الخط فقد كانت في: النقود، الأنسجة، كل وسائل الحياة اليومية، الخزف، الخشب، والجدران كذلك تطور الخطاطون على هذه القطع بطريقة ٍ فنيةٍ جميلة لم يسبق لها مثيل.

وهكذا فإن الخط العربي بقي محافظاً على أصوله وقواعده بالرغم من كل الأحداث والحضارات التي توالت على البلاد العربية والإسلامية إلا أن الطابع العربي الإسلامي بقي كما هو بالرغم من بعض الاختلافات البسيطة في الخط.

المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربي للمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار عالمجماليات الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: