ما هو السينما وما هي أهميته

اقرأ في هذا المقال


مفهوم السينما

السينما هي فن ووسيلة تعبير تحكي القصص وتنقل الأفكار عبر الاستخدام المتقن للصور المتحركة والصوت. تعتبر السينما أحد أهم وسائل الترفيه والفن في العالم، حيث تجمع بين فنون متعددة مثل التمثيل، والإخراج، والتصوير السينمائي، وتأليف السيناريو، وتصميم الإنتاج، والمؤثرات الخاصة.

تمتاز السينما بقدرتها على نقل الجمهور إلى عوالم خيالية أو تاريخية أو حتى إلى نقاط زمنية مختلفة. يمكن للسينما إثارة العواطف، ونقل الرسائل الاجتماعية، وتوثيق الثقافات، وتقديم تجارب فريدة للمشاهدين. يعكس الفيلم جوانب مختلفة من الحياة والإنسانية، وقدرته على توثيق اللحظات التاريخية تجعله أداة قوية لنقل الذاكرة الجماعية.

تطورت السينما على مر السنوات من الأفلام الصامتة إلى الأفلام الملونة ذات التأثيرات البصرية الرفيعة، مما أدى إلى تطويرها كفن ووسيلة ثقافية تتفاعل مع التحولات الاجتماعية والتكنولوجية. تظل السينما ركيزة أساسية في عالم الفنون وتعتبر واحدة من السبل الرئيسية لتسليط الضوء على تجارب البشر وتشكيل وجدان الجمهور في جميع أنحاء العالم.

أهمية السينما

  • تكمن أهمية السينما في كونها إحدى الوسائل الإعلامية التي تُسلّط الضوء على قضايا المجتمع، وتنقل صوته بموضوعية أكبر من وسائل الإعلام المقيَّدة بسياسات وأنظمة صارمة، فمن خلال الإبداع في السينما يمكن أن تتفتح الأذهان لأفكار خلّاقة، فالسينما تستقى مضامين محتواها من محيط الواقع، وتبعاته المستقبلية.
  • إنّ الأفلام الوثائقية تحظى بأهمية كبرى لدى فئات مجتمعية متنوعة، وقد تزايد الاهتمام بالأفلام الوثائقية بسبب تفاعل الناس مع القضايا الإنسانية، والحقائق الاجتماعية التي ناقشتها وسلّطت عليها الضوء بشكل أكثر دقة ومصداقية.
    واليوم يتطلع صناع هذه الأفلام للاستفادة من بيانات الجمهور وآرائهم المعلنة عبر شبكات التواصل الاجتماعي؛ لصياغة مضامين الأفلام بالاعتماد عليها، فالسينما أصبحت أداة فاعلة، وهذا التأثير والدور مؤهَّل للزيادة والتعمّق بشكل متسارع.
  • السينما تحمل أهمية كبيرة في الحياة الثقافية والاجتماعية، حيث تعتبر نافذة ممتازة لفهم وتجسيد تجارب الإنسان وثقافاته المتنوعة. إن قدرة السينما على نقل القصص والأفكار بصورة مرئية تجعلها وسيلة فنية فريدة وفعّالة. يمكن للأفلام أن تلهم وتحفز المشاهدين عاطفيًا وفكريًا، وتعزز الفهم البيني والتواصل الثقافي.
  • من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأنواع والأساليب السينمائية، توفر السينما منصة للتعبير الإبداعي والابتكار، سواء من خلال تصوير الواقع أو استكشاف عوالم خيالية. تشكل الأفلام أيضًا أداة هامة للتوثيق التاريخي، حيث يمكن للمخرجين تسليط الضوء على لحظات تاريخية مهمة ونقلها للأجيال القادمة.

السينما والفن السينمائي

تصنّف السينما على أنّها أحد أنواع الفنون التي تشترك بها عدَّة مهارات وفنون مجتمعة تتلخَّص بإنتاج الأفلام الوثائقية والترفيهية ليتم عرضها في دُور السينما، حيث تتمايز الأفلام فيما بينها بنوعية الجمهور المستهدف، وطبيعة الرسائل الموجهة له عن طريق الحوارات، والشخصيات في الفيلم.

تاريخ السينما والأفلام السينمائية

نشأت السينما ضمن سياق التطور التكنولوجي مطلع القرن التاسع عشر، بعد تطور التصوير الجرافيكي وآليات عرضه وتحريكه، حيث كانت الشركات تتنافس فيما بينها لتوفير آلات العرض، وافتتاح دُور السينما بأقل التكاليف.
إذ يعود تاريخ أول براءة اختراع دولية للسينما بشكلها الأولي إلى عام 1895م، لتتطور بعد ذلك صناعة السينما بكل مكوناتها، وما يزال ذلك التطوُّر مستمراً حتى يومنا هذا.

صناعة السينما عالميا

قد يستهين البعض بقوَّة السينما وآثارها الاجتماعية، والاقتصادية، والفكرية، إلَّا أنّها تعد من أكثر الصناعات التي تُدرّ الربح على مستوى العالم، حيث تتصدَّر الولايات المتحدة الأمريكية وكندا قائمة الدول الأكثر كسباً من صناعة الأفلام السينمائية، تليهم الصين وبريطانيا، ثمَّ اليابان وأخيراً الهند التي تعد هي الدولة الأكثر إنتاجاً للأفلام السينمائية سنوياً.

بكون السينما عالم واسع للتعبير وليست أداة بسيطة تعيد إنتاج (صور الواقع) وكونها تحاكي الواقع فقط، بقدر ما تستمد معانيها من رموز ذلك الواقع وتعبِّر عن مكنونات للعالم اللاواعي أو الخيال والتخيل لأنَّ ( الصورة ) هي شكل من أشكال التعبير ممّا لا تستطيع التجربة المعيشية التعبير عنه وتأثير في المتلقي إلّا بواسطتها.

بكون التقنيات السينمائية الحديثة تلعب دوراً أساسيا في خدمة خيال السينمائيين وتجسيده من خلال صور مؤثرة مشوّقة تجسِّد إحداث الموضوع، ولم يقتصر هذا الدور على أفلام الخيال العلمي والأفلام الغرائبية بل شمل جميع أنواع الأفلام السينمائية، سواء منها ما يعتمد على أنواع الحركات السريعة والبطيئة أو التي تعتمد المنهج الواقعي وتتطرَّق إلى مواضيع تُستَمَد موادها من قضايا الواقع، ومن هذه الحقائق تكمن أهمية و خطورة هذا الفن الرائع، فن السينما .


شارك المقالة: