القوالب الخشبية في الخط وتطوراتها في دول أوروبا

اقرأ في هذا المقال


ما هو المقصود بالقوالب الخشبية؟

القوالب الخشبية عبارة عن أداة يتم من خلالها طباعة الحروف في قوالب خشبية، حيثُ تعتمد على نوعية الأوراق التي يختارها الكاتب أو الخطاط في نوعية تلك الأوراق، وتوضع في قوالب خشبية لكي يتم عليها الكتابة وتوضع لتصبح عبارة عن مواد خطية مطبوعة، ولقد تطورت تلك القوالب عبر العصور المتعاقبة، وكانت بعض الحضارات قد استعاضة بهذه التجربة عن خط النسخ، والذي اعتمد عليه لفترة طويلة في نسخ الكتب.

وقد طورت القوالب الخشبية في الخط ونسخه كما أدت إلى انتشاره، وطورت الكتب والمخطوطات وصناعة الحروف الخطية، هذا ولقد قلد الناشرون الأخرون (فيستر)، أي أنهم كانوا يطبعون أولاً الكتب المزينة بالرسوم والتي كانت توجه للشعب، وقد كانت الرسوم في هذه الكتب أهمية كبيرة إذ أنها كانت تقدم للناس، الذين لا يستطيعون القراءة مضمون الكتاب إلا بمساعدة الرسوم.

وقد كان من أهم المؤلفات التي تمت كتابتها وطباعتها هي مؤلفات علمية، وكتب الهندسة المعمارية، وقد طبع كتاب آخر وهو كتاب (رحلة حج إلى الأرض المقدسة) وكان قد ألّف هذا الكتاب برنارد فون بريد نباخ والذي سافر إلى فلسطين، كما رسم خريطة جغرافية لفلسطين.

هذا وقد قام روفيك نفسه بحفر القوالب الخشبية بالاستناد إلى رسومه واعتنى بطبعها، لقد سجل هذا الكتاب نجاحاً باهراً وقد صدر لاحقاً إلى وترجمته إلى الألمانية، والإسبانية،والهولندية.

مع مرور السنوات تطورت الرسوم بالقوالب الخشبية والتي تعد تلك القوالب فقط للكتابات الخطية بل تطورت لتصبح تلك الرسوم بالقوالب الخشبية، وكان ذلك في ألمانيا ففي عام 1493 ميلادي.

إن هذه الرسوم قد صنعت بواسطة القوالب الخشبية وقد بلغت ما يقارب 645 أي أن القالب الخشبي كان يستخدم لإبراز شخصين أو أكثر كما أن اللوحة الواحدة تمثل في مواضيع مختلفة من الكتاب ثماني شخصيات.

لقد شهدت القوالب الخشبية أعظم ازدهار لها في إيطاليا، وقد كان رجال الطباعة الألمان الذين كانوا يعملون بعدد كبير في فينيسيا وبقية المدن الإيطالية، وتم دخول الرسم بالقوالب الخشبية وأصدر أول كتاب على هذا النوع في روما في عام 1467م، وهو كتاب تأملات لـ (يوهانس دي تور كريمات) ولكن الطابع (رات أولد) والذي حقق لنفسه شهرة بالحروف الكبيرة الرائعة التي تبدأ بها النصوص والتزيين الكثيرة بأسلوب عصر النهضة.

لقد فرض العاملون الألمان أسلوبهم الجامد، إلا أن هذا النوع من الفن سرعان ما تطور في البلدان من حيثُ البواعث أو من حيث الأسلوب بالاستناد إلى التقاليد الفنية المحلية، وهكذا فقد تطورت في إيطاليا مدرسة خاصة لحفر القوالب الخشبية، حتى أن الفنانين الألمان تقبلوا بسرعة هذا الأسلوب الجديد.

ما هو مصير القوالب الخشبية في الدول الأوروبية؟

في فرنسا: لقد بلغ فن حفر القوالب الخشبية درجة عالية من الكمال وهو ينصل بشكل مباشر من حيث الأسلوب أو من حيث الفخامة بزخرفة المخطوطات، حتى نهاية القرن بدأ بوضوح في فرنسا وألمانيا وغيرها الأثير القوي لفن عصر النهضة الإيطالية في تزيين الكتب بالرسوم.

في الصين: أخذ رجال الطباعة منذ القرن الخامس عشر يعتمدون على حفر الألواح النحاسية لإعداد الرسوم للكتب، وهي الطريقة التي كانت معروفة سابقاً في الصين منذ القرن العاشر الميلادي وفي أوروبا (منذ القرن الثالث عشر).

هولندا: بدأوا باستخدام لوح معدني محفور لتزيين الكتب، أما إذا كان اللوح نفسه يطبع مرتين أو أربع مرات حسب الحاجة، لقد كانت طباعة الألواح المحفورة أسرع بكثير من الطريقة القديمة والتي تعتمد على الأختام.

ما هي أهم أساليب التزيين للكتب؟

  • في بداية القرن السادس عشر تمكن المجلدون من الإسراع في عملهم لتزيين الأغلفة وذلك باستعمال الأسطوانة المعدنية التي حفرت عليها بعض الرسوم للتزيين.
  • لقد كان من الممكن أن تنقش على الجلد الرسوم ذاتها عدة مرات، بهذه الطريقة كانت تنقش الرسوم على طول جوانب الغلاف.
  • تحت تأثير فن الخط في العصر الوسيط، والفن المحلي والتقاليد المحلية فقط تطورت عدة أساليب للتزيين في المدن المختلفة بينما كان الحرفيون أحياناً يبتكرون أساليب خاصة حسب رغبة الزبون.
  • هذا ولقد كان تأثير الأسلوب الشرقي وبالتحديد الإسلامي، وقد اتضح في فن التجليد في إيطاليا منذ نهاية القرن الخامس عشر، ففي ذلك الوقت كان فن التجليد الإسلامي، وخاصة الخط الفارسي.
  • أثار الفن الإسلامي إعجاب الحرفيين في فينيسيا وهواة جمع الكتب النفيسة، لقد انتقل هذا التأثير لاحقاً عن طريق إيطاليا إلى البلدان الأوروبية الأخرى.
  • هذا وكان تجليد الكتب بشكل مميز للأمراء والصيارفة وغيرهم من الأغنياء. في هذه الحالة كان يستعمل للتجليد نوع خاص من الجلد كالجلد المغربي والذي كان يستورد من قرطبة أو غيره من الأنواع الفاخرة التي زينوها يشكل فخم.
  • لقد تميز بعض هواة جمع الكتب النفيسة بأسلوب خاص في تجليد كتبهم ويمكن أن نميز كتبهم بسهولة عن غيرها من الكتب، مع الكتب الخاصة بمكتبة الملك الكرواتي الهنغاري (كورفين) حيثُ أن هذه الطريقة الخاصة في التجليد أصبحت تدعى (كورفينا) نسبة إلى اسم الملك.

المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربي للمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار عالمجمالية الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: