المستوى الكتابي والخط العربي

اقرأ في هذا المقال


النطق: ميزة امتاز بها الإنسان عن بقية مخلوقات الله، وما يتفوه به الإنسان من كلمات وما هي إلا تعبيراً عما يدور في ذهنه من أفكار، فالكلمات رموز للأفكار، ولما اكتشف الإنسان الكتابة، أوجد لكل صوت رمزاً يمثله سماه حرفاً يختلف عن غيره من الرموز وبما أن الكلمة هي وسيلة صوتية للتعبير عن أفكار ذهنية، فالكتابة هي رموز لهذه الوسائل.

الدين الإسلامي لا يؤيد النحت والتمثيل اللذان يلقيان ظلاً جاهلياً، لذلك اتجه الفنان المسلم إلى الخط وبدأ بتحسينه وابتكر أنواعاً جديدة فيه، متخذاً من الخط ميداناً لعرض كفاءته وقدرته، ولذلك فقد تطورت تلك الخطوط ليظهر منها أشكالاً متعددة منها الهندسة في خط الثلث.

وحتى يكون المعنى صحيحاً لا بد أن تكون كتابته صحيحة حرف أو زيادته وإسقاط نقطة أو زيادتها، ونقل علامات الترقيم من مكانها بتأخيرها أو تقديمها أو استبدالها بغيرها فإن هذا يغير المعنى ويُفسده.

ما هي الأمور التي تتعلق بالخط العربي والتي تغير من مستوى الكتابة؟

  • مدى اختلاف الخط عن الواقع المنطوق: فالنظام الكتابي قائم على ما يلفظ يكتب ولكن اللغات تبتعد عن هذه القاعدة بمسافات مختلفة ومنها اللغة العربية، حيثُ أن بعض الحروف دون مبرر صوتي وذلك من أجل التفريق بين صيغة وأخرى. فالفعل الماضي مثلاً تلحقه ألف زائدة اتصل بالفعل واو الجماعة، وأحياناً أخرى تضاف حروف تعكس صورة إعرابية مثال على الفعل الماضي (كسروا) مثال على الحالة الإعرابية (جاء المعلمون).
  • وكما نجد في الرسم القرآني بعيداً عن الواقع المنطوق: (بسم الله الرحمن الرحيم) فإننا نجد حذف الألف أو إضافة (الواو ) في كلمة (الصلاة) وكلمة (الزكاة) وذلك بالرغم من أن الإضافة لها ما يبرزها وذلك بإعادة الكلمة إلى أصلها الصرفي لكي تحتفظ به، وإن كان لفظها مختلفاً فالزكاة أصلها الألف فيها أصلها (واو).
  • حجم مشكلة الاختلاف بين الرسم الكتابي والنطق الصوتي: تتهم العربية بأنها عسيرة الكتابة، علماً بأن الرسم الكتابي لجميع لغات العالم يعاني من هذه المشكلة، فمثلاً اللغة الإنجليزية هي لغة عالمية توجد فيها مثل هذه المعاناة حتى أن أساتذة الجامعات في بريطانيا وغيرها يلجؤون إلى المعاجم عندما يكتبون أبحاثهم.

المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربي للمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار عامجماليات الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: