الموسيقى في عصر الباروك

اقرأ في هذا المقال


موسيقى الباروك:

عرفت موسيقى عصر الباروك (1600-1750)، وتعد هذه الموسيقى من أنواع فنون الموسيقى الغربية، وتعود أصل كلمة الباروك من اللغة البرتغالية وتعني الموسيقى المزخرفة والمُزينة بشكل كبير، وقد جاء اسم موسيقى الباروك منطبقاً على هندسة الباروك المعمارية التي كانت في نفس الفترة.
كما يرمز مصطلح الباروك إلى العظمة والروح الدرامية الفنية النشطة، كما أنها تطورت بشكل كبير في التقنيات الجديدة لا سيما في الغناء، وهناك أسلوبين موسيقيين مهمان وهما: الممارسة الأولى؛ وهو الأسلوب العالمي للقرن السادس عشر، والممارسة الثانية الذي يشير إلى الأسلوب المسرحي الجديد، ومن أهم ما تم إنجازه في عصر الباروك، في التأليف الموسيقي للآلات، وأيضاً قد تميّز عصر الباروك بكثرة الزخرفة في الموسيقى.

مراحل موسيقى الباروك:

موسيقى الباروك المبكرة (1580–1630):

الكاميراتا الفلورنسية: تتكون من شعراء وموسيقيين كانوا قد التقوا في فلورنسا في أواخر عصر النهضة، تحت رعاية الكونت جيوفاني؛ للتوجيه والمناقشة في جميع اتجاهات الفنون خاصة الدراما والموسيقى، أما بالنسبة للموسيقى، فقد كانت تعتمد على مفهوم الدراما الموسيقية الكلاسيكية (خاصة اليونان القديم) التي قدرت الخطابة.
إضافةً إلى ذلك فقد عُرف عنهم أنهم كانوا قد رفضوا استخدام معاصريهم للبوليفونية وموسيقى الآلات، كما أنهم ناقشوا أدوات الموسيقى اليونانية القديمة مثل: المونودية التي تتكون من غناء الصولو مرتبطةً مع القيثارة، حيث إن الإنجازات الأولى لهذه الأفكار تضم أوبرا “دافني ويورديس” لجاكوپوپري التي كانت بداية الأوبرا، والتي بدورها كانت عامل فاعل لموسيقى الباروك.

موسيقى الباروك الوسطى (1630–1680):

إن عصر الباروك الأوسط قد انفصل عن عصر الباروك المبكر بتفكير جديد ومنظم وبتأسيس متدرج للأوبرا، وانفصلت عنه أيضاً بإسلوب منظم وتفكير جديد، وفي فترة الباروك الوسطى ظهر الأوراتوريو والكانتاتا والأوبرا، مع ظهور أسلوب البل كانتو، حيث إن هذا الأسلوب يُعد من أهم الإسهامات التي ساهمت في تقدم وازدهار عصر الباروك، كما تولدت في أواخر الأسلوب الكلاسيكي بمفهوم حديث للّحن والهارموني الذي جعل مكانة الموسيقى تتساوي مع الأحداث التي كانت بارزة منذ قديم العصور “المونودية الكلوراتورا” والمزخرفة لأوائل عصر الباروك، حيث أفسحت المجال لأسلوب لحنيّ أكثر صقلاً وأبسط، خاصةً في الإيقاع ثلاثي، إذ أن هذه الألحان بُنيت من أفكار قصيرة محدودة تعتمد على أنماط الرقص مثل السرابند والكورانت.

موسيقى الباروك المتأخرة (1680–1730):

يوجد هناك جدل بين فترة وسط وآواخر الباروك، حيث تعرضت الفترة هذه في أوقات مختلفة لتغيراتٍ عديدة، يعتبر أول بلد ينتقل لأوآخر عصر الباروك هو إيطاليا، حيث أن الطريقة الأفضل المتبعة في معظم تواريخ موسيقى الباروك هو الاستيعاب الكامل للمقامية كمبدأ بناء الموسيقى، وبعد أن قام الموسيقي “لجان فيليب رامو” بوضع المؤلف “لولي” من أهم المؤلفين في مجال أوبرا فرنسا، وفي نفس الوقت ورغم عمل يوهان فاكس بإسلوب البوليفونية لعصر النهضة حيث كان الأساس في دراسة التأليف الموسيقي، وهو الجمع بين الكونترابنط والمنطق النغمي للكادنزات، حيث خلق إحساس بوجود أسلوبين للتأليف وهما: الهموفوني تسيطر عليه اعتبارات رأسية والبوليفوني يسوده المحاكاة والكونترابنط.

تأثير موسيقى الباروك:

الانتقال إلى الفترة الكلاسيكية (1740–1780):

بدأت هذه المرحلة بين آواخر عصر الباروك وأوائل العصر الكلاسيكي بالإضافة للعديد من الأفكار المتنافسة والتجارب لتوحيد المطالب المختلفة للاقتصاد والأذواق ورأي العالم، حيث إنه يُعرف باسم “الركوكو” أو “ما قبل الكلاسيكي”. وفي هذه الفترة يعلمون المؤلفين بنفس أسلوب الباروك، إذ أنهم ما زالوا ناجحين.
كما أن الثقافة الموسيقية كانت تُمارس في أكثر من طريقة منها؛ السادة للأسلوب القديم لديهم التكنيك، في حين أن الجمهور كان يطمح دوماً لكل ما هو جديد، إذ أن ذلك كان أحد أسباب احترام كارل فيليپ إمانويل باخ، حيث فهم كارل الأشكال القديمة وتخطى في الابتعاد عن الأشكال القديمة من الباروك .

وبشكلٍ خاص في الدول الكاثوليكية لأوروبا الوسطىـ حيث استمر أسلوب موسيقى الباروك في الموسيقى الدينية، حتى نهاية القرن الثامن عشر، وبطريقة “الأسلوب القديم” للنهضة التي استمرت في الموسيقى الدينية حتى أوائل القرن السابع عشر.
أما القداسات والأوراتوريو لهايدن وموتسارت بالرغم من أنها كلاسيكية في التوزيع والزخرفة، كان لديها الكثير من سمات الباروك في بنائها الكونترابنطي والهارموني، كما تراجع الباروك، حيث ظهرت عدة محاولات لدمج التقنيات الجديدة والقديمة، ولاحظ الكثير من المؤلفين الذين استمروا في مزج الأشكال القديمة حتى عام1780، كما أن هناك العديد من المدن في ألمانيا حتى واصلت الحفاظ على تقاليد الآداء من الباورك حتى عام 1790، بما في ذلك لايبزج حيث عمل باخ لنهاية حياته.


شارك المقالة: