النهضة الكارولية للخط والكتابة في العصر الوسيط لأوروبا

اقرأ في هذا المقال


النهضة الكارولية للخط والكتابة في العصر الوسيط لأوروبا:

كانت أول دولة منظمة في الأراضي السابقة للإمبراطورية الرومانية تلك التي أسسها الملك الفرنسي كارل لتصريف الأمور الإمبراطورية فقد كان كارل الكبير يحتاج إلى عدد كبير من الموظفين والخطاطين البارعين.

وقد دفعة الحاجة للخطاطين بالإمبراطور لإحياء التعليم وتشجيع القراءة والكتابة بشكل عام وخاصة تعليم الخطوط في الإمبراطورية الكارولية، وقد رأى حينئذ الإمبراطور بحكمته الكبيرة أن أفضل من يساعده في هذا الاتجاه هم الرهبان المتعلمون الإيرلنديون، ولذلك فقد إلى قصره في آخن المشهور في إنجلترا وقد كان في تلك الفترة أهم المراكز الثقافية في أوروبا.

لقد كان لدى كارل الكبير الكثير من المال والطموح لكي يحاول في قصره تقليد الأكاديمية الهلنستية ومكتبة الإسكندرية؛ لذلك فقد جمع الخطاطين الذين يكتبون بخط النسخ، والذين كنوا مبدعين في الخط ورسم المنمنمات وأسس مكتبة مهمة في القصر، مع أن هذه المكتبة لم تكن تنافس المكتبة الإسكندرية.

ما هي أهم مميزات المكتبة في العصر الوسيط لأوروبا؟

  • لقد وجد فيها بعض المخطوطات النادرة لكتاب العصر القديم في الخط اليوناني ومنها (مخطوطات لشي شرونا، يوفنا) وغيرهم من الخطاطين.
  • وقد كان لها أهمية كبيرة في إنقاذ التراث القديم.
  • كما كانت لهذه المكتبة في أنها كانت هناك مجموعات من النساخ والخبراء في الخط وتعمل بأمر الإمبراطور في نسخ مؤلفات الكتاب القدماء بشكل جيد.
  • والأهم من ذلك أن من كان يريد العلم والتعلم في الخط والكتابة يحصلون على تلك النسخ من هذه المكتبة.

وقد كان يعمد الإمبراطور أن يجد بعض الخطاطين ويقومون بنسخ تلك المخطوطات ويحفظونها في مكتبة البلاط، وقد كان العمل يجري بهمة ونشاط في نسخ المؤلفات والمخطوطات بالإضافة إلى الإنجيل والكتب الدينية.

وكان الخطاطون يتنافسون في كتابة الكتب بخط النسخ وكان كل خطاط يميز كتابه بأغلفة من الذهب والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة، وهذا يدل على الثروة والمكانة الاجتماعية وعلى النفوذ الذي يتمتع به في المجتمع الذي يهدى إليه.

بالإضافة لذلك فقد كانت النهضة الكارولية قد أوجدت العديدين من النساخ الذين يقومون بنسخ تلك الكتب التي تتمتع بأهمية كبيرة، لقد اعتبر عصر النهضة هذا من أهم حلقات التواصل والتي تربط بين إنتاج الكتاب العلمي والأدبي في العصر القديم بعصر التنوير.

ومن الإنجازات المهمة في هذا العصر إحياء الثقافة في الإمبراطورية الكارولية خلال عهد كارل الكبير وكانت الأحرف الصغيرة الكارولية والتي كان يعتقد أنها نشأت بأمر مباشر من كارل الكبير ومستشاره الكوتين، ولا شك أن لهاتين الشخصيتين الفضل الكبير في نشر هذا النوع من الخط في كل أرجاء الإمبراطورية إلا أن بدايته تعود إلى القرن الثامن الميلادي.

لقد انتشر هذا النوع من الخط في أديرة لو كسيل وكوربيه بينما انتشر في عهد كارل الكبير أكثر نوع آخر في أوروبا الغربية، وحافظ على انتشاره هذا إلى القرن الثاني عشر الميلادي.

ما هو مفهوم الخط الذي نشأ في النهضة الكارولية؟

هو عبارة عن خط جميل وبسيط إلا أنه قد تميز كخط متواصل حتى قبل بداية النهضة الكارولية، وفي الواقع لقد فقد هذا الخط ميزته كخط متواصل نتيجة للتغيرات التي لحقت في غضون ذلك بالوظيفة الاجتماعية للكتابة، فقد وردت الحروف المستديرة وقد اشتهرت فيما يعرف بالحروف الكارولية.

في الوقت الذي انتقلت فيه هذه الحروف إلى رجال الدين، أي حين فقدت الكتابة أهميتها كأداة عملية لتسجيل الأفكار كما كانت عليه في العصر القديم وبداية العصر الوسيط، وبعد مضي وقت طويل في القرن الثالث عشر الميلادي، عادت إلى أوروبا ثانية الحروف المتصلة أي الكتابة السريعة والعملية كتعبير عن الثقافة العلمانية للكتابة.

المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربي للمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار عالمجماليات الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: