تأملات على الحرف العربي والفن التشكيلي

اقرأ في هذا المقال


إن ظهور التدوين منذ القرن الرابع قبل الميلاد في وادي الرافدين، كان مصحوباً بالاهتمام في أول الأمر بالكتابة الصورية، أي برسم بعض الوحدات كإشارة للحصول على المعاني، ثم تطورت تلك الإشارات إلى الكتابة المقطعية.

ما هو مفهوم الإشارة المقطعية للحرف؟

هي عبارة عن مقاطع وتعني لنا المعنى العام، كما هو الحال في الكتابة الصينية في الوقت الحاضر، وبالتالي فإن ظهور الحروف كوحدات أساسية مدونة بالخط المسماري، كالدلالات لكي تساهم في ظهور الدلالة وهو الذي أدى إلى ظهور الحروف الأبجدية في الكتابة الفينيقية، وبنفس الوقت كانت الكتابة العربية حينما تفرعت عن الفينيقية (كما تفرعت عنها اللاتينية) وقد أخذت مساراً يختلف عن مسار الكتابات اللاتينية من حيث علاقة الإنسان بالبيئة، والمحيط.

ما هي الفروقات بين الكتابة بالخط اللاتيني والكتابة بالخط العربي من حيث كتابة الحروف؟

  • فالكتابة العربية تمتاز بأنها ذات إيقاع يعتمد على حروف منفصلة وكذلك حروف متصلة في نفس الوقت. في حين أن الكتابة اللاتينية تعتمد على الحروف المنفصلة وهذا يعني أن كل حرف مستقل بذاته.
  • في الكتابة العربية حروف متكاملة حيث أن هناك انسيابية وهذا ما تحققه يصوره حاسمة فيما بعد في العصر الإسلامي، وهو الذي ظهر فيه الخط العربي بشكل أوضح مثلما تطور في عصور تالية بأنماط متنوعة. وكان لا بد من أن يتطور أيضاً الخط من منظور إسلامي بحت. كما في الأرابيسك، وفق اعتبارات جمالية، وهناك إذاً  انطباعات خاصة للحروف.

إن الكتابة العربية في مجال الأرابيسك كانت متوازية جمالياً مع الأرابيسك، والأرابيسك هو فن ظهور الزخرفة في الإسلام بشكل جيد، والزخرفة في الإسلام تعتمد على وحدات، وحدة واحدة على الأقل وهي بشكل خط منكسر ويتقاطع مع نفس الوحدة ولكن باتجاه آخر، عدة تقاطعات لتظهر بالنتيجة تكوينات ذات أشكال نجمية، فن الأرابيسك يجمع ما بين التوجه نحو المطلق وما بين التشخيص، ما بين استمرارية الخطوط ومن ثم تقاطعها لكي تتكون أشكالاً محددة. أما فن الكتابة فهو يستخدم الوحدات وظيفياً من أجل التواصل اللغوي.

إن الاهتمامات الموسوعية في مجال الفنون التشكيلية يؤلف قاعدة مهمة جداً في تطوير الثقافة التشكيلية.

المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربي للمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار عالمجماليات الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: