ما هي آلة الكمان؟

اقرأ في هذا المقال


آلة الكمان

آلة الكمان: هي آلة وترية ذات أربعة أوتار، و هي الآلة ذات الصوت الأكثر حدَّة بين أفراد عائلتها مقارنة مع الفيولا والتشيللو ويتم العزف على آلة الكمان بواسطة قوس ذو انحناءة خفيفة مشدود عليه خيوط من شعر الحصان ويوجد أنواع من الكمان تتكوّن خيوطه من جلد القط، وللكمان مجال صوتي واسع يبلغ حوالي الأربع أوكتافات.

ويعتبر الكمان واحد من أهمّ وأبرز الآلآت الموسيقيّة التي انتشرت بشكل كبير، وتحديداً عندما بدأ الموسيقيون باستخدام ما يعرف بالموسيقا الكلاسيكيّة، ويسمّى صوتها أحنْ الأصوات الموسيقيّة، وتصنف من ضمن مجموعة الآلآت الموسيقيّة الوتريّة ذات القوس الواحد.
وتتصدّر في الصدارة من ناحية الاستخدام والتفضيل مقارنةً بالآلات الوتريّة الأخرى، وعلى الرغم من وجود تزاحم بينها وبين الآلات الأخرى كالبيانو مثلاً، إلّا أنّها لها مكانتها المرموقة والمميّزة.

أصل آلة الكمان

أًصل آلة الكمان هي آلة الرباب العربية التي انتقلت مع العرب إلى الأندلس في القرن التاسع وتطورت فيما بعد بفضل العرب وغير العرب على السواء.
وفي القرون الأولى بعد الميلاد أوجد العرب آلة الرباب ذات الوتر الواحد ومنذ ذلك الحين أخذ العرب في تحسينها على مدى العصور حتى أصبحت بعد فترة زمنية ذات وترين متساويين في الغلظ ثمّ ذات وترين مختلفين ومن ثمّ ذات أربع أوتار.
وعندما نقلها العرب فيما نقلوا معهم إلى الأندلس من الآلات الموسيقية أحبها أهل البلاد الأصليين وعملوا على تحسينها ومنذ ذلك الوقت بدأت فكرة تصنيع الآلات الوترية ذات القوس.

وظهرت في أوروبا أول آلة من صنع الفرنسيين تماثل الرباب العربية وسموها كإسمها العربي ربيبة وانتشرت هذه الآلة في أوروبا في القرن الرابع عشر وعرفت باسم ريبيك ومن ثم أدخل عليها في القرن الخامس عشر بعض التعديلات أمّا قوس الكمان فلم يأخذ شكله المعروف إلّا في أواخر القرن الثامن عشر.

صنع آلة الكمان

صنع آلة الكمان هو عملية دقيقة وفنية تتطلب مهارات عالية وفهم عميق للعلوم والتقنيات الموسيقية. يبدأ صانعو الكمان بتحديد أنواع الخشب المستخدمة، حيث يستخدمون خشب الصنوبر للوح العلوي وخشب القيقب للوح السفلي. يعتبر اختيار الخشب ذو نوعية عالية أمرًا حيويًا لتأثيره على جودة الصوت الناتج.

تأتي مرحلة تشكيل الخشب بعد ذلك، حيث يقوم الصانع بنحت القطع بعناية لتشكيل هيكل الكمان. يلي ذلك تركيب الأوتار وتحديد مواقع النقاط الحساسة لتضمين تفاصيل دقيقة تؤثر على أداء الآلة. الطبقة النهائية تتمثل في الدهان والتشطيب، حيث يتم استخدام مواد خاصة لحماية الخشب وتحسين مظهر الكمان.

يتطلب صنع آلة الكمان فنًا وخبرة، ويتميز كل كمان بتفرد فريد في صوته وشكله. الصانع يعكس في عمله لمسة شخصية، وتتجلى خبرته في القدرة على تحقيق التوازن المثالي بين الخشب والتصميم لإنتاج آلة تصدر صوتًا جميلًا وغنيًا.

1- من الرباب إلى الكمان

لقد تمّ اشتقاق الكمان من آلة عربية قديمة كانت تعرف بالربابة، والتي وصلت إلى الدولة الغربية والقارة الأوروبية من خلال القسطنطينة ومن ثمّ الأندلس إضافةً لصقلية، ومن هنا بدأ انتشارها والتطوير عليها حتّى أخذت شكلها الحالي.
وأهمّ التقنيات التي مرّت فيها تتضمّن وضعيّة الأقواس وشكلها الخارجي، بالإضافةً إلى التعديل على عدد الأوتار والفتحات الموجودة عليها، وآخر تحديث طرى عليها كان في القرن السادس عشر للميلاد في إيطاليا وتحديداً الشماليّة.

أهمية آلة الكمان

يعتبر الكمان من أقوى الآلآت الوتريّة في التعبير عن المشاعر والأحاسيس وأبرزها ما يتعلّق بالغضب واليأس، وذلك نتيجةً لقوَّة التقنيات التي يمكن استخدامها في العزف ومدى قدرتها في التعبير عن النفس، وهذا بدوره يمنحه قوّة خارقة في التعبير، وقد بدأ يلاقي قبولاً كبيراً من قبل الجمهور والشعوب بعد أن قام الموسيقار العالمي الإيطالي بالعزف عليه في كبرى دور العرض والمسرح.

وقد بدأت المقطوعات الموسيقية المخصّصة للعزف على الكمان بالانتشار الواسع ، فأصبح يمتلك حالياً رصيداً كبيراً من هذه المؤلفات الخالدة، ومن أبرز الموسيقيين الذين ألّفوا لها هو بيتهوفن وباخ بالإضافةً إلى باغانيني وموزار.
ويعتبر العازف أنطوان الشوّا الذي يلقّب بسلطان الكمان أوّل من أدخله إلى الموسيقى العربيّة، وكان ذلك في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد، أمّا حاليّاً يعتبر آلة أساسية في الفرق العربيّة العريقة، وعلماً بانّ هناك العديد من المؤلفين الموسيقيين هم بالأصل عازفي كمان مثل توفيق الباشا ومارسيل خليفة.

الذي يتحكم في جودة الكمان هي المادة التي تستخدم في تصنيعه، لأنّه كلّما كثر استعمالها كلّما أصبح الخشب المكوّن لها أكثر مرونة، وبالتالي فتصبح الأصوات الصادرة عنها أرقّ وأعلى وأجمل على العكس تماماً من البيانو، وهنا يصبح ثمنها أغلى.
وبشكل عام تتم صناعتها من خشب أشجار الصنوبر بحيث يتمّ تخزينه لفترة من الزمن حتى يجف كلياً، بحيث لا تؤثّر عليه مستقبلاً العوامل والظروف البيئية المختلفة سواء من حرارة أوبرودة أو حتى جفاف ورطوبة.



شارك المقالة: