كلمات أغنية سألت عليه

كانت الفنانة والمطربة المصرية ليلى مراد قد التحقت بمدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات الواقعة في “حي حلمية الزيتون” أحد أحياء مدينة القاهرة، وتخرجت منها في عام ألف وتسعمائة وثلاثين، وعندما أصبح عمرها أربعة عشر عاماً بدأت تغني في الحفلات الخاصة قبل أن تغني في الحفلات العامة، وكانت قد تعلمت فنون الغناء على يد والدها زكي مراد الذي تولاها بالرعاية منذ صغرها حتى عرضها على الملحن داود حسني الذي لمس فيها موهبة الغناء، فساندها ودفعها للدخول إلى عالم الفن والغناء وكان هذا في عام ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين عندما تم اعتمادها من قبل الإذاعة كمطربة فيها وكانت وقتها بعمر الستة عشر ربيعاً.

الشاعر الذي أصاب كوكب الشرق بالندم

بالتأكيد يعد الشاعر الغنائي المصري مأمون الشناوي رمزاً من رموز زمن الفن الجميل، فهذا الشاعر الذي كانت أولى محطات حياته عندما انضم للعمل في مجلة “روز اليوسف”، وبعدها إلى عده وظائف والتي منها محرراً في أخبار اليوم والجمهورية، وبعد مدة من العمل هنالك قرر التفرغ لكتابة الأغاني والتي تمكن من كتابة المئات من الأغاني التي غناها أفضل المطربين وأشهرهم، حيث تعاون في ذلك مع العديد من أشهر الملحنين والذي يعتبر على رأسهم وأفضلهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي كان قد غنى ثلاثة أغاني من كلماته قبل التفرغ للتلحين وترك الغناء.

تمكن مأمون الشناوي من الحصول على قدر كبير من الشهرة بسبب كلماته التي كان يتنافس عليها أفضل المطربين وأشهرهم، وبسبب تلك الشهرة والتي لم يكن تجمع فني يجتمع فيه الفنانين والمطربين إلا وكان الشناوي له حظاً من الذكر والمدح، هذا الأمر جعل من كوكب الشرق الست أم كلثوم تسعى للتعاون معه وغناء كلماته، وعندما جاء الخبر للشناوي بأن الست تريد مقابلته ذهب إليها وعلى الفور وقدّم لها أحدث كلماته والتي كانت أغنية بعنوان “الربيع”، وعندما قرأتها الست طلبت منه إجراء بعض التعديلات عليها.

هنا وعندما سمع الشناوي بذلك رفض الأمر ولم يقبل فعل ذلك، وقال لها هي كلماتي لا أغيرها أبداً، وبعد شد وجذب بينهما غادر منزلها دون أن يتفقا، وأثناء عودة الشناوي إلى منزله صادف في طريق العودة الفنان والموسيقار السوري فريد الأطرش الذي كان يسكن في نفس المنطقة التي تسكن فيها الست، فقص علية ما حدث بينه وبين أم كلثوم، وهنا طلب الأطرش من الشناوي أن يسمعه الكلمات، وعندما سمعها أعجب بها وطلب من مأمون أن يلحنها ليقوم بغنائها، فوافق الشناوي، وعندما غناها الأطرش كانت واحدة من أروع وأجمل ما قدمة فريد على الإطلاق.

كان فريد الأطرش قد غنى أغنية “الربيع” لأول مرة والتي أخذ كلماتها من الشناوي في احتفالات الربيع التي تقام بكل عام في فصل الربيع، وكان وقتها الأطرش ينافس بها العندليب عبد الحليم حافظ، ويذكر أنّه كان قد رقصت على أنغامها الفنانة سامية جمال في فيلمها التي شاركت فيه والذي كان بعنوان “عفريته هانم”، وبعد انتشار هذه الأغنية وتحقيقها نجاحاً باهراً قيل أنّ الست ندمت كثيراً على تضييع هذه الفرصة، وخصوصاً أنّها السبب في حصول فريد الأطرش على شهرة كبيرة وتحديداً في احتفالات عيد الربيع الذي كان يقام في أشهر الأماكن المصرية وبشكل سنوي.

كلمات أغنية سألت عليه

كلمات: مأمون الشناوي

ألحان: غير معروف