لوحة السكك الحديدية الكبرى للفنان جي إم دبليو تيرنر

اقرأ في هذا المقال


لوحة السكك الحديدية الكبرى للفنان جي إم دبليو تيرنر:

لوحة السكك الحديدية الكبرى (Great Western) هي لوحة زيتية للرسام البريطاني جي إم دبليو تيرنر، حيث عُرضت هذه اللوحة لأول مرة في الأكاديمية الملكية في عام 1844، على الرغم من أنه ربما تم رسمها في وقت سابق وهي الآن ضمن مجموعة المعرض الوطني بلندن.

في هذا العمل الفني، نجح تيرنر في إعطائنا انطباعًا بالسرعة الكبيرة في لوحة ثابتة وهي سمة جعلته يبرز عن غيره من الفنانين، حيث تجمع اللوحة بين قوة الطبيعة والتكنولوجيا لخلق توتر عاطفي مرتبط بمفهوم السامي.

وصف لوحة السكك الحديدية الكبرى:

تم رسم اللوحة مع اقتراب نهاية الثورة الصناعية والتي جلبت تحولًا هائلاً من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الذي سيطر على تصنيع آلات في العصر الفيكتوري. كانت السكك الحديدية من بين أكثر رموز التصنيع فاعلية، حيث أثرت طريقة النقل الجديدة هذه بشدة على الحياة الصناعية والاجتماعية.

بدا أن تيرنر كان متقدمًا على جيل من الفنانين الآخرين، حيث كان من بين الرسامين القلائل في ذلك الوقت الذين اعتبروا التقدم الصناعي موضوعًا فنيًا يستحق الثناء تشير اللوحة إلى أن التكنولوجيا الحديثة هي حقيقة تتسابق نحونا.

كانت شركة (Great Western) للسكك الحديدية (GWR) واحدة من عدد من شركات السكك الحديدية البريطانية الخاصة التي تم إنشاؤها لتطوير وسائل النقل الجديدة. موقع اللوحة مقبول على نطاق واسع كجسر سكة حديد (Maidenhead)، عبر نهر التايمز بين (Taplow و Maidenhead)؛ مكان كان تيرنر يستكشفه منذ أكثر من ثلاثين عامًا.

المنظر يتجه شرقاً نحو لندن ولقد تم تصميم الجسر من قبل (Isambard Kingdom Brunel) وتم الانتهاء منه في عام 1838. وصف تفاصيل زورق يطفو على النهر في الركن الأيسر السفلي من اللوحة، حيث توضح لوحة تورنر قطارًا قادمًا في الريف أثناء عاصفة مطيرة في الصيف.

القطار في الوسط مظلم وتكسوه الأمطار وتحيط به المناظر الطبيعية الذهبية على كلا الجانبين. ومع ذلك، فإن القطار والجسر، العناصر الصلبة للوحة، بالكاد يتم التلميح إليها وتختفي في الجو الضبابي وغير الواقعي.

كان الضباب المتصاعد من الماء والمطر الذي يحجب السماء والبخار المنبعث من القاطرة غير واضح ومختلط، ممّا يوحد ألوان اللوحة في الزاوية اليسرى السفلية من اللوحة، يمكننا رؤية شخص صغير على متن قارب، ممّا يوضح أن الجسر مبني على قمة نهر.

في أسفل يمين اللوحة، أرنبة تجري على طول المسار تشير ثلاث نفثات بيضاء من البخار أطلقها المحرك في الهواء إلى أن القطار في حالة حركة الأولى والأقرب إلى المحرك هي النفخة الأكثر وضوحًا، بينما يختفي الآخران تدريجياً في الأفق.

وفي وسط اللوحة والجزء العلوي الأيمن استخدم تيرنر حشوة سميكة بسكين لوح. لتوضيح المطر، وضع المعجون المتسخ على القماش بمجرفة، في حين تتألق أشعة الشمس من قطع سميكة ملطخة من الكروم الأصفر.

بالإضافة إلى ذلك، استخدم تيرنر نغمات باردة للبحيرة القرمزية لتوضيح الظلال وعلى الرغم من أن النار في المحرك البخاري تبدو حمراء، فمن المرجّح أنها مطلية بالكوبالت والأخضر من الناحية الهيكلية، تحتوي الصورة على ترتيب متوازن للأشكال بعناصرها الهندسية الثابتة.

المصدر: كتاب "النقد الفني" للمؤلف صفا لطفيكتاب "الحج - لوحات فنية" للمؤلف عبد الغفور شيخكتاب "اللوحات الفنية" للمؤلف ماري مارتن /طبعة 3كتاب "موسوعة أعلام الرسم العرب والأجانب" للكاتبه ليلى لميحة فياض


شارك المقالة: