لوحة دماء على الأرض للفنان فرانسيس بيكون

اقرأ في هذا المقال


لوحة دماء على الأرض للفنان فرانسيس بيكون:

لوحة دماء على الأرض هي لوحة لوحة زيتية تم رسمها على قطعة من القماش عام 1986 للفنان البريطاني فرانسيس بيكون، حيث تُظهِر اللوحة تناثرًا عنيفًا من الدم، يتكون من قطرات من الطلاء، على أرضية خالية من القماش الملون والتي قد تكون لوحًا خشبيًا، أو لوح غوص، على خلفية برتقالية قاسية ومسطحة، كما تحتوي المقدمة على مصباحين معلقين، أحدهما أبيض والآخر أصفر ومفتاح إضاءة.

قصة لوحة دماء على الأرض:

يعتبر الرسم في عام 1986 نقطة عالية في فترة الفنان بيكون المتأخرة وهو يعكس تشاؤمه المتعمق لاحقًا في الحياة والذي تم التعبير عنه من خلال رسم الفرشاة الدقيق والمتقلب؛ حيث تم وصف اللوحة بأنها “بسيطة للغاية” وإنها مرتبطة بلوحة (Blood on Pavement 1988)، التي اكتملت بعد ذلك بعامين بألوان بنية أكثر برودة وخضراء شاحبة.

يؤكد الحجم الكبير للوحة على بركة الدم ويعطيها أهمية قصوى في العمل، كما يعمل مفتاح الإضاءة والمصابيح فقط على إلقاء الضوء على البقعة ولكن الغائب بشكل ملحوظ عن المشهد هو صاحب الدم أو أي تفسير لكيفية وجوده هناك. وفقًا لجوزيف هاريس، يصبح الدم نفسه موضوعًا للصورة.

اللوحة مختزلة للغاية، فقد يتضاءل أي إحساس بالمنظور وهناك القليل من العناصر التي تعطي الانطباع بوجود مساحة ثلاثية الأبعاد واقعية؛ باستثناء الأضواء المعلقة ولكن حتى وضعها غير منطقي على الأرض كما أن نقطة البداية في عمق الفضاء التصويري، لكن يبدو أن المصابيح معلقة أمام الأرض.

وفقًا للناقد الفني دينيس فار، فإن هذه الجودة الاستنتاجية المسطحة “تزيد من إحساس المرء بالارتباك” يذكرنا شدته وضيق بؤرته بالنحت الضخم ويحدث صدمة فورية، إلى جانب التيارات الخفية الأعمق من النذير واليأس.

هناك العديد من الأعمال المتأخرة الأكثر تقديرًا لبيكون هي إعادة فحص الزخارف من روائعه السابقة، حيث تشير ألوان خلفية (Blood on the Floor) إلى الأشكال الأمامية الكثيفة والمرسومة بشكل كثيف لأعماله المبكرة إلى منتصف الأربعينيات ولا سيما ثلاث دراسات للأشكال في قاعدة الصلب، بينما يعود مزيج الألوان الحمراء العميقة التي تشكل بقعة الدم إلى استخدامه المبكر للصور المأخوذة من الكتب المدرسية الطبية وخاصة اهتمامه بالجزء الداخلي من الفم.

كانت المصابيح الكهربائية فكرة متكررة طوال حياته المهنية وظهرت على الأخص في اللوحة المركزية للثلاثي، كما قال بيكون عن اللوحة، “الأشياء ليست مروعة لأنها لم يتم وضعها في شكل لا يُنسى وإلا فقد تناثرت على الحائط”.

وفي النهاية، إذا رأيت ذلك أكثر من مرتين أو ثلاث مرات لم يعد الأمر صادمًا. يجب أن يكون في شكل أكثر من مجرد دماء متناثرة على الحائط، معظم ما يسمى الفن، عينك تتدفق فقط قد تكون ساحرة أو لطيفة، لكنها لا تغيرك.

المصدر: كتاب "النقد الفني" للمؤلف صفا لطفيكتاب "موسوعة أعلام الرسم العرب والأجانب" للكاتبه ليلى لميحة فياضكتاب "الحج - لوحات فنية" للمؤلف عبد الغفور شيخكتاب "اللوحات الفنية" للمؤلف ماري مارتن /طبعة 3


شارك المقالة: