لوحة سفينة الرقيق للفنان جي إم دبليو تيرنر

اقرأ في هذا المقال


لوحة سفينة الرقيق للفنان جي إم دبليو تيرنر:

لوحة سفينة الرقيق والمعروفة أيضاً باسم “النساجون الذين يرمون الموتى والمحتضرين إعصار قادم” هي لوحة للفنان البريطاني جي إم دبليو تيرنر، عُرضت هذه اللوحة لأول مرة في الأكاديمية الملكية للفنون في عام 1840.

وصف لوحة سفينة الرقيق:

تبلغ أبعاد اللوحة 35 3⁄4 في × 48 1⁄4 بوصة (91 سم × 123 سم) رُسمت بالألوان الزيتية على قطعة من القماش، وهي معروضة الآن في متحف الفنون الجميلة في بوسطن. في هذا المثال الكلاسيكي للرسم البحري الرومانسي، يصور تيرنر سفينة مرئية في الخلفية، تبحر عبر بحر مضطرب من المياه المتدفقة وتترك أشكالًا بشرية متناثرة تطفو في أعقابها.

الموضوع من اللوحة هو الانطباع الأول الذي تخلقه اللوحة وهو غروب الشمس الهائل باللون الأحمر العميق فوق بحر عاصف وهو مؤشر على اقتراب إعصار. يُشار إلى هذا الإعصار المشؤوم أيضًا من خلال اقتراب سحابة عاصفة مثيرة، تتسلل إلى الفضاء المرئي من اليسار، بألوانها الغنية الممتدة نحو سماء غير ملوثة.

عند الفحص الدقيق يمكن للمرء أن يميز سفينة تبحر في المسافة، حيث يمكن التعرّف على هذه السفينة على أنها نوع من السفن السريعة التي يستخدمها تجار الرقيق للهروب من دوريات البحرية وتتميز “بخطوطها المنخفضة، الهزيلة وقوسها المقص”.

تم لف أشرعة السفينة وكشفت أنها تستعد للإعصار في الزاوية اليمنى من المقدمة، تبرز ساق واحدة ذات بشرة داكنة من الماء بسلسلة حديدية مثبتة حول كاحلها في أسفل اللوحة. كما يوجد سرب فوضوي من طيور النورس والأسماك يحيط بالساق وكأنهم يلتهمون المرأة؛ تظهر سمكة واحدة على وجه الخصوص وهي تقترب من الهيجان وفمها مفتوح على مصراعيه ويزداد هذا العنف من خلال ظهور بقع حمراء حول رأس السمكة تشير إلى وجود دماء.

يمكن ملاحظة ذيول الأسماك التي تسبح في الماء حول العبيد الغارقين، ممّا يزيد من اضطراب المشهد وهذا أسلوب فني تمشيا مع تركيز تيرنر على اللون في العديد من أعماله الأخرى، ينصب التركيز الأساسي للوحة على تفاعلات الألوان المختلفة. تظهر القليل من حدود الفرشاة المحددة في اللوحة وتصبح الكائنات والألوان والأشكال غير واضحة.

يتم تعريف الكائنات بالألوان بدلاً من الخطوط المميزة وبعض الأشياء، مثل أجسام العبيد والعاصفة القادمة، ليس لها حدود حقيقية على الإطلاق حيث يتم تحديدها فقط من خلال التباين مع الأصباغ المحيطة بها. ومن أبرز الألوان: لون الأحمر الذي يشير إلى لون الغروب والذي يتوغل في الماء والسفينة وأجساد وأيادي العبيد.

هذا النهج هو سمة من سمات أسلوب تيرنر الرسومي، حيث يبالغ عادة في الألوان ويغفل التفاصيل لجعل الأشكال أكثر مرونة وإثارة، ممّا يثير استجابة عاطفية من المشاهد في ذروة حياته المهنية، فقد قلل أسلوب تيرنر من عناصر المناظر الطبيعية والتفاصيل المجردة من خلال الأشكال والألوان غير الواضحة.

المصدر: كتاب "النقد الفني" للمؤلف صفا لطفيكتاب "اللوحات الفنية" للمؤلف ماري مارتن /طبعة 3كتاب "الحج - لوحات فنية" للمؤلف عبد الغفور شيخكتاب "موسوعة أعلام الرسم العرب والأجانب" للكاتبه ليلى لميحة فياض


شارك المقالة: