التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية يعتبر أحد عمليات إدارة الموارد البشرية التي تقوم بها الموارد البشرية لكي تنظم أعمالها ومهامها المطلوبة منها كوحدة إدارية مستقلة.

التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية

التخطيط الاستراتيجي هي العملية الإدارية التي يتم عن طريقها اتخاذ القرارات بما سوف يتم عمله في المستقبل للظواهر والظروف التي من المفروض أن تحدث، ومعرفة الطرق لكيفية التعامل معها والقيام بحلها وهذا من خلال الأخذ بعين الاعتبار دراسة البيئة لإدارة الموارد البشرية الداخلية والخارجية للمنظمة وتحليلها ليتم تحقيق أهداف المنظمة طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى.

وفي مجال الموارد البشرية فإن التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة والتصرفات التي تكون منسقة والتي تسعى إلى التكاملية لكل من البيئة التنظيمية والمنظمة والموظفين والسياسات، حيث تتوقف إمكانية المنظمة على تبني الاتجاه الاستراتيجي لإدارة مواردها البشرية وإمكانيتها على تنسيق بيئة تكون فيها أنشطة لأنشطة الموارد البشرية مكملة لبعضها البعض بدلاً من معاملة مستقلة.

ويحتوي التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية المشاركة لاستراتيجية إدارة الموارد البشرية في بناء وتجهيز وتنفيذ استراتيجية العمل ككل، عن طريق تطوير مفاهيم وأدوات للمشاركة في وضع الخطط طويلة المدى للمنظمة ككل وبهذا تقوم إدارة الموارد البشرية بتحقيق التكامل بين جميع الأنظمة الخاصة بالأفراد.

إن من أهم المواضيع الأساسية التي من المفروض أن تتم مراعاتها عند التخطيط الاستراتيجي هي النظرة الشاملة للمنظمة وتحديد المسؤوليات والاهتمام بالتكاليف، وهذا بالتالي يساهم في مواجهة المنافسين ومواجهة التطورات والتغييرات التي تحصل في البيئة الخارجية، كما يساهم في التنسيق المتكامل بين جميع الإدارات والوحدات في المنظمة، وبالتالي الوصول لأهداف المنظمة ككل.

إن المنظمات المعاصرة تخضع للكثير من الضغوط والتغييرات في البيئة الخارجية والتي تجبر عليها أن تكون الأفضل والأسرع والأقوى على المنافسة، لذلك أصبح دور الموارد البشرية الجديد يتمثل في توفير العاملين المؤهلين المتمكنين لدعم المركز التنافسي للمنظمة، حيث أدركت المنظمات الحديثة أهمية مشاركة الموارد البشرية في عملية وضع استراتيجية المنظمة والتخطيط الاستراتيجي لكافة نشاطاتها.

أهم التغييرات التي تؤثر على التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية

العولمة

لعبت العولمة دور في شدة المنافسة بين المنظمات، ومع التخلص من جميع العوائق التي تمنع انسياب السلع والخدمات بين البلدان، لذلك أصبحت الشركات المحلية تتعرض مع المنافسة المحلية تحديات للمنظمات الدولية في وقت واحد، هذا بالتالي يحتاج إلى معرفة السياسات والقواعد الجديدة لرفع الكفاءة والفعالية للأداء التي تؤدي إلى زيادة المقدرة الإنتاجية النوعية المنافسة.

كان من نتائج العولمة أن المنظمات وضعت في أكثر دول العالم في بيئات اقتصادية ومالية وقانونية لها تغير كبير وسريع الإيقاع، مما تسببت فيجعل  العالم الكبير كقرية صغيرة، فلا يعود هناك قيود مثل التي كانت مفروضة من قبل من بعض البلدان لحماية صناعاتها المحلية، وباتت حرية الحركة وتداول السلع والخدمات أكبر بصورة كبيرة مما كانت عليه في السابق، مما أظهر المنافسة بين المنظمات والشركات العالمية والمحلية والإقليمية.

التغيرات الحديثة في طبيعة العمل

يظهر هذا التحول من الوظائف الإنتاجية إلى الوظائف الخدمية التي تحتاج إلى طرق جديدة في إدارة الموارد البشرية والاهتمام الكثير بالمورد البشرية.

التطورات التكنولوجية

يظهر التطور التكنولوجي توسع في استخدام الحاسوب الألي في المنظمات وظهور المنظمات الافتراضية والتقنية العالية في مجال الاتصالات، واستعمال المعدات والآلات المتطورة والتي تحتاج بالتالي طرق جديدة في الإدارة ووضع الخطط التي تحافظ على حال المنظمة التنافسي مثل خطط التدريب والتطوير والمكافات والحوافز، إدارة الموارد البشرية لها دور في عملية التخطيط الاستراتيجي في المنظمات الحديثة ودور مهم حيث أصبح لها دور الشريك الأساسي في عملية تجهيز الخطة الاستراتيجية للمنظمة في جميع مراحلها. ويتضح هذا الدور من خلال ما يلي:

1. انبثاق استراتيجية الموارد البشرية من الاستراتيجية العامة للمنظمة، أي يجب أن يكون هناك تناسق واضح وتلائم تام بين استراتيجية المنظمة ككل واستراتيجية الموارد البشرية، فالاستراتيجية العامة للمنظمـة تبين السياسات العامة التي يجب أن تسير وتهتدي بها الإدارات المتنوعة في المنظمة ومنها إدارة الموارد البشرية التي تقوم بوضع الخطط والأهداف المستقبلية بما يحقق السياسات والأهداف العامة للمنظمة.

2. مشاركة الموارد البشرية في تجهيز وتنفيذ الاستراتيجيات التنافسية المتنوعة على مستوى المنظمة، حيث يكون للموارد البشرية دور عند القيام بتنفيذ الاستراتيجيات التنافسية المتنوعة للمنظمة، مثل فتح الأسواق الجديدة أو تقديم منتجات جديدة أو إدخال تكنولوجيا جديدة للمنظمة أو العمل على تطوير مستوى الخدمة المقدمة للعملاء، وللتكيف مع هذه الاستراتيجيات والتطورات في عمل المنظمة فإن هذا يحتاج لإجراء تغييرات في وظيفة وممارسات الموارد البشرية الحالية في المنظمة ومن أهـم هذه التغييرات والإجراءات:

  • إجراءات وتغييرات في النظم المطبقة في الموارد البشرية.
  • بإجراءات محددة في تنظيم وظيفة الموارد البشرية مثل إجراء تغييرات في الهيكل التنظيمي للموارد البشرية.
  • إجراءات وتغييرات في الخدمات التي تقوم إدارة الموارد البشرية بتقديمها في المنظمة.
  • إجراءات وتغييرات في السياسة والقواعد والبرامج.
  • إجراءات وتغييرات في أساليب المكآفات والتقدير والحوافز المادية والمعنوية.
  • إجراءات وتغييرات في السجلات والنماذج التي تستخدم في عملية تقييم أداء العاملين في المنظمة.
  • إجراءات وتغييرات في طرق التدريب والتطوير.
  • إجراءات وتغييرات في طرق الرقابة الحالية المتبعة.

3. مشاركة الموارد البشرية في صياغة الاستراتيجية العامة للمنظمة، ويتم هذا من خلال المساهمة الفعّالة من قِبل الموارد البشرية في توفر بعض المعلومات الضرورية عن نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية للمنظمة والفرص والتهديدات في البيئة الخارجية.

فعندما تقوم المنظمة بإدخال تكنولوجيا جديدة من آلات ومعدات وخطوط إنتاج جديدة فيجب أن تتواجد المعلومات الضرورية عن نقاط القوة والضعف لدى العاملين ومدى إمكانياتهم على التعامل وتشغيل التكنولوجيا الجديدة في المنظمة بأقل التكاليف وبأفضل كفاءة ممكنة، كذلك في حالات فتح أقسام جديدة أو فروع جديدة فمن المفروض أن يتم توفير المعلومات اللضرورية عن مدى توفر الموظفين والمدراء الذين لديهم القدرة على إدارتها بكفاءة وبأفضل الطرق التي تحقق أهداف المنظمة بالشكل المطلوب.

4. المشاركة في تنفيذ الاستراتيجية، ويتم هذا  بالمشاركة في تنفيذ النشاطات المهمة في المنظمة ومن الحالات التي تشارك فيها الموارد البشرية في تنفيذ الاستراتيجية:

  • في الحالات التي قد تسعى فيها المنظمة في خطتها الاستراتيجية إلى خفض التكاليف الإدارية من خلال الدمج لبعض الإدارات فتقوم إدارة إدارة الموارد البشرية بالتنفيذ وذلك بمن خلال إعادة الهيكلة في المنظمة ودمج بعض الإدارات مع إدارات أخرى أو أقسام مع أقسام أخرى، بما يتلائم مع أهداف ومصلحة المنظمة وبما يـحقق تخفيض التكاليف في الخطة الاستراتيجية العامة المنظمة.
  • في حالات إجراء تغييرات في طبيعة عمل المنظمة وزيادة حجم مبيعاتها وفتح أسواق جديدة هذا بالتالي يحتاج إلى خلق قوة عمل ملتزمة ومحفزة لديها القدرة على التعامل مع الأعمال الجديدة التي دخلتها المنظمة، وقد تقوم الموارد البشرية بالمشاركة في تنفيذ الاستراتيجية بالنواحي التالية:

1. تنفيذ نظام مالي جديد للرواتب والأجور مـع مراعاة أجور العاملين في المنظمات المشابهة لعمل المنظمة والمقدرة المالية للمنظمة وأرباحها السنوية والمنافسين والسوق بشكل عام.

2. زيادة المزايا المقدمة للعاملين في المنظمة.

3. توفير مجموعة من الحوافز المادية والمعنوية لزيادة انتماء الموظفين للمنظمة وتقليل معدل دوران العمل وزيادة الرضا الوظيفي للموظفين.

  • في حالات إدخال تكنولوجيا أو خطوط إنتاج جديدة، وهذا بالتالي يحتاج إلى توفير عاملين مدربين ولديهم الخبرة الكافية في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة، وتتم عملية مساهمة الموارد البشرية في تطبيق الاستراتيجية بالنواحي التالية:

1. استقطاب العاملين أصحاب الخبرة والاختصاص.

2. تطوير وتدريب الموظفين الحاليين على استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال عقد الدورات التدريبية والورش والندوات وحلقات النقاش.

المصدر: إدارة الموارد البشرية، د. علي السلمي، القاهرة، الطبعة الثانية. نظام إدارة الموارد البشرية، الطبعة الأولى باللغة العربية 2016، منظمة العمل الدولية.إدارة الموارد البشرية، الناشر الأجنبي كوجان بيدج، تأليف باري كشواي، الطبعة العربية الثانية 2006، دار الفاروق للنشر.إدارة الموارد البشرية الاتجاهات الحديثة وتحديات الألفية الثالثة،عطا الله محمد تيسير الشرعة، غالب محمود سنجق، الطبعة الأولى، 2015، الدار المنهجية للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: