مفهوم المناخ التنظيمي وأهميته في منظمات الأعمال

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المناخ التنظيمي في منظمات الأعمال:

المناخ التنظيمي يُعبّر عن شخصية المنظمة، ويشير إلى جميع الظروف الداخلية والظروف الخارجية التي تكون محيطة بالموظف خلال قيامه بعمله، والتي لها أثر كبير في السلوك الصادر عنه وتقوم بتشكيل اتجاهاته نحو عمله ونحو المنظمة نفسها، كما تقوم بتحديد مستوى الرضا ومستوى الأداء.

وبعتبر المناخ التنظيمي من المواضيع الحديثة التي كثرت فيها الدراسات الإدارية منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وربّما يكون الخلاف والجدل حول مفهوم المناخ التنظيمي بسبب الحداثة من جهة، وإلى كثرة المصطلحات التي تم استخدامها بصفة مستمرة لكي تتم الإشارة إلى الخصائص الداخلية للمنظمات مهما كان نوعها منظمات إدارية أم أعمال أم تعليمية، ومن هذه المصطلحات: البيئة، الثقافة، الموقف،الشخصية والشعور.

وساهم ذلك على عدم وجود تأييد كامل حول مفهوم المناخ التنظيمي، ومع ازدياد الدراسات والبحوث التي اهتمت بموضوع المناخ التنظيمي كثرت الاتجاهات وسمات الجو الداخلي للمنظمات. ويمكن التمييز بين المفاهيم والتعريفات بناءً على ثلاث آراء، أولها يتم النظر إلى المناخ التنظيمي على أنّه سمة من سمات المنظمات الإدارية، وثانيها يرى مفهوم المناخ التنظيمي من خلال تصورات الموظفين، وثالثها يحدد المناخ التنظيمي عن طريق العلاقات والتفاعلات الحاصلة بين الفرد والمنظمة. وهي بالتفصيل كما يلي:

  • مفاهيم المناخ التنظيمي التي اهتمت بخصائص المنظمات الإدارية: المناخ التنظيمي يُعبّر عن الخصائص التي يتصف بها الجو الداخلي للعمل، والتي يتم وصفها بدرجة من الثبات النسبي، حيث إنّ لها تأثير في سلوك الموظفين واتجاهاتهم وأدائهم.

وهو مجموعة الأنظمة والسياسات والإجراءات واللوائح التي تقوم بتحديد طريقة سير العمل في المنظمة بصورة بسيطة  ومتواصلة من دون انقطاع او تعطيل، أي إنه عبارة عن مجموعة من السياسات والإجراءات والنظم السائدة داخل المنظمة والتي لها أثر على مدى الفعالية لأداء الموظفين في المنظمة.

ويمكن إضافة عوامل لها علاقة بالقيادة الإدارية وبالهيكل التنظيمي والثقافة التنظيمية المنتشرة، فضلاً عن بيئة العمل والحوافز والسياسات والإجراءات ونظم العمل ونظم التطوير الإداري، ووسائل تنمية الموارد البشرية واتخاذ القرار ومدی تفاعل هذه العوامل؛ ليتم تحديد مستوى أداء المنظمة من حيث الجودة والفعالية.

ويمكن النظر إلى المناخ التنظيمي بأنه مجموعة من الخصائص التي تتميز بها بيئة العمل، والتي تُمثل قوة عظيمة في تأثيرها على سلوك الموظفين خلال العمل، وفي وقت آخر پری بعض الباحثين أن المناخ التنظيمي عبارة عن تعبير مجازي يتم استخدامه في الإدارة لكي يتم الدلالة على مجموعة العوامل التي لها أثر في سلوك الموظفين داخل التنظيم، کنمط من أنماط القيادة وطبيعة الهيكل التنظيمي المطبّق والحوافز والمفاهيم الإدراكية، وسمات البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة وغيرها من العوامل التي لها أثر في سلوك الموظفين داخل المنظمة.

  • مفاهيم المناخ التنظيمي التي اهتمت برأي الموظف للمناخ: يوجد من ينظر للمناخ التنظيمي على أنه تصورات لخصائص الثقافة في الموقع الذي يعمل فيه الموظفون، التي لها أثر على مشاعرهم واتجاهاتهم وسلوكهم.

ومن جهة أخرى يرى البعض مفهوم المناخ التنظيمي على أنه يُشير إلى البيئة الداخلية للمنظمة التي لها أثر على شعور الموظفين بها، كما أنها تظهر في وصفهم لهذه الخصائص بصفات محددة مثل الدفء أو البرودة في العلاقات، وتقوم على دعم المشاركة في اتخاذ القرارات، أو القضاء على الإبداع، والمحدودية في قنوات الاتصال.

وعليه فإن المناخ التنظيمي يعتبر هو الانطباع العام أو الهيئة الذهنية لدى أعضاء المنظمة عن منظمتهم وعن السلوك القيادي للمدراء فيها، وهذه الصورة التي لها أثر  في سلوكياتهم؛ لأنهم قاموا باكتسابها عن طريق التجارب الخاصة، وكان المناخ التنظيمي عبارة عن مجموعة من الخصائص التي تُميز بيئة العمل في المنظمة، والمدركة بصورة مباشرة من الموظفين الذين يعملون في هذه البيئة والتي يكون لها تأثير على الدافعية والسلوك.

ويوجد فريق آخر اعتبر المناخ التنظيمي يعبر عن الثقافة المنتشرة داخل المجتمع الوظيفي القائم داخل المنظمة، من حيث تصور الموظفين لدى إيجابية التفاعل بين العناصر التنظيمية المختلفة في المنظمة، ومدى مساهمتها في تحقيق فعالية الأداء التي تعتبر حجر الأساس الذي يقوم عليه تحقيق المنظمة لأهدافها المنشودة. ولذلك المناخ التنظيمي هو انعکاس لخصائص بيئة التنظيم في وعي و لا وعي الموظفين فيه، وهذا يجبر الموظف على اختیار تصور معين حول التنظيم يكون ثابت بشكل نسبي ويحدد إلى درجة كبيرة سلوکه التنظيمي.

  • مفاهيم المناخ التنظيمي التي اهتمت بالتفاعلات والعلاقات بين الموظف والمنظمة: يُعرف المناخ التنظيمي بأنه عبارة عن أنماط للتفاعل الاجتماعي التي تتميز المنظمة به، ويتم هذا التفاعل عن طريق الأفراد والجماعة والقائد، في حين يُعرف آخرون المناخ التنظيمي بأنه من العوامل التي تتفاعل في المنظمة، فتساهم على إيجاد ظروف ملائمة لحقّق أهداف المنظمة بشكل أكثر كفاءة وفعالية، أو تقوم بتعطيل هذه الظروف.

وهناك من يشير إلى أن المناخ التنظيمي يُعبّر عن العلاقة الوظيفية والشخصية التي تقوم بين الرئيس والمرؤوس، والتي تكون متفاعلة مع نظم العمل وإجراءاته ولوائحه محددة بهذا مستوى الأداء العام في المنظمة. ويُعرف المناخ التنظيمي على أنه الظروف الإدارية والاجتماعية والنفسية والمادية والبيئية المنتشرة داخل المنظمة، والتي لها أثر على العلاقات الوظيفية بين أعضائها.

عناصر المناخ التنظيمي في منظمات الأعمال:

  • يُعبّر المناخ التنظيمي عن مجموعة من السمات التي تجعل البيئة الداخلية للمنظمة مختلفة، والتي يمكن من خلالها تفريقها عن أي منظمة عن أخرى.
  • يتم وصف سمات المناخ التنظيمى بدرجة معينة من الثبات النسبي.
  • المناخ التنظيمي يقوم بعكس السمات الشخصية والتنظيمية، ويُعبّر عن سمات المنظمة ما ينظر لها الموظفون.
  • تؤثر خصائص المناخ التنظيمي على السلوك التنظيمي للموظفين في المنظمة.

أهمية المناخ التنظيمي في منظمات الأعمال:

للمناخ التنظيمي أهمية كبيرة في منظمات الأعمال، وتبرز هذه الأهمية بشكل واضح عن طريق تأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر في الكثير من الأبعاد التنظيمية مثل أسلوب القيادة، السياسات التنظيمية، خصائص الموظفين والأداء الوظيفي الذي يقومون به وطبيعة العمل داخل المنظمة، حيث تم كشف نتائج بعض الدراسات عن أن المناخ التنظيمي له أثر على أداء ودافعية الموظفين، ومن ثم على أداء ونجاح المنظمة في تحقيق الأهداف والوصول إليها.

حيث أن المنظمة التي لديها مناخ تنظيمي ضعيف أو رديء سوف تصاب بالفشل على المدى الطويل، حتی وإن أبدعت في وظائفها الإدارية مثل التخطيط والتنظيم  والتوجيه والرقابة، كما أنه في بعض الدراسات  تم الربط بين المناخ التنظيمي والرضا الوظيفي للموظفين وإمكانية المنظمة على اتخاذ قرارات التجديد والتطوير للخدمات.

وتبرز أهمية المناخ التنظيمي لأنه عنصر لازم لتحقيق التقارب الواجب بين تحقيق أهداف المنظمة وأهداف الموظفين فيها، وفي دوره في تنمية المنظمة عن طريق العمل على تطوير الأبعاد المتنوعة داخل المنظمة، ودوره في نمو إمكانات الموظفين في حل المشاكل بذاتهم بشكل مؤثر وفعّال.

المصدر: السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية، أ.د  فاروق فيله، د.محمد عبد المجيد، عمان، 2005محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، مصر ، 2007محسن أحمد الخضري، إدارة التغيير ، 2003طيطي، خضر مصباح، إدارة التغيير التحديات والاستراتيجيات للمدراء المعاصرين، الأردن، 2010 اتجاهات حديثة في إدارة التغيير، الدكتور سيد سالم عرفة، 2012


شارك المقالة: