مبدأ استقلال السنوات الضريبية

اقرأ في هذا المقال


ما هو  مبدأ استقلال السنوات الضريبية؟

لا يعتبر مبدأ استقلالية السنوات الضريبية، وهو انحراف عن مبدأ الضريبة السنوية مطلقًا؛ لأن هناك استثناءات فيما يتعلق بالخسائر الضريبية والديون المعدومة وإعادة تدوير الاستهلاك والدخل لعدة سنوات في السنة، سنعرض هذا واحدًا تلو الآخر على النحو التالي:

الديون المتعذر تحصيلها:

تعتبر الديون المعدومة عبئاً مالياً؛ لذلك يجب خصمها من إجمالي الدخل إلى صافي الربح حفاظاً على رأس مال المنشأة حيث أن العديد من المصانع تبيع البضائع لبعض عملائها وتقدم لهم خدمات متنوعة دون أخذ سعرها ولكن القيام بذلك في وقت آخر.

وبالتالي فإن هؤلاء العملاء مدينون لهذه الكيانات بسعر تلك السلع أو الخدمات من خلال تداول الديون، فقد أصبح الأمر أمرًا عاديًا ولكنه ضروري في حياتنا الاقتصادية، وأصبح الائتمان الدعامة الأساسية للهيكل الاقتصادي؛ لذلك يتم خصم مبلغ الدين ولا يدخل في الوعاء الضريبي ولكن في تاريخ دفعه وبعد ذلك يتم فرض الضريبة عليه أي في وقت استردادها، ليس وقت إنشائها، وبالتالي لم تنص بعض قوانين الضرائب صراحة على أن الديون المعدومة هي من بين التكاليف التي يجب خصمها؛ مثل التشريعات المصرية والسورية.

وينص القانون المصري الجديد صراحة على وجوب تضمين الديون المعدومة ضمن التكاليف، حيث تنص المادة (28) من القانون رقم (91) لسنة 2005 على خصم الديون المعدومة بشروط معينة، بينما تميل القوانين الأخرى إلى اعتبار الديون المعدومة تكلفة مستحقة تنزيل مثل التشريع العراقي والأردني.

تدوير الاستهلاكات (الاندثار):

يختلف التشريع الضريبي في مفهوم الانقراض، مما يشير إلى انخفاض قيمة الأصول التجارية، وتختلف التعريفات المتوافقة مع مراحل التطور الاقتصادي من التعريف يُعرَّف بأنه (النقص التدريجي في الأصول الثابتة بسبب استخدامها في الإنتاج أو الفعل الماضي أو التقادم أثناء المشروع) ومن المعروف أيضًا أن (قيمة الأصول المستحقة يتضاءل الضرر الذي يلحق بهم من خلال استخدامها في الإنتاج تدريجيًا من سنة إلى أخرى ويمكن للمكلف خصم قيمة الأصول التالفة من ربحه الفعلي).

ومن التعريفين السابقين يمكن ملاحظة أن قيمة الأصول الثابتة لمؤسسة معينة تتناقص تدريجياً نتيجة الاستخدام أو مرور الوقت أو العمر، بحيث لا يكون للآلة المستخدمة في المؤسسة دائمًا فائدة اقتصادية؛ لأن القيمة تعود لاختراع سيارة أفضل ينخفض ويطبق صاحب المعهد مبدأ الحيطة وهنا بالاعتماد على إجمالي الربح سنويا ليتمكن من شراء ماكينات جديدة ويتم أخذ المبالغ المؤقتة لهذا الغرض من الوعاء الضريبي للأرباح التجارية والصناعية يتم اقتطاعها؛ لأنها تحتوي على أجزاء من رأس المال دخلت الداخل أثناء عملية الإنتاج واستقرت هناك؛ لذلك تفرض الضريبة على الربح وليس على رأس المال.

لذلك، يجب إعادة المبالغ إلى رأس المال حتى لا تؤثر الضرائب عليها وقد أكد نظام العدالة الضريبية على تعريف مفهوم الانقراض الأصول التي يجب تآكلها وتآكلها بسبب الاستخدام والوقت مثل المباني والآلات والسيارات وما إلى ذلك وبنفس الطريقة ذهبت المحكمة المصرية إلى مصطلح الاستهلاك الحقيقي إلى الانخفاض الفعلي في أصول الشركة الذي حدث؛ لأن تلك الأصول: مثل الأرض، تكاد تكون ثابتة وغير قابلة للتغيير، وبعضها يفقد القيمة عامًا بعد عام حتى يتلاشى تقريبًا في وقت قصير أو مدة طويلة حسب نوع الماكينة والأثاث وما إلى ذلك.

وبناءً على ما سبق، يتضح أن التعاريف المختلفة للانقراض، على الرغم من اختلافها في تعريف الغرض منها، تهدف إلى تحقيق هدف واحد، وهو الحفاظ على رأس المال المستخدم في عملية الإنتاج؛ لذلك سمحت معظم القوانين الضريبية لعدة سنوات بالانحراف عن مبدأ استقلال السنوات المالية وإعادة تدوير الاستهلاك وخصم كل عام جزء من قيمة العقار من إجمالي ربح السنة، حتى بعد بضع سنوات تراكم مبالغ كافية لشراء أصول جديدة استبدال الأصول المستهلكة.

استلام دخل عدة سنوات في سنة واحدة:

تخضع بعض قوانين الضرائب لأنواع معينة من الدخل، مثل دفع الإجازة والرسوم الأساسية والمبالغ المستلمة نتيجة التنازل عن العلامة التجارية أو التصميم أو النمذجة أو براءات الاختراع أو حقوق النشر والطباعة وضريبة الدخل بعد سنوات من اعتقاله والتي بدورها تمثل انحرافا عن حكم استقلال السنوات الضريبية.

فقامت معظم التشريعات الضريبية بخصم الخسائر من أرباح الشخص خلال السنة المقدرة، ولكن إذا كانت الخسارة التي لحقته كبيرة ولم يتمكن من دفعها من مصادر دخله في تلك السنة المقدرة أو كان لديها هذا المصدر فقط، فإن التشريع يسمح بدفع الخسارة وخصمها من العام أو بعده هذا؛ لأن هذه السنوات ليست سوى حلقات في سلسلة واحدة؛ لذلك فإن نتائج هذه السنوات تؤثر على بعضها البعض، وترتبط ببعضها البعض، وهو ما يجعل نتائج أعمال المنشأة في نهاية الفترة المالية غير دقيقة وغير كاملة، حيث تعطي النتائج التقديرية وصلاحيتها مرتبطة بتقديرات معينة في المستقبل.

المصدر: ريا زكي عبد الله الدوري (سنوية ضريبة الدخل في قانون ضريبة الدخل العراقي رقم 113 لسنة 1982 النافذ) ، رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية صدام للحقوق ، بغداد ، 2002 ، ص4 .أحمد ثابت عويضة (ضريبة الأرباح التجارية والصناعية / مصدر الالتزام بالوفاء) ، مصدر سابق ، ص229 د. طاهر الجنابي (السنوية في قانون ضريبة الدخل العراقي رقم 113 لسنة 1982 المعدل) بحث منشور في مجلة العلوم القانونية ، كلية القانون ، جامعة بغداد ، المجلد (14) العددان (1،2) لسنة 1999 ، ص ص114-116 .د. مدحت عباس أمين (ضريبة الدخل في التشريع الضريبي العراقي) ، القسم الأول ، المكتبة الوطنية ، بغداد ، 1997، ص76 .


شارك المقالة: