موقف السلطة المالية من الخسائر الرأسمالية

اقرأ في هذا المقال


ما موقف السلطة المالية من الخسائر الرأسمالية؟

اتجهت السلطة المالية في إلى عدم حسم الخسائر الرأسمالية، وكان أساس هذا الاتجاه عدم وجود نص يسمح بخصم الخسائر الرأسمالية، أي عدم وجود نص يعتبر مكاسب رأس المال مصدر دخل خاضع للضريبة في الممارسة العملية، يأتي من تقديرات السلطة المالية عند تقدير الدخل.

دافع الضريبة وفرض الضريبة عليه هو ما يحسب كخسائر رأسمالية يتعرض لها المكلف التصرف في الأصول الثابتة المخصصة لإنتاج الدخل، سواء كانت أصولاً ملموسة، كما هو الحال في بيع المصانع أو المحلات أو كانت أصولاً غير ملموسة، كما في بيع الخصومات أو براءات الاختراع، الخسائر الناتجة عن التصرف في النظام الغذائي أو المال خاضع للخصم من قاعدة ضريبة الدخل.

ويُرى أن توجه السلطة المالية بعدم حسم الخسائر الرأسمالية بحجة أن المشرع لم يشترط اعتبار المكاسب الرأسمالية من مصادر الدخل الخاضع للضريبة اتجاه خاطئ من ناحيتين:

  • الجانب الأول: خصص قانون الضرائب نصاً محدداً وواضحاً لمعالجة ومعالجة الخسائر التي تكبدها دافع الضرائب في المادة 11 من قانون ضريبة الدخل المعدل رقم 113 لسنة 1982 (2) عند مراجعة النص أعلاه، لاحظنا أن مصطلح “قابل للخصم” قد ورد بشكل مطلق، وكتفسير للخسارة المؤقتة، لم يحدد المشرع نوع الخصم في النص ومن هنا نرى ضرورة لتغيير اتجاه السلطات الضريبية وخصم خسائر رأس المال.
  • الجانب الثاني: بعد الاطلاع على صياغة المادة 2 من قانون ضريبة الدخل رقم (113) لسنة 1982 وتعديلاته نجد فيه ما هو مسموح به فيما يتعلق بالمكاسب الرأسمالية التي يحققها دافع الضرائب وبالتالي ما هو مسموح به مخصوما منه خسائر رأس المال للضريبة.

تفرض الضريبة على مصادر الدخل التالية، أي مصدر آخر غير معفي بموجب القانون وغير خاضع للضريبة خاضعة للضريبة مؤقتًا، حيث لم يتم تحديدها على أنها مصدر دخل خاضع للضريبة، كما هو الحال في مصادر أخرى، وبالتالي يمكن استخدامها لتحصيل ضريبة أرباح رأس المال ثم خصم خسائر رأس المال.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك استثناءً لعدم جواز خصم خسائر رأس المال ملكية العقار من الوعاء الضريبي، أي أن هذه الخسائر قابلة للخصم من ضريبة الدخل، وسبب هذا الاستثناء هو أن أرباح نقل ملكية العقار خاضعة للضريبة وتعتبر مصدر دخل خاضع للضريبة وفقًا للقانون، حتى لو طبق القانون لأول مرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية خصم الخسائر الرأسمالية الناتجة عن نقل ملكية العقار أمر نادر في الممارسة العملية، وما يتم فعله هو التأكد من أن دافع الضرائب معرض بالفعل لخسارة رأس المال الاختيار بين شيئين وهما:

  • الأمر الأول: على المكلف أن يتخلى عن هذه الخسارة، ولا يسعى إلى إعادة تدويرها والالتزام بها كتابةً، وهذه المهمة عادة لصالح الخزينة.
  • الأمر الثاني: حق المكلف في إعادة تمويل الخسارة ويعاد تقييمها بفحص العقار وفقاً لأحكام قانون تثمين العقارات رقم 85 لسنة 1978.

المصدر: د. باسم محمد صالح- وعدنان احمد ولي العزاوي- الشركات التجارية- جامعة بغداد- بيت الحكمة- مطبعة دار الكتب- جامعة الموصل- 1989- ص182د. حسن احمد غلاب- الضريبة على ايراد رؤوس الاموال المنقولة- القاهرة- مطبعة المدني- بلا سنة طبع- ص14. محمد كامل امين ملش المحامي- الشركات- القاهرة- مطابع دار الكتاب العربي- 1957- ص97. د. عوض فاضل إسماعيل ، موقف المشرع العراقي من الخسارة الضريبية، مصدر سابق، ص62. د. طاهر الجنابي، مصدر سابق، ص216. الكتاب السنوي د. مرتضى ناصر نصر الله- الشركات التجارية- بغداد- مطبعة الارشاد- 1969- ص206.


شارك المقالة: