إنتاج الإبل

اقرأ في هذا المقال


دور الإبل في الإنتاج الحيواني:

الإبل من الحيوانات التي زادت طرق الإنتاج، وكانت تستعمل في مجالات مختلفة للعمل، والأهم أنه اعتمد على حليبها من حيث التغذية وإنتاج الجلد والوبر الدافئ لصنع الملابس والأشكال المختلفة. لعبت دوراً هاماً في الحملات العسكرية، وكان يُعتمد عليها بالغذاء، نقل الحِمل، والقوافل التجارية المحملة بالبضائع لحمل العتاد.

تتأقلم الإبل على الظروف الصعبة، ويتمثل ذلك بتحملها العطش لأطول فترة ممكنه ورعي النباتات الشوكية المُرّة وغير المستساغة وبهذا تكون الإبل متعودة على التأقلم مع الظروف الصعبة والتغيرات بعكس الحيوانات التي اذا تعرضت لمثل هذه التغيرات يكون مصيرها الموت.

عندما كانت الإبل هي الحيوان الوحيد بجانب الإنسان، الذي يعيش في المناطق الصحراوية، وهي المناطق التي لا تستطيع أن تتواجد فيها أنواع الحيوانات الأخرى، فهي تمد الإنسان بكل مستلزمات الحياة من حيث الغذاء، والعمل. وقد سخرت الإبل أن تعطي الإنسان الحليب وتكفي صغارها أيضا منه.

إنتاج الحليب من الإبل:

الإبل تجتاز الأبقار بالقدرة على إنتاج الحليب وبعض الحيوانات المنتجة الأخرى. يحتوي حليب الإبل على كمية بروتين عالية ودهون أقل، وقد يكون السبب في ذلك، أن الوليد يحتاج لكميات أعلى منه، لبناء جسمه، وتزويده بالمناعة، والذي بدوره يعكس على صحة الإنسان، كغذاء غني بالبروتينات، الفيتامينات، الكازين.

حليب الإبل أبيض، قد يكون فيه بعض الاحمرار. قد يكون رغوي عند تحريكه ومذاقه لاذع، ويعتمد طعم حليب الإبل على التغذية المستخدمة في تغذية الإبل، أي مكونات العليقة، والعلف المقدم للإبل، في مرحلة ما قبل الإنتاج ومن أفضل أنواع الحليب التي تم الحصول عليها هي من النوق التي ترعى في الصحاري على النباتات الطبيعية.

نسبة الفيتامينات في حليب الإبل عالية خاصة فيتامين سي، حيث يحتوي على فيتامينات أكثر من حليب الماشية الأخرى من حيث الفيتامينات وبذلك يمتاز بإعطاء النشاط والقوة لجميع أفراد المجتمع ومقاوم للأمراض الفيروسية مثل الانفلونزا، كما يعد واحداً من أهم مضادات الأكسدة، التي تحافظ على سلامة خلايا جسم الإنسان وتحميها من التلف.

يفتقر حليب الإبل للدهون، وهذه الميزة تجعل تناوله آمناً على صحة وسلامة شرايين قلب الإنسان، لأنه لا يتسبب في حدوث مشكلة ارتفاع مستوى الدهون بالدم (الكوليسترول). تكون الجزيئات الدهنية ذات حجم صغير في حليب الإبل وهذا ما يعطيها ميزة بسهولة امتصاصها وهضمها.

من المكونات التي يفتقرها حليب النوق، هو سكر اللاكتوز، وهذا ما يجعله مناسباً لمرضى السكري، إضافةً الى أنه يقدم كبديل، للذين يعانون من حساسية ضد سكر الحليب، كما يحدث عند البعض عند تناول حليب الأبقار.

هناك الكثير من العمليات لاستخلاص بعض المنتجات من حليب الإبل كاستخلاص المنتجات من حليب الماشية الأخرى وقد تضمنت هذه العمليات في هذه النتائج:

الزبدة ومشتقاتها:

يوجد صعوبة في إنتاج الزبدة من حليب الإبل،  ويعود السبب في ذلك بسبب جزيئات الدهن الشديدة ، وطريقة انتشارها وصِلتها بالبروتين، حيث وجد أن زبدة الإبل، تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة، وبذلك تكون لها فائدة عظيمة، تعكس على صحة الإنسان.

لا يستحسن في زبدة الإبل أيضاً، طعمها غير المستساغ، وصعوبة ذوبانها في الفم، أي أن طعهما شحمي نوعا ما. رغم هذه العيوب، فإن زبدة حليب الإبل، يمكن استخدامها للطبخ، وفي صناعة مساحيق التجميل.

الزبادي:

يخمر حليب الإبل وينتج عنه منتجات ذات فائدة مهمة لصحة الإنسان كالزبادي، نقوم بتسخين الحليب على النار حتى نصل إلى نقطة الغليان وذلك لمنع وجود أي بكتيريا ضارة، حيث تحتوي زبادي حليب الإبل، على كمية غذائية عالية، التي بدورها تحافظ على صحة الإنسان.

الجبن:

يختلف تصنيع الجبن من حليب الإبل عن مثيله من حليب الأبقار، ويرجع ذلك على احتواء حليب الإبل، على نسبة أقل من الكازين مما يجعل جبن حليب الإبل ذات خصائص رديئة وقوام ضعيف، كذلك فإن كازين حليب الإبل، يتفاعل ببطء بسبب ارتباطه بحبيبات الدهن أثناء عي ملية تصنيع الجبن، بعملية تسمى التفريد الكهربائي.

إنتاج اللحم من الإبل:

يحتوي لحم الإبل على البروتين والحديد، اللذان يساعدان في بناء الجسم، ويعتقد أن قوامه وسط بين اللحم البقري ولحم الضأن، حيث يحتوي أيضا على نسبة كبيرة من الدهون، الرطوبة والفيتامينات، حيث تكون نسبة المياه في لحم الإبل محفوظة دائماً، وتحتوي على نسبة قليلة من الكوليسترول، مقارنة بحيوانات المزرعة الأُخرى.

يبلغ وزن بعير الإبل ما بين ربع طون، إلى نصف طون وزيادة بالكيلو غرام، ونسبة التصافي للحم عالية في الإبل، حيث تختلف حسب أسلوب التربية والتغذية، ويتميز دهن الإبل المتداخل بين العضلات، لدى ذبائح الإبل الفتية، بانه يحسن طعم اللخم، وخصائصها الغذائية، مما يجعله مناسباً، لتحضير الوجبات كاللحوم الأخرى، سواء كان مطهياً أو مشوياً.

إنتاج جلود ووبر الإبل:

تنتج الإبل جلوداً ذات جودة عالية، ويبلغ طول الجلد خمسة أضعاف جلد البقرة وهو مرن، ويمكن أن يتم دبغه مثل جلد أي حيوان آخر من فصيلة البقر، وتستخدم دباغة الجلود التقليدية، مواد الدباغة من الأشجار، والأعشاب، لكن تستخدم الطرق الحديثة مثل الكروم، حيث يتم شق الجلد إلى نصفين، وبذلك يكون القسم الذي فيه السنام مسطوحاً، وتمكن هذه الطريقة من القيام بالدباغة.

تأتي جلود الإبل من خام جلد الجمل، ويمكن دبغه مع الفراء أو بدونه، وتستخدم جلود الإبل للأغراض العملية، وفي صناعة الأزياء العصرية، القبعات، السترات، البضائع الرياضية وأحذية الركوب طويلة الساق، وهناك أصناف من الأزياء العصرية مثل الأحذية والملابس.

تستنبت الإبل وبراً للتدفئة، ففي الشتاء يواجه الجمل ظروف قاسية، وطقس شديد البرودة، لذلك تنمو له كتلة سميكة من الوبر، للحفاظ على دفئه ويستخدم الوبر الناعم القوي، لصنع الكثير من البضائع، بما في ذلك الحبال، الأبسطة، الملابس والبطانيات.

يكون وبر الجمل في الغالب مخلوطاً مع ألياف أخرى، مثل شعر الأغنام أو الحرير، وبسبب ألوانها الجميلة، تترك الملابس المصنوعة من وبر الإبل في الغالب، بلون الجمل الطبيعي، أو يتم صبغها بلون رمادي، أو بني غامق بدرجة أكبر. في عالم الأزياء يسمى وبر الجمل (ليف الرفاهية)، ويستخدم لصنع البدلات، المعاطف الراقية، الملابس المحبوكة ذات الجودة العالية.

المصدر: دليل ورعاية إنتاج الإبل، الدكتور عبد الملك خلف الله، المهندس محمد علي قرجولي، المهندس عدنان الأسعدتربية الإبل، طبعة 2019، المكتب الوطني للإستشارة الفلاحيةتغذية الإبل، طبعة رقم 1، الدكتور سعيد اسماعيلالإبل، مجلة العلوم التقنية


شارك المقالة: