الفنانون المحترفون وعلاقتهم بالألوان

اقرأ في هذا المقال


الفنانون المحترفون وعلاقتهم بالألوان:

هناك أكثر من عمر للمعرفة يمكن اكتسابه من الفنانين الرئيسيين وعلاقتهم بالألوان. فعندما ننظر إلى اللون من خلال عيون الفنانين الكبار نكتشف شغفهم الشديد وهواجسهم التي لا مفر منها ومعتقداتهم القوية حول قوى اللون، ولمعرفة المزيد حول الاهتمام بالألوان للفنانين يمكن تتبع هذا الاهتمام كما يلي:

أولاً: تطور هيلين فرانكينثالر (Helen Frankenthaler) المبتكر باستخدام الألوان

هيلين فرانكينثالر رسامة تعبيرية تجريدية مبتكرة في استخدامها للألوان وتطوراتها طوال حياتها المهنية. حيث بدأت في عرض لوحاتها التعبيرية التجريدية على نطاق واسع في المتاحف والمعارض المعاصرة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. وكانت العفوية مهمة بالنسبة لها، كما صرحت الفنانة وقالت: “الصورة الجيدة حقًا تبدو وكأنها حدثت في وقت واحد”. وتم تضمينها في معرض ما بعد التجريد الرسومي عام 1964 برعاية الناقد والفني كليمنت جرينبيرج والذي قدم جيلًا جديدًا من الرسم التجريدي الذي أصبح يُعرف باسم “حقل الألوان”.

وفي الستينيات، بدأت فرانكينثالر هيلين في وضع شرائط من الألوان بالقرب من حواف لوحاتها، وبالتالي إشراك الحواف كجزء من الكل التكويني؛ ممّا جعلها تبدأت في الاستفادة من البقع الفردية والبقع ذات الألوان الصلبة على الخلفيات البيضاء، وغالبًا في الأشكال هندسية. ومن ثم بحلول السبعينيات من القرن الماضي، بدأت في استخدام طلاء أكثر سمكًا سمح لها باستخدام ألوان زاهية.

ثانياً: هَوَس كلود مونيه (Claude Monet) بالألوان

قد يكون اللون هو الأداة الأكثر أهمية التي يمكن للفنانين استخدامها للتعبير عن أنفسهم ومشاركة معتقداتهم ونقل رسالة وتحويل المشاهدين فكريا وعاطفيا. إذ هتف الرسام كلود مونيه “اللون هو هاجسي الطويل والفرح والعذاب”، ورسم الفنان الموضوع نفسه مرارًا وتكرارًا في أوقات مختلفة من اليوم وفي ظروف مناخية مختلفة. ومن أشهر سلسلاته “كاتدرائية روان”. كما واستولى على الواجهة اللونية تحت ظروف الإضاءة المختلفة. وكانت هذه أمثلة ممتازة على كيفية تأثير الضوء على الألوان في الموضوعات. وأعاد صياغة هذه اللوحات في الاستوديو الخاص به، حيث استكشف عددًا لا يحصى من الأمثلة من الألوان والحالات المزاجية. وعندما قدم نصيحة للفنانين، كتب: “عندما تخرج للرسم، حاول أن تنسى الأشياء التي لديك أمامك، أو شجرة، أو منزل، أو حقل، أو أي شيء آخر. فمجرد التفكير بأن هنا هو مربع صغير من اللون الأزرق، وهنا مستطيل من اللون الوردي، وهنا خط أصفر، ستقوم برسمه كما يبدو لك، باللون والشكل الدقيق”.

ثالثاً: معتقدات فنسنت فان جوخ (Vincent Willem van Gogh) حول اللون:

عبَّر الفنان الهولندي فنسنت فان جوخ مرارًا وتكرارًا عن انشغاله بالألوان في كتاباته. حيث أنه كتب: “سيكون رسام المستقبل رسام تلوين لم يسبق له مثيل من قبل. لكنني متأكد من أنني محق في الاعتقاد بأن ذلك سيأتي في جيل لاحق، والأمر متروك لنا لفعل كل ما في وسعنا لتشجيعه، دون سؤال أو شكوى”. كما وقدم فان جوخ حول الألوان التكميلية هذه النصيحة للفنانين وقال: “بدلاً من محاولة إعادة إنتاج ما أراه قبلي بالضبط، إستخدم الألوان بشكل أكثر تعسفًا للتعبير عن نفسي بقوة أكبر، وللتعبير عن حب اثنين من العشاق من خلال الزواج من اثنين من الألوان، وللتعبير عن فكرة الحاجب بإشراق لون فاتح على خلفية داكنة، وللتعبير عن الأمل من قبل بعض النجوم، وشغف شخص ما بإشراق غروب الشمس”.


شارك المقالة: