تصور اللون وتأثيره

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تصور اللون:

عندما يرى شخص ما كائناً ملوناً معتماً، فإن الضوء المنعكس فقط من الكائن يُمكنُهُ تنشيط العملية المرئية في العين والدماغ؛ نظراً لأن الإنارة المختلفة لها توزيعات طاقة طيفية مختلفة، كما هو موضح في الشكل الأسفل، فإن كائناً معيناً في هذه الإضاءات سيعكس توزيعات طاقة مختلفة. ومع ذلك، فإن العين والدماغ نظامان رائعان لدرجة أنهما قادران على تعويض هذه الاختلافات، ويتم إدراك الألوان التي تظهر بشكل طبيعي، وهي ظاهرة تسمى بثبات اللون.

variety-paints-300x182

ومع ذلك، لا تنطبق ظاهرة ثبات اللون عند وجود اختلافات دقيقة في اللون. على سبيل المثال، لونان برتقاليان، واحدة ملونة من قبل الصباغ البرتقالي، والآخر من خلال مزيج من الأحمر والأصفر (أصباغ)، فهي تتطابق بالضبط في وضح النهار، لكن في ضوء مصباح التنغستن المتوهج واحد قد تبدو أكثر احمرار من الآخر. وبسبب هذا التأثير علينا استخدام ظاهرة التلون (هي ظاهرة تطابق لونين تحت شروط محددة، ولكنهما يختلفان تحت شروط أخرى – metamerism)، ومن الضروري دائمًا إتباع ظروف الإضاءة والعرض المحددة بدقة عند مقارنة لون العينة بأحد الألوان في أطلس أو عجلة الألوان.

تأثير اللون:

تؤثر شدة الإضاءة أيضاً على إدراك اللون. ففي الضوء ذات المستوى المنخفض جداً، مثلاً الضوء الأزرق والأخضر الأشياء تبدو أكثر إشراقا من الضوء الأحمر، مقارنة مع نسبية السطوع في الإضاءة الأقوى، وهو التأثير الذي يعرف باسم تحول (Purkinje) لمكتشفها الفيزيولوجي التشيكي (Jan Evangelista Purkinje). أما في المستويات الأعلى من الإضاءة، هناك تحول مرتبط في الأشكال، يسمى تأثير (Bezold_Brücke) وهو تغير في درجة اللون من خلال شدة الضوء وتأثيره، بحيث تظهر معظم الألوان أقل احمرار أو اخضرار وأكثر إزرقاق أو اصفرار مع زيادة شدة الإضاءة. فإذا تم عرض بقعة ساطعة من الضوء الأبيض على شاشة مضاءة بشكل موحد بضوء أزرق باهت، فإن التأثير المعروف باسم تباين الألوان المتزامن يجعل الضوء الأبيض يظهر باللون الأصفر الباهت ويبدو الضوء الأزرق أكثر رمادية ممّا لو تم عرض الاثنين بشكل منفصل. كما ويتم إحداث تدرج اللون التكميلي بواسطة الإضاءة المجاورة.

نهاية القول، الشخص الذي يحدق في نمط من الألوان لبعض الوقت ثم ينظر إلى منطقة بيضاء يرى صورة لاحقة سلبية للنمط بألوان تكميلية. يسمى هذا التأثير أيضًا التكيف اللوني، وهو ما يجعل اللون البني يبدو محمرًا لشخص رأى للتو العشب الأخضر. وبالتالي، حتى عندما يتم قياس لون كائن معين وتحديد سببه المادي، يمكن أن تمنع التأثيرات المرئية تحديد الإدراك الدقيق لذلك اللون. ويمكن تفسير بعض هذه التأثيرات ببساطة عن طريق التغيرات في حساسية مستقبلات العين للألوان المختلفة مع تغير الشدة.


شارك المقالة: