السلم الموسيقي وعدد درجاته

اقرأ في هذا المقال


السلم الموسيقي

السلّم الموسيقي هو مجموعة من النوتات (بالإنجليزيّة: Notes) مرتبة بشكل تصاعديّ أو تنازليّ؛ لذلك فالسلّم يحدد فيما إذا كانت النوتة غليظة أم حادّة، ويستخدم من أجل ذلك نظريات رياضيّة في الموسيقى تتَّبع قياسات زمنية محدّدة لكل نوتة ومنها على سبيل المثال في الموسيقى الغربيّة: المقام الطبيعيّ حيث يتكون من خمس طبقاتٍ كاملاتٍ واثنتين على شكل نصف طبقة.
والمقام الكروماتينِيّ يتكوّن من اثنتي عشرة طبقة، والمقام المُلحّن من الشائع استخدامه في موسيقى الجاز بشقيه الكبير والصغير، أمّا المقام التوافقيّ وهو الأصعب من بين المقامات الآنفة ويستعمل عادةً في منطقة الشرق الأوسط.

نشأة الآلات الموسيقية

نشأة الآلات الموسيقية تعود إلى عمق التاريخ الإنساني، حيث كان لاكتشاف الطرق لإصدار الأصوات وإنتاج الموسيقى دور كبير في تطور الثقافات. بدأت الآلات الموسيقية البدائية بأشكال بسيطة من العصور القديمة، حيث استخدم الإنسان الأدوات الطبيعية مثل العصي والحجارة لإنتاج الأصوات.

مع مرور الوقت، تطوّرت الآلات الموسيقية لتشمل تشكيلات متنوعة ومتقدمة. في العصور الوسطى، ظهرت الآلات الوترية مثل العود والفيولين، وكان للعصر الباروكي دور كبير في تطوير الآلات ذات الأوتار. في العصور الحديثة، شهدنا ظهور آلات موسيقية إلكترونية وآلات ذات تكنولوجيا متقدمة مثل البيانو الإلكتروني والميدي كونترولر.

تأتي الآلات الموسيقية بأشكال وأحجام مختلفة، وتتنوع في تأثيرها ونطاقها الصوتي، مما يسهم في تنوع الموسيقى وثراء التجارب الفنية. تحمل الآلات الموسيقية موروثًا ثقافيًا عميقًا وتعكس تقنيات وفنون تطوير الإنسان في مجال الفن والإبداع الموسيقي.

تعود نشأة أولى الآلات الموسيقية المكتشفة حتى الآن إلى حقبة زمنية بعيدة، تقدّر إلى ما قبل 40 ألف عام، إذ تم اكتشاف آلة المزمار البدائية المصنوعة من عظام الحيوانات، وقد كان ذلك في كهوف الجبال، من جهة الجنوب الغربي لألمانيا .

عدد درجات السلم الموسيقي

السلَّم الموسيقي يتكون من ثماني درجات من النّغم (الثامنة هي جواب الأولى) وكل واحدة من هذه المقاطع تمثل الأوكتاف (بالإنجليزيّة: Octave) وهو مقطع صوتي ذو تردد موجيّ محدد؛ حيث إنّه يساوي نصف التردد للمقطع الأدنى، أو ضعف التردد للمقطع الأعلى: مثلاً 220 هيرتز ثمّ 440 هيرتز ثمّ 880 هيرتز وهكذا، وتجدر الإشارة إلى أنّ النغمة العلويّة مطابقة للنغمة السّفلية نوعاً لكنَّها تختلف في التردّد .

أنواع السلالم الموسيقية

  • السلم الموسيقي الواحد: هو سلم موسيقي مكوّن من سبع طبقات صوتية، خمسة منها كاملة وطبقتان تتخذ كل منهما نصف درجة موسيقية.
  • السلّم الموسيقي المتعدد: تُعزف فيه 12 درجة موسيقية يفصل بينها نصف درجة، ويمكن أن تعزف بشكل تصاعدي أو تنازلي.
  • السلّم الموسيقي المُلحَّن: يعتبرمن الأنواع صعبة الأداء لما يحتويه من تغيرات غير مألوفة في درجاته الموسيقية.

الموسيقى العربية القديمة

يسمَّى النمط الدارج في الموسيقى العربية القديمة “بالنوبة ” وهو غناء جماعي مدموج مع أصوات موسيقيّة منتظمة، ومن المعتقد أنَّها نشأت في العصر العبّاسيّ.
ومن أبرز الأدوات الموسيقيّة المستعملة هو العود ذو العنق القصير، والذي كان مصدراً ملهماً للعود الأوروبي المعروف حالياً، وكذلك العود الطويل العنق والذي كان يعرف باسم الطنبور، كما قام المغاربة قديماً بإدخال العود إلى أوروبا عن طريق الأندلس، لكن مدى تأثير الموسيقى العربيّة في أوروبا ما يزال مثار جدل .

أثر الموسيقى على المجتمع

الموسيقى فنّ معنيّ بدمج وتوليف الأصوات البشرية (بالإنجليزيّة: Vocals) و/ أو أصوات الآلات الموسيقية (بالإنجليزيّة: Instruments) من أجل الخروج بتعابير جماليّة؛ للتدليل على المشاعر والأحاسيس، وذلك وفقاً لمعايير حضاريّة وثقافيّة لمجتمع ما، وكل مجتمع يعبّر بطريقته الخاصَّة عن إيقاع ولحن خاصّ به، على امتداد الأزمنة وفي كل أرجاء العالم.
كما أنّها فن يقتحم كل المجتمعات البشرية بشكل أو بآخر، على شكل أغاني أو بحركات جسديّة على شكل رقصات، وعلى مرّ التاريخ تبقى الموسيقى لغة تُسْتعملُ في الطقوس الدينية أو العادات والتقاليد وفي الدراما الإنسانية؛ والسَّبب في ذلك قدرة الموسيقى على التأثير العميق في المشاعر الإنسانية.
ولقد استغلّت الثقافة الشعبية هذه القدرات، وبشكل أكثر وضوحاً اليوم عن طريق الراديو والتلفزيون والمسارح وعبر فضاءات الإنترنت؛ فصار لها التأثير الأوضح على الميول السياسيّ والدينيّ للأفراد والجماعات والترويج له، واستخدامها كذلك في طب الشيخوخة والعلاج النفسيّ، وأضحى تعليم الموسيقى في المدارس الابتدائية والثانوية مقبولاً عالميّاً تقريباً.


شارك المقالة: