آثار تعرض المراهق للاعتداء الجنسي

يتعرّض المراهق في تلك المرحلة الدقيقة من حياته للتحرُّشات الجنسيّة، التي من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على صحته النفسيّة وعلى سلوكيه في المُستقبل، أي خلال مرحلة البلوغ. وفقاً لدِراسة أجراها علماء النفس في عام 2013، فقد اظهرت النتائج التي تشكلت من 6000 مُراهق ومُراهقة تتراوح أعمارهم من 10 سنوات إلى 17 سنة، أنّ حوالي 60% منهم قد أبلغوا عن تعرُّضهم للاعتداء الجنسي في تلك المرحلة من حياتهم.

الاعتداء الجنسي:

الاعتداء الجنسي هو أي فعل لفظي أو جسدي أو مرئي، يجبر الشّخص المُقابل على الاشتراك بنشاط جنسي أو اهتمام جنسي غير مرغوب فيه. هناك الكثير من أنواع وأشكال الاعتداء الجنسي، مثل استراق النظر، فضح الشخص نفسه جنسياً، أمام العامّة أو سفاح المحارم، التحرش الجنسي، يمكن أن تحدث هذه المواقف في مكان معزُول أو في منزل الشخص نفسه من قبل شخص يعرفه أو عن طريق شخص غريب، يعد الاغتصاب من أكثر أشكال الاعتداء الجنسي شيوعاً، الذي يُمكن أن يتعرّض له الشخص من قبل شخص يعرفه أو أحد المعارف المُقربين.

آثار تعرض المراهق للتحرش الجنسي:

الشذوذ الجنسي:

وفقاً للتقارير الصادرة عام 2016، ظهر أنّ 44 % من المثليّات و61 % من النساء المُخنثات قد تعرضن للاغتصاب والعنف الجسدي في مرحلة المراهقة. أمّا 26% من المثليين و37% من المُخنثين سبق وأن تعرّضوا للاغتصاب في مرحلة المراهقة، يشير ذلك إلى الرابط ما بين الاعتداء الجنسي المُتكرر على المراهقين من أشخاص من نفس جنسهم في مرحلة البلوغ، لذلك فإنّ الاعتداء الجنسي في مرحلة المراهقة، من شأنه أن يزيد من احتمالية الشُّذوذ الجنسي عند الضحايا، كردة فعل عكسيّة على الجنس المُعتدي، بحال كان مُغاير أو مماثل.

الاكتئاب:

إنّ تعرُّض المراهق للتحرُّش الجنسي من شأنه أن يزيد من نسبة الاكتئاب والرغبة في الانتحار، ذلك بسبب التراجع الكبير في الثقة بالنفس، فالتحرُّش الجنسي يجعل المراهق فريسةً لغرائز المُعتدي الجنسيّة والأنانية، التي تقضي على الصورة التي يبنيها عن جسمه المُتنامي. بما أنّ المراهق يمر في مرحلة صعبة من التغيّرات الفسيولوجية والهرمونية، فإنّ هرمونات التوتر والاكتئاب المعروفة بالكورتيزول، تتخطَّى الكميّة الطبيعية في جسمه بعد التعرّض لحادث أليم مثل التحرش الجنسي.

العزلة:

التحرش الجنسي خلال مرحلة المراهقة، من شأنه أن يُؤدي إلى الرّغبة عند المراهقين بالانعزال عن المجتمع، البقاء على انفراد؛ خوفاً من نظرة الآخرين إليهم في حال اكتشفوا ما تعرَّضوا له.