وجهة نظر الإسلام في أثر التوبيخ المتكرر على الأطفال

اقرأ في هذا المقال


إن التوبيخ المتكرر لتأديب الأبناء وتربيتهم، هي الطريقة الأسهل من جهة الوالدين؛ وهي الطريقة الخاطئة التي لا ينبغي التصرف بها مع الأطفال، ولها العديد من الآثار السلبية على شخصية الأبناء، وإن الأطفال غير البالغين يبدون أصناف مختلفة من الطاقة، على خلاف الأبناء البالغين، يكون الأطفال في هذه الفترة نشيطين ومرحين ومشاغبين ويستمتعون بكل ما يعملونه، ويسعد الوالدين أيضًا برؤية أبنائهم الصغار المفعمين بالحيوية وهم يظهرون عن مشاعرهم الجياشة والسعيدة واللعب والمناقشة والتخيل وغير ذلك.

أثر التوبيخ المتكرر على الأبناء

الوالدين غالبًا ما يتمادون في رد فعلهم تجاه تصرفات الأبناء الخاطئة، والتوبيخ المتكرر الطفل هو رد فعل شائع للأهل، ويجب على الآباء التحلي بالصبر على الأبناء وفهم السبب الذي يؤدي إلى تصرفاتهم، ويجب على الآباء أن يعاملوا أبنائهم بحذر؛ لأن الأبناء مقلدون رائعون، مثلاً إذا صرخ الآباء، فسوف يصرخ الأبناء، إذا كان الآباء يريدون توبيخهم، فسوف يعملون الشيء نفسه مع الآخرين؛ لأن الأبناء يكبرون ويكسبون طباع الآباء وسلوكياتهم وأفعالهم، ومن الحكمة التأني في الرد على التصرفات مع الأبناء.

ويجب على الآباء الدراية بالآثار المترتبة على الأبناء جراء التوبيخ المستمر لهم؛ التي تؤثر على نفسيتهم، وأن الأطفال يشعرون مثل ما يشعر البالغون، لذلك فإن التوبيخ المتكرر يجعل الأبناء يحسون بالإهانة والتردد والخوف والقلق والخجل والذنب والتوتر، وهذا كله يمكن أن يؤدي إلى البطء في النمو، ومشاكل اضطرابات النوم، ومشاكل في تصرفات الأبناء، ومشاكل في تكوين علاقته مع الآخرين، وصعوبات في التعليم.

منهج الشريعة الإسلامية في تعديل سلوك الطفل

كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعامل الأبناء عندما يخطئون بالرفق واللين لتعديل سلوكهم، ولا يجب استخدام الكلمات القاسية لتعديل أخطائهم، فهو من أنواع الإساءة العاطفية، ولا يوجد طفل مثالي ولا أب مثالي؛ لذلك سيأتي على الآباء أوقات ينفذ بها صبرهم، وليس الحل بأن يوبخ الأهل الأبناء بشكل متكرر، فالتوبيخ المتكرر سيؤدي إلى الأذى الذي يلحق بالأبناء والاستياء والقمع، وقد وردت أحاديث عديدة يعلم بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كيفية التعامل بالرفق واللين مع الأبناء باللطف.

إن التوبيخ المتكرر للأبناء لا يساعد في تربية الأبناء وتقويم سلوكهم، فقد كان رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يضع يده على رأس الطفل بلطف حينما يريد تعديل سلوكه، وهذا يدل على أن اللطف واللين والكلام مع الطفل بهدوء هو من الأساليب الفعالة في تعديل السلوك.

إن التأنيب المستمر للأبناء لا يغرس الانضباط عندهم ولا يجعلهم يستمعون لما يقوله الآباء خصوصا في الأماكن العامة، بل تجعل الأبناء يحسون بالإهانة والخجل، وجميع الآباء يشعرون بالضيق في بعض الأوقات من تصرفات أبنائهم، ولكن ليس الحل في الصراخ أو الغضب والتوبيخ؛ لأنه يؤذي الأبناء، ودعت الشريعة الإسلامية إلى عدم التأنيب المتكرر؛ لأنه ليس سلاحًا فعالًا للأهل، بل دعت إلى التكلم مع الأبناء بهدوء، وأن للعلاقات الدافئة والثقة بين الأهل والأبناء يؤدي إلى إنتاج السلوك الإيجابي عند الأبناء.

المصدر: تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997مشاكل الطفل، محمد ايوب الشحيمي، 1994تربية الاولاد في الاسلام، عبدالله ناصح علوان، 1981الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997


شارك المقالة: