أخطاء في إدارة الفصل الدراسي وكيفية إصلاحها؟

اقرأ في هذا المقال


سلوك الطلاب السيء في الفصل الدراسي:

أوضح علماء التربية أنّ تعريف السلوك السيء من خلال شكله لا يخبرنا شيئًا عن سبب حدوثه وغالبًا لا يساعد في جهودنا لتغيير السلوك.

وأنّه من الخطأ الاعتقاد بأن السلوك السيئ يأتي دائمًا من الرغبة في كسر القواعد، أو أنّ الإجراءات العقابية ستعالج بفعالية الأسباب الكامنة وراء تصرف الطلاب.

بالنسبة لبعض الطلاب، يمكن أن تؤدي الإساءة أو الإهمال في المنزل إلى مستويات أعلى من العدوانية في المدرسة، ويعاني حوالي 1 من كل 16 طفلاً من اضطراب العناد الشارد أو اضطراب سلوك آخر، ويمكن للطلاب أن لا يهدأ في الصف، لذلك يتصرفون بها من أجل اللعب أو المزح.

قد يكون سوء السلوك أيضًا جزءًا صحيًا من التطور الاجتماعي والعاطفي للطالب في المراحل العمرية الصغيرة، وعندما يصل الطلاب إلى سن المراهقة يتحول ولاءهم من الكبار إلى الأقران، وتزداد حدة  مهارات التفكير المجرد لديهم بشكل كبير، مما يؤدي بهم إلى التساؤل وحتى التحدي هياكل السلطة المقبولة منذ فترة طويلة، زما قد يبدو كسرًا للقواعد هو حقًا طريقة للطلاب الصغار لاختبار الحدود وتأكيد استقلاليتهم.

في حين أنّ هذا قد يكون واضحًا للمعلمين المخضرمين، تظهر الأبحاث أن برامج تدريب المعلمين لا تزال تميل إلى التركيز على وضع قواعد صارمة مع فرض عواقب سوء السلوك، وقد ينجح ذلك على المدى القصير لكن من غير المحتمل أن ينتج عنه تغيير طويل المدى.

أخطاء في إدارة الفصل الدراسي وكيفية إصلاحها؟

الخطأ الأول الاستجابة للسلوك على مستوى السطح وليس الأسباب الكامنة:

إذا كان اثنان من الطلاب يسيئون التصرف على سبيل المثال، وإذا كانا يعملان على إحداث اضطراب فقد يكون ذلك لأسباب مختلفة، وإن الاستراتيجية التي تقضي على السلوك خارج المهمة لطالب واحد قد تؤدي إلى تفاقم السلوك خارج المهمة للطالب الآخر، وبدلاً من رد الفعل الانعكاسي يجب على المعلمين البحث عن الأسباب الكامنة وراء سوء السلوك، إذا كان أحد الطلاب يعاني من حالة جديدة مرهقة في المنزل على سبيل المثال فسيتطلب ذلك نهجًا مختلفًا عما إذا كان طالب آخر يسعى إلى جذب انتباه أقرانه.

وعادة ما تتضمن معالجة سوء السلوك البحث عن أنماط، وماذا يحدث قبل وبعد السلوك؟ حيث تساعد السلوكيات الطلاب في الحصول على شيء مرغوب فيه أو الهروب من شيء غير المرغوب فيه، وإذا تمكن المعلمون من معرفة أهداف الطالب، فيمكنهم معالجة سوء السلوك بطريقة أكثر إنتاجية.

الخطأ الثاني افتراض أنّها ليست مشكلة أكاديمية:

من السهل أن يصبح المعلم ساخرًا من سوء سلوك الطلاب، لكنه ينبع من الصراعات الأكاديمية الحسنة النية في كثير من الأحيان أكثر مما يعتقد، وقد قام بعض الباحثين التربويين بمقارنة الأسباب المختلفة التي تجعل الطلاب يسيئون التصرف، مثل الافتقار إلى الانضباط، أو الافتقار إلى الحافز، أو الرغبة في إقناع زملائهم في الفصل.

والمثير للدهشة أنّهم وجدوا أنّ 20 ٪ من سوء السلوك الزمني يمكن أن يُعزى إلى أوجه القصور الأكاديمية: إما أن الطلاب لم يفهموا المهمة أو أن المهمة كانت صعبة للغاية، وسوء السلوك كان متنفسًا لإحباطهم.

الخطأ الثالث مواجهة كل مخالفة بسيطة:

قد يشعر المعلمون عديمي الخبرة كما لو أنهم بحاجة إلى اكتشاف وإصلاح جميع السلوكيات السيئة في الفصل الدراسي، ولكن محاولة القضاء على الاضطرابات الطفيفة يمكن أن تزيدهم على المدى الطويل.

حيث أنّ السلبية من عند الطلاب لا تولي اهتماما أو هي لفترة وجيزة تحدث في الصف، يشير الباحثون إلى أن المعلمين يمكن أن ينخرطوا عن غير قصد في نمط تعزيز سلبي، وهو دوامة هبوطية تضخم في الواقع سلوك الطلاب غير اللائق،  ومن المرجح أن ينسحب الطالب الذي يتم توبيخه على عدم الانتباه ويغضب في حالة من الغضب بدلاً من إعادة توجيه انتباهه إلى تعلمه.

بدلاً من استدعاء الطلاب يجب على المعلمين إبراز السلوك الإيجابي، مثل إنهاء العمل في الوقت المحدد أو الانتقال الفعال بين الأنشطة، وتعتبر الاستجابات غير اللفظية مثل المظهر أو الإشارات اليدوية أيضًا طرقًا فعالة لتشجيع الطلاب بمهارة على الانتباه.

الخطأ الرابع استخدام زوايا الوقت المستقطع:

عند استخدام هذا الأسلوب  كشكل من أشكال العقاب، فإنّ إرسال الطلاب إلى الزاوية يمكن أن يتسبب في الشعور بالخزي أو الإحراج، ويقوض علاقة المعلم بهم ويهدد الثقة التي سوف يحتاجها للتعلم المثمر.

حيث أنّ الطلاب يكافحون في المدرسة من أجل الحفاظ على احترام الذات، وعندما يحث شخص بالغ على الاعتقاد بأن المرء لا يستحق فإن احترام الذات والثقة بالنفس هما المكونان الأساسيان للاستقلالية المدروسة حيث يتم تقويضها.

ينبغي أن يكون في كل فصل دراسي ركن سلام وهو بديل لركن المهلة الذي يمنح الطلاب فرصة للتهدئة والتفكير في أفكارهم ومشاعرهم وممارسة مهارات التنظيم الذاتي،ويصفها بعض الأشخاص التربويين بأنها وسيلة للطلاب لبناء القدرة، ومن أجل أن يكونوا قادرين على معرفة ما يجب فعله عندما يكونون محبطين أو عندما يكونون غاضبين.

على عكس زوايا المهلة والتي ينظر إليها عادة على أنّها عقاب، يستخدم جميع الطلاب زوايا السلام، بحيث يمكن للطلاب الذهاب إلى هناك بأنفسهم في حدود المعقول لذا فهي ليست مكانًا لوصفه بالسلوك الهادئ والمسيء بشكل حاسم، وتنتشر الأنشطة في جميع أنحاء المنطقة لمساعدة الطلاب على تعلم مهارات التنظيم الذاتي، من تمارين التنفس إلى الرسم البياني الذي يساعدهم على التفكير في الخيارات التي اتخذوها والخيارات الأفضل التي يمكنهم اتخاذها في المستقبل.

الخطأ الخامس كتابة الأسماء المسيئة في التصرف والاحتفاظ بها إلى العام الآخر:

تتمثل الاستراتيجية الشائعة ولكنّها مدمرة في التعرف علنًا على الطلاب المخربين أو الذين يتصرفون بشكل غير قانوني، ويسلط الضوء على العديد من الأمثلة: في مدرسة واحدة تصطف الممرات مع قوائم الطلاب الذين منحوا الاحتجاز، وفي مدرسة أخرى يكتب المعلمون أسماء الطلاب على لوحة الفصل لتتبع السلوك السيئ، أو استخدام الملصقات ذات الرموز الملونة كنظام تسجيل النقاط كالأحمر للسلوك السيء، والأزرق للأفضل وغيرها، ويتم تتبع تأخر الطلاب أو غياباتهم على قاعدة البيانات، ممّا قد يؤدي إلى مزيد من الضرر للطلاب من خلال عرض درجات اختبار منخفضة بشكل علني.

ويؤكد الباحثون أنّ ممارسات التشهير هذه تفشل في منع الأعمال الخاطئة في المستقبل، بل وربما تزيد الأمر سوءًا،  وبدلاً من استدعاء الطلاب علنًا، يجب على المعلمين الاقتراب منهم على انفراد وتشجيعهم على التفكير في الخطأ والتفكير في مصدره وتحمل المسؤولية عن معالجته.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: