أساليب ووسائل قياس الكفاءة الإنتاجية في العمل والمؤسسات المهنية

اقرأ في هذا المقال


الكفاءة الإنتاجية على مختلف أنواعها تتحدد بالقياس المهني عن طريق المقارنة بين عدد من المستويات، فهناك مستويات داخل المؤسسة المهنية تتم المقارنة فيها على فترات زمنية متتالية أو متباعدة توضح اتجاه الكفاءة الإنتاجية الفعلية وتبين الانحرافات المختلفة على المستويات الذاتية، وهناك مستويات خارج المؤسسة المهنية تتم المقارنة فيما بين المستويات الذاتية ونظيرتها التي تحققها من المؤسسة المهنية في نفس القطاع.

أساليب قياس الكفاءة الإنتاجية:

هناك أساليب كثيرة لقياس الكفاءة الإنتاجية للموظف المهني التي يمكن للمؤسسة المهنية استخدامها بما يناسب أحوال العمل المهني المتواجدة بها، وتتمثل أساليب قياس الكفاءة الإنتاجية من خلال ما يلي:

1- قياس الكفاءة الإنتاجية في الساعة: وذلك بتقسيم مقدار المخرجات المهنية المحققة أثناء الفترة الزمنية التي يجب معرفتها على عدد ساعات العمل المهني أثناء نفس الوقت، وما يلاحظ على هذا الأسلوب أنه بسيط وسهل التطبيق، إلا أن المؤسسة المهنية تواجه بعض المشاكل المهنية عند تطبيقها، ومن أهم هذه المشاكل المهنية:

  • أنه يمكن فقط استعمالها في المؤسسات المهنية التي تنتج منتوجاً نمطياً له مواصفات وسمات ثابتة.
  • قد توجه الموظفين إلى رفع كفاءتهم الإنتاجية مقابل تحميل الأجهزة والمعدات المهنية فوق طاقتها، مما يؤثر بشكل سلبي على استعمال الآلة تسريع اسهتلاكها، وهذا ما يؤثر على الطاقة الإنتاجية للمؤسسة على المدى البعيد.

2- قيمة ناتج العمل في وحدة زمنية مع تثبيت الأسعار: حسب هذا الأسلوب يتم معرفة الكفاءة الإنتاجية من خلال تقسيم مجموع عدد المستخرجات المهنية خلال مدة زمنية خاصة على حاصل كل ساعات العمل المهني المستخدمة في الإنتاج المهني، ويتميز هذ الأسلوب بالدقة وذلك في حال ثبات الأسعار، لكن باعتبار أن الأسعار عرضته للتقلب من حين لآخر، نتيجة لظروف الطلب و العرض في السوق أو نتيجة لسياسة الدولة التسعيرية، فإنه يجب إلغاء تأثير الفروق السعرية عند استخدام هذا الأسلوب ويمكن تجنب تلك الفروق السعرية عن طريق حساب قيم المنتجات لجميع السنوات المعينة بأسعار ثابتة.

3- أسلوب القيمة المضافة بواسطة الموظف في الساعة: أحياناً ما يمكن معرفة مقدار الكفاءة الإنتاجية للموظف المهني بالقيمة المضافة التي تعرف بأخذ عدد المبيعات من قيمة المستلزمات التي استعملت في عملية الإنتاج المهني خلال فترة زمنية محددة، وتقارن تلك القيمة بكمية الأداء المهني المستخدمة، أي أنَّ إنتاجية الموظف المهني تقاس في هذه الحالة بتقسيم القيمة المضافة خلال فترة معينة على عدد ساعات العمل المهني أو على عدد الموظفين في نفس الفترة الزمنية، ويلاحظ هناك اختلاف وحدات القياس يمكن أن يؤدي إلى اختلاف نتيجة تقييم الأداء المهني، ومن خلال مقارنة قياس إنتاجية العمل بالمؤسسة المهنية وفقاً لعدد الموظفين يكون نفس النتائج، أما إذا قمنا باستخدام عدد ساعات العمل المهني عوض عدد الموظفين فنحصل على نتائج مختلفة باعتبار أن عدد ساعات العمل المهني يساوي عدد أيام العمل المهني وعدد الموظفين.

ومنها تعتبر الإنتاجية المهنية الزمنية للعمل من افضا الأساليب التي تتجه إلى الإنتاجية المتوسطة للعمل لكل موظف مهني ويعتبر هذا دليل واضح على أن هذه الطريقة تتميز بدقة النتائج المحصل عليها، إذ أنها تعتمد على بيانات محاسبية تعبر عن العمليات المهنية التي تمت خلال الفترة التي يجري فيها القياس المهني.

وسائل قياس الكفاءة الإنتاجية:

حتى يسهل على الإدارة المهنية في المؤسسة المهنية القيام بتحديد صحيح ومتقن لمستوى الكفاءة الإنتاجية للموظف المهني، فإنها تستخدم في ذلك وسائل خاصة لهذا الغرض، وتنقسم هذه الوسائل إلى مباشرة وتقيس أداء الموظف المهني  أثناء العمل، وأخرى غير مباشرة تتم بقياس الجانب البعيد نسبياً عن حركة و أداء الموظف المهني أثناء العملية الإنتاجية، لكن رغم اختلاف دور كل منهما فانهما في نفس الوقت متكاملين ويساعدان في تحديد سليم ودقيق للكفاءة الإنتاجية للعمل عن طريق ربط كل من النتائج التي يقررها كل منهما، وتتمثل وسائل قياس الكفاءة الإنتاجية من خلال ما يلي:

1- الوسائل المباشرة: تعمل وسائل القياس المباشرة على إعطاء نتائج جهود الموظفين عن طريق مقارنة ما يقومون به من أعمال بالمعايير القياسية المطلوبة في هذه المهام المهنية زيادة على ذلك، تقوم وسائل القياس المباشرة بقياس الوقت المستغرق في إتمام الأداء المهني، وتكلفة العمل، وتكلفة الوقت الضائع، والأداء المهني الضائع، وكل ماله صلة بالعمل المهني، وجدير بالذكر أن النتائج التي تفرزها وسائل القياس المباشرة يجب أن تدرس وتحلل وتقيم من قبل الجهة المختصة بالقياس؛ لتزويد الإدارة المهنية بكافة المعلومات المهنية التي تلزم للحكم على الكفاءة الإنتاجية الحالية للموظفين، ولمعرفة مواضع القوة أو الضعف في أداء الموظفين، وعلى هذا الأساس تتحد كفية وقدرة وسائل القياس في إبراز الصورة سليمة ومبسطة أمام الإدارة، الشيء الذي يساعد في تقييم أداء الموظفين بطريقة سليمة، ومنها فقد نتعرف على أن الوسائل المباشرة لمعرفة حجم الكفاءة الإنتاجية هي الوسائل التي تقيس الأداء المهني الفعلي للموظف المهني أو لمجموعة من الموظفين أثناء تأديتهم للعمل.

من خلالها يمكن الحكم على جودة عمل الموظفين، بحيث تقيس وتشرف على الأداء المهني الحالي للموظف المهني سواء أكان على الأجهزة أو في مكان العمل، بعيداً عن المؤثرات الخارجية، مثل المواقف الاجتماعية للموظف المهني التي قد تؤثر على حقيقة الأداء المهني الفعلي للموظف المهني.

من إيجابيات هذه الوسيلة تحديد الفراغ بين الأداء المهني الحالي والقياس للموظفين، باعتبار أن الدرجات القياسية هي الممثلة لمستوى الكفاءة الإنتاجية، مما يسمح للإدارة المهنية بإعطاء حكم سليم على الأداء المهني الفعلي للموظفين، وما يؤخذ على هذه الوسيلة هو إعطاؤها رقم شامل يحدد ما إذا كان الانحراف سالب أو موجب، ولمعرفة ذلك لا بد من الرجوع إلى الجداول الأصلية إلا أن ذلك لا يمنع من اعتبار هذه الوسيلة من أكثر الوسائل نفعا للإدارة اتخاذها للقرارات المهنية الرشيدة.

2- الوسائل غير المباشرة: تهتم بقياس الجانب البعيد نسبياً عن السلوكيات والأداء المهني للموظف المهني، بحيث تقوم بقياس وتقرير الأرقام الإجمالية وليس تفاصيل مكونات هذه الأرقام، كما تهتم بالظواهر البشرية مثل ظاهرة التغيب المهني، التأخر عن العمل المهني، الروح المعنوية وغيرها، ولكي يتم عملية القياس بفعالية لا بد من للجوء إلى الوسائل غير المباشرة المتعلقة بالتكلفة التي تحدد عناصر المصروفات وتقابلها ببعضها البعض لمعرفة مدى كفاءة الإدارة المهنية في استخدامها للموارد المتاحة كما يتطلب الأمر استخدام الوسائل غير المباشرة المتعلقة بالإنتاج والعمل المهني وتهدف للوصول إلى تقييم سليم للكفاءة الإنتاجية للموظفين.

يمكن جمع هذه الوسائل في ثلاث فئات، تضم كل فئة نوع معين من المعلومات، فالأولى ترتبط بالإنتاج والأخرى تخص التكلفة والثالثة تتعلق بالموظفين، تختص هذه الوسائل بالكفاءة الإنتاجية للعمل انطلاقاً من دراسة المعلومات الخاصة بالإنتاج التي تظهر في سجلات الإنتاج والحسابات الختامية، في نهاية كل فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن سنة كما تبين النتائج المتعلقة بالرقابة على جودة الإنتاج للتعرف على كفاءة الأداء المهني.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.


شارك المقالة: