ألعاب وأنشطة التفكير النقدي في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


التفكير الناقد:

من وجهة نظر العديد من المعلمين، إن مهارات التفكير النقدي مفيدة ليس فقط في مجال العلوم ولكن أيضًا في مجموعة متعددة ومتنوعة من المجالات الأخرى، وإذا قام المعلم التربوي على تطويره وإتقانه بشكل مبكر، فان ذلك سوف يكون من الأسهل كتابة الأوراق التعليمية، حيث أن المعلمين التربويين الذين يفكرون بشكل نقدي يملكون القدرة على رؤية الأشياء من وجهات نظر متعددة ومتنوعة، وعادة لا يكونون متحيزين ويتجنبون التحيز في اتخاذ القرار، فهذه هي الطريقة التي يجب أن يفكر بها العلماء أثناء دراستهم.

حيث أن هذه المهارة تساعد المعلم التربوي على تحليل المعلومات بحكمة وإجراء استنتاجات صحيحة وإيجابية، ويساعد أيضًا على أن يكون المعلم متشككًا عندما يعمل بمعلومات غير مثبتة ومشبوهة، ولهذا السبب يحاول المعلم التربوي على تطوير هذه المهارات فيه.

ألعاب وأنشطة التفكير النقدي:

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الألعاب والأنشطة التي يحتوي عليها التفكير الناقد، وتتمثل هذه الألعاب من خلال ما يلي:

معرفة واكتشاف الطالب أين يقف: عند تفكير المعلم التربوي نحو موقفه من القضايا، فمن المهم أن يدرك أن الأمور لا يجب أن تكون دائمًا لعبة محصلتها صفر، ولا يجب أن تكون هي كل الأشياء أو أن تكون لا شيء، حيث يحتاج الطلاب إلى معرفة أن الآراء يمكن أن تكون دقيقة وأنه غالبًا ما يوجد مجموعة متنوعة ومتعددة من الآراء حول أي قضية معينة. في هذا النشاط ينبغي القيام على أعطاء الطلاب مسألة مثيرة للجدل من أجل النظر فيها، وتعيّن الأشخاص المتطرفين في المسألة إلى طرفي نقيض من الفصل الدراسي والإيعاز للطلاب من أجل القيام على ترتيب أنفسهم على طول سلسلة متصلة بناءً على مدى قوة شعورهم تجاه المشكلة.

وسوف يحتاجون على الأرجح إلى المشاركة في بعض المحادثات ذات التدفق الحر من أجل معرفة ذلك، وسوف يساعد تعيين حد زمني على ضمان عدم استمرار هذه المناقشة إلى ما لا نهاية.

القيام على رسم تشبيه وعمل روابط جانبية: تشجع هذه اللعبة الطلاب على التفكير بشكل إبداعي وغير مباشر في فكرة أو موضوع ويمكن استخدامها عمليًا في أي سياق، ويشجع الطلاب على إجراء مقارنات بين الأشياء التي تبدو غير مترابطة من خلال تحليل كل من المفاهيم الأساسية التي قد تربطهم ببعضهم البعض بطريقة أو بأخرى، وبغض النظر عن مدى ضعفها.

بحيث ينبغي على المعلم التربوي البدء بطرح سؤال إبداعي على الطلاب وذلك بناءً على الموضوع أو الفكرة التي يقوم المعلم التربوي على اكتشافها معًا في الفصل الدراسي، ويجب أن يتبع المعلم تنسيق هذه الأسئلة عن كثب نمطًا مشابهًا للأمثلة التالية: هل تربية الطالب مثل بناء منزل؟ كيف يشبه رف الكتب صندوق الغداء؟ وغيرها.

كلما كانت العناصر الأكثر إبداعًا في كل سؤال، زادت صعوبة قيام الطلاب بعمل روابط بين الاثنين، ويمكن أن تولد هذه اللعبة بعض الاستجابات المثيرة للاهتمام ويسهل تمييزها للطلاب من جميع المراحل العمرية، وقد يستمتع الطلاب الأصغر سنًا بصيغة سؤال أبسط مثل الرائحة هي الأنف كما البصر هو العين، حيث تكون الروابط بين العناصر أكثر وضوحًا.

بالنسبة للطلاب الأكبر سنًا، على المعلم التربوي تذكر أيضًا أنه عند القيام على إعداد ووضع الأسئلة، لا يجب أن تكون الروابط بين العناصر المختلفة واضحة في الواقع، بقدر ما تشعر بالقلق ليس من الضروري وجودهم هذا مخصص للطلاب للاستكشاف والإبداع.

قيام المعلم التربوي على بناء مهارات التفكير النقدي باستخدام ألعاب التفكير: تعتبر ألعاب التفكير متعة كبيرة وطريقة ممتعة لملء بضع دقائق من وقت الفصل الدراسي، ولكنها توفر أيضًا تمرينًا رائعًا لقدرات التفكير النقدي لدى الطلاب، وعلى الرغم من أنها غالبًا ما تستند إلى أماكن غير متوقعة، إلا أن المهارات المكتسبة في حلها يمكن أن يكون لها تطبيقات واقعية.

ينبغي على المعلم رؤية كيف يعمل هذا، والطلب من الطلاب الدعابة التالية على سبيل المثال، قد ترغب في تعيين حد زمني والطلب منهم كتابة إجاباتهم لممارسة بعض الضغط الإضافي على الدعابة التالية:

“يجلس الديك في حظيرة ويواجه جهة الغرب، حيث تهب الرياح شرقاً بسرعة 15 كيلو متراً في الساعة، وإن الديك يضع بيضة، ما هو الاتجاه الأساسي الذي تدور فيه البيضة؟” الجواب بالطبع هو أنه لا يوجد بيضة، حيث أن الديوك ذكور وبالتالي لا يمكنها وضع البيض.

إن أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الطلاب يخطئون في هذه الجملة التشويقية البسيطة هو أنه على الرغم من معرفة أن الديك هو ذكر دجاجة، إلا أنهم يتجاهلونها بسبب الطابع غير الرسمي الذي تم إلقاؤه في الدعابة. والسبب الآخر هو التوجيه الخاطئ الناجم عن التفاصيل الدقيقة للغاية في المقدمة، ومن المرجح أن يولي الطلاب اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل مثل سرعة الرياح واتجاهها واتجاه الديك.

حيث أن كل هذه التفاصيل غير ذات الصلة تصرف انتباه الطلاب عن حقيقة أن المعلومات الوحيدة المطلوبة لحل هذه الجملة المحفزة يتم توفيرها بالفعل من خلال الكلمة الثانية من اللغز.

هناك العديد من ألعاب التفكير متاحة على الشبكة العنكبوتية، وتعمل على إتاحة المجال أمام المعلم التربوي على دمجها في الدروس والحصص الدراسية للطلاب فرصًا لصقل مهارات التفكير النقدي لديهم عن طريق فرز التفاصيل التي لها علاقة مرتبطة بالموضوع من التفاصيل التي لا يوجد بينهما اي علاقة ارتباط وتشجيع الطلاب على تحليل التفاصيل ذات الصلة المقدمة عن كثب.

المعلم كمفكر وناقد:

يجب أن يكون المعلم التربوي هو شخص مفكر ناقد يتعلق أكثر بكثير بتطوير عادات التفكير النقدي المتسقة في نهج للأفكار والآراء.

ومن أجل مساعدة الطلاب على تطوير هذه العادات، تأكد من تشجيع الفضول الفكري في الفصل الدراسي، والطلب من الطلاب فحص افتراضاتهم وتقييمها في ضوء الآراء المتعارضة والأدلة المتاحة.

انّ قيام المعلم التربوي على  خلق الفرص في الدروس من أجل استكشاف الإعلانات وحتى البيانات السياسية معًا، ومحاربة الرغبة في نقل المعتقدات والتحيزان لصالح السماح للطلاب بتحديد مصداقية المصادر من تلقاء أنفسهم، وقيام المعلم على تشجيع الطلاب على استخلاص استنتاجاتهم الخاصة بهم.

الإصرار من قبل المعلم بشكل مستمر على أن يقدم الطلاب أدلة لدعم استنتاجاتهم عندما يعبرون عن آرائهم في المناقشات الصفية، ومع مضي الوقت سوف تعلم عادة التفكير النقدي كيفية تعامل الطلاب مع أي معلومات جديدة يصادفونها، وهذا سوف يجعلهم أكثر قدرة على التفكير بشكل واضح ومنهجي وأكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم بشكل متماسك أيضًا.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: