أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمكن لكل من علماء النفس المهتمين أو المنتقدين لمفهوم المعضلات الأخلاقية تقديم تفسير عن سبب تجربة العملاء الذين يواجهون الصراعات الأخلاقية بشكل مناسب من خلال مشاعر أخلاقية سلبية، ولكن هناك مجموعة معقدة من القضايا المتعلقة بالعلاقة بين الصراعات الأخلاقية والعواطف الأخلاقية، ولا يمكن تحقيق العدالة لها إلا من خلال معرفة أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس.

أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس

في الأدبيات النفسية المتعلقة بالمعضلات الأخلاقية، من الشائع التمييز بين أنواع متباينة من هذه المعضلات، حيث أوجد كل من علماء النفس المؤيدين للمعضلات الأخلاقية والمنتقدين لها العديد من الأشكال للمعضلات الأخلاقية مع إيجاد الفروق بين كل هذه الأنواع، قد يميز مؤيدو المعضلات بين معضلات أخلاقية من النوع الذي تعتقد أن جميع الصعوبات الأخلاقية يمكن مواجهتها، وهذا أمر مفهوم؛ لأن الصعوبات الأخلاقية يمكن مواجهتها.

وهناك بعض المعضلات الأخلاقية الواقعية فقد يميز معارضو المعضلات الأخلاقية بين معضلات من أنواع متباينة ورسالتهم هي الاعتقاد بأن هناك معضلات أخلاقية واقعية أكثر، وبالنظر إلى بعض الحقائق يمكن أن رؤية أن المظاهر يمكن تفسيرها من خلال وجود الصراعات الأخلاقية ومنها فهي ليست معضلات حقيقية.

هناك العديد من المعضلات الأخلاقية التي قد تميز بين الصعوبات المعرفية وصعوبات الظواهر ما وراء الطبيعية، حيث يتضمن الشكل الأول منها الذي يميز الصعوبات المعرفية في تعارض بين اثنين أو أكثر من المتطلبات الأخلاقية ولا يعرف الوكيل أي من المتطلبات المتضاربة التي لها الأسبقية في موقفها، حيث يقر الجميع بأنه يمكن أن تكون هناك حالات يكون فيها أحد المتطلبات له الأولوية على الآخر الذي يتعارض معه.

على الرغم من أنه في الوقت الذي يُطلب فيه اتخاذ إجراء، يصعب على الوكيل تحديد المتطلبات السائدة، هذه الصعوبات تميز بين اثنين أو أكثر من المتطلبات الأخلاقية، ولا يتم تعدي وإهمال أي منهما؛ هذا ليس ببساطة لأن الوكيل لا يعرف ما هو الواجب الأقوى لا غير، حيث أن المعضلات الأخلاقية الواقعية إن وجدت تكون وجودية، ومنها نجد الاعتراف من علماء النفس المهتمين والمعاكسين للمعضلات الأخلاقية بوجود صعوبات ومشاكل معرفية.

يمكن أن تكون هناك معضلات أخلاقية واقعية فقط إذا لم يتم تعدي أي من المتطلبات المتضاربة، حيث رأى بعض علماء النفس أنه يمكن تعدي جميع المبادئ الأخلاقية في ظروف معينة، يوفر هذا إطارًا جذابًا لمنتقدي المعضلات ليتبناه، ولكن إذا كان لا يمكن تعدي بعض المتطلبات الأخلاقية إذا كان يتمسك بها بشكل مطلق فسيكون من الأسهل على المهتمين في المعضلات طرح قضيتهم.

المتطلبات الأخلاقية لأنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس

ميزت العالمة والاستاذة ليزا تيسمان بين المتطلبات الأخلاقية القابلة للتفاوض وغير القابلة للتفاوض الخاصة بجميع أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس، حيث أنه من المتطلبات الأخلاقية القابلة للتفاوض الأولى إذا لم تكن راضية، يمكن تعويضها بشكل كافٍ أو موازنة بعض السلع الأخرى، بينما المتطلبات الأخلاقية غير القابلة للتفاوض إذا تم انتهاكها تنتج تكلفة لا ينبغي لأحد تحملها، ولا يمكن موازنة مثل هذا الانتهاك بأي فوائد.

إذا كانت المتطلبات الأخلاقية غير القابلة للتفاوض يمكن أن تتعارض ويقول تيسمان إنها تستطيع فإن هذه المواقف ستكون معضلات حقيقية وسيخفق العملاء الذين يواجهونها حتماً أخلاقياً، حيث أنه قد يبدو أنه إذا كان هناك أكثر من مبدأ أخلاقي واحد صالح تمامًا، فلا بد أن المعضلات الأخلاقية ممكنة.

ومع ذلك يجادل العالم آلان دوناجان ضد هذا وهو يؤكد أن القواعد الأخلاقية ثابتة تمامًا، ويتم احتساب الاستثناءات الظاهرة؛ لأن الشروط الضمنية مبنية في كل قاعدة أخلاقية، لذا حتى لو لم يكن بالإمكان تجاوز بعض المتطلبات الأخلاقية، فإن وجود المعضلات قد يظل سؤالًا مفتوحًا، قد يبدو أنه إذا كان هناك أكثر من مبدأ أخلاقي واحد صالح تمامًا، فلا بد أن المعضلات الأخلاقية ممكنة.

المعضلات الأخلاقية المفروضة على الذات والمعضلات المفروضة على الفاعل

يمكن التمييز بين أنواع مختلفة من المعضلات الأخلاقية مثل التمييز بين المعضلات الأخلاقية المفروضة على الذات والمعضلات المفروضة على الفاعل، حيث تنشأ نزاعات من النوع السابق بسبب خطأ العميل نفسه إذا قدم أحد الوكلاء وعدين كان يعلم أنهما متعارضان، فعندئذ من خلال أفعاله خلق موقفًا لا يستطيع فيه الوفاء بكلا من متطلباته.

على النقيض من ذلك فإن المعضلات التي يفرضها العالم أو غيره من الوكلاء على الوكيل لا تنشأ بسبب خطأ الفاعل، بالنسبة لمؤيدي المعضلات فإن هذا التمييز ليس بهذه الأهمية، لكن بين معارضي المعضلات هناك خلاف حول ما إذا كان التمييز مهمًا، حيث يعتقد بعض هؤلاء المعارضين أن المعضلات المفروضة على الذات ممكنة لكن وجودها لا يشير إلى أي عيوب عميقة في النظرية الأخلاقية.

تخبر النظرية الأخلاقية الوكلاء كيف يجب أن يتصرفوا ولكن إذا انتهك الوكلاء الأعراف الأخلاقية، فبالطبع يمكن أن تنحرف الأمور، ومنها ينكر خصوم آخرين أنه حتى المعضلات المفروضة على الذات ممكنة، ويجادلون بأن النظرية الأخلاقية المناسبة يجب أن تخبر الوكلاء بما يجب عليهم فعله في ظروفهم الحالية، بغض النظر عن كيفية نشوء تلك الظروف.

معضلات الأخلاق الإلزامية ومعضلات الحظر

هناك فرق آخر بين معضلات الالتزام ومعضلات الحظر في المعضلات الأخلاقية، حيث تعتبر معضلات الالتزام هي الحالات التي يكون فيها أكثر من إجراء ممكن واحد واجب، بينما تشمل معضلات الحظر الحالات التي تحظر فيها جميع الإجراءات الممكنة، ومنها يجادل البعض بأن المبادئ المعقولة للمنطق الواجب قد تجعل معضلات الالتزام مستحيلة، لكنها لا تستبعد إمكانية وجود معضلات الحظر.

معضلات أخلاقية لتعدد الأشخاص ومعضلات الوكيل الفردي

كما يتم وصف المعضلات الأخلاقية عادة فإنها تنطوي على عامل واحد، حيث أنه يجب على الوكيل مع مراعاة كل الأشياء القيام بهذا العامل، وكل الأشياء التي تم أخذها في الاعتبار للقيام بها، وهي لا تستطيع أن تفعل كلا الأمرين، ولكن يمكننا التمييز بين معضلات تعدد الأشخاص ومعضلات الوكيل الفردي، حيث تمثل قضية الشخصين معضلات متعددة الأشخاص.

قد سميت معضلات تعدد الأشخاص الصراعات الأخلاقية بين الأشخاص، حيث تكون مثل هذه الصراعات أكثر إثارة للقلق من الناحية النظرية إذا كان نفس النظام الأخلاقي أو النظرية يولد التزامات متضاربة، وتظل النظرية التي تستبعد المعضلات الأخلاقية أحادية الوكيل موجهة بشكل فريد للعمل لكل وكيل، ولكن إذا كانت هذه النظرية نفسها لا تستبعد إمكانية حدوث صراعات أخلاقية بين الأشخاص، فلن يتمكن جميع الفاعلين من النجاح في الوفاء بالتزاماتهم بغض النظر عن مدى حماسهم أو محاولتهم الجادة.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس تتمثل بالعديد من الأشكال المتضاربة والتي تتمثل بالفروق المتعددة فيما بينها.

2- تتمثل أنواع المعضلات الأخلاقية في علم النفس في التمييز بين معضلات الذات ومعضلات الفاعل.

3- تتمثل في التمييز بين المعضلات الفردية والمعضلات الجماعية.

4- التمييز بين المضلات الواجبة وغير الواجبة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: