أنواع محتويات التصور في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل محتويات التصور في علم النفس من خلال طريقتين أحدهما تعتمد المعتقدات والثانية ترفض المعتقدات، وأيًا كان النهجان المتبعان فإن القيد الأساسي على محتويات التجربة في التصور هو أنها يجب أن تعكس الحدس حول متى تكون التجارب دقيقة أو غير دقيقة، وأن المحتويات يجب أن تكون مناسبة لظواهرها أي اقتراح لمحتويات تجربة معينة يجب أن يعكس بطريقة ما التجربة الحسية.

أنواع محتويات التصور في علم النفس

فكرة الكفاية الهائلة في محتويات التصور في علم النفس لها قوة حدسية كبيرة، غالبًا ما يتم الدفاع عنها من خلال نظريات محتويات التجربة للتصور على أساس أنها تنصف الظواهر، أو يتم انتقادهم على أساس أنهم فهموا الظواهر بشكل خاطئ، ومنها تفترض هذه النداءات أن محتويات التصور يجب أن تعكس بطريقة ما التجربة الحسية.

من خلال هذه الأفكار والطرق التي تتم بها عملية وتجارب التصور يستعرض علماء النفس النظريات الرئيسية حول أنواع محتويات التصور في علم النفس، والتي يمكن توضيحها من خلال ما يلي:

1- المحتويات الفردية

يدافع بعض علماء النفس وفلاسفة اللغة عن وجهة النظر القائلة بأن نطق صيغة محددة، حيث هذه الصيغة هي اسم مناسب عادي، ويعبر عن محتوى افتراضي منظم يتكون من الإحالة إلى الاسم والملكية التي يعبر عنها المسند، حيث تُعرف المحتويات التي تتكون من مراجع للمصطلحات والخصائص الفردية التي يتم التعبير عنها بواسطة المسندات باسم المحتويات الفردية.

في وقت ما دافع العالم بيرتراند راسل عن وجهة النظر القائلة بأن المصطلحات المفردة تساهم فقط في إحالاتها إلى الافتراض الذي تعبر عنه الجمل التي تحدث فيها أو بعض أقوال مثل هذه الجمل، حيث يستخدم راسل اسم العلم العادي في محتويات التصور في علم النفس، لكن راسل نفسه اعتقد أن مثل هذه الأسماء لم تكن مصطلحات فردية حقيقية، ونفى أن تكون الأشياء العامة قد دخلت المحتوى الفردي.

تسمى هذه المحتويات أيضًا محتويات فردية؛ لأنها تتضمن الإحالة إلى مصطلح فردي بحد ذاته بدلاً من وصف ينتقي أشياء مختلفة اعتمادًا على الشيء الذي يرضيه في العالم.

تقول إحدى أبسط النظريات لمحتويات التصور أن التجارب لها محتويات فردية، وأن هذه المحتويات تتكون من الأشياء ذاتها التي يبدو أن لها خصائص معينة والخصائص ذاتها التي يبدو أنها تمتلكها، على سبيل المثال إذا كان لدى المرء تجربة بصرية تمثل مكعبًا أحمر، فإن محتويات التجربة في هذا العرض ستكون الاقتراح المنظم الذي يحتوي على الكائن الذي يراه المرء والذي يشبه المكعب الأحمر وخاصية كونه مكعبًا أحمر.

تتضمن أقوى المحتويات الفردية في محتويات التصور في علم النفس كلاً من الأشياء والخصائص، فمن الناحية العملية قد يتضمن المحتوى الفردي للتجربة المرئية المعقدة عددًا من الكائنات المختلفة التي لها اقتران من خصائص مختلفة، وخصائص الموقع وخصائص الشكل وخصائص اللون وما إلى ذلك.

2- محتويات العوالم الممكنة

تقول نظرية بسيطة أن محتويات التصور في علم النفس عبارة عن مجموعات من العوالم المحتملة حيث تبدو الأشياء كما تبدو في التجربة، على سبيل المثال إذا كان لدى المرء تجربة بصرية تمثل مكعبًا أحمر فستكون محتويات التجربة في هذا العرض عبارة عن مجموعة من العوالم المحتملة التي يوجد فيها بالفعل مكعب أحمر أمامه، أو ربما قد تكون مجموعة من العوالم المحتملة التي يكون فيها المكعب ذاته الذي هو في الواقع أمامه أحمر.

الفكرة المركزية وراء هذا الرأي هي أنه لتمثيل موقف محدد سواء في اللغة أو في الفكر أو في التجربة هو التمييز بين طريقتين قد يكوّن العالم أولاً الطرق التي قد يكون عليها العالم إذا حصل الوضع بالفعل، أن هذه تشمل العالم الفعلي، وثانيًا الطرق التي قد يكون بها العالم إذا لم يتم الحصول على الوضع.

تتعلق إحدى المشكلات المحتملة في محتويات العوالم المحتملة في محتويات التصور في علم النفس بالتجارب التي تمثل مشاهد مستحيلة، مثل المحتويات المتناقضة الذي يأتي من وهم الشلال عندما ينظر المرء إلى جسم ثابت بعد النظر إلى شلال، يبدو أن الجسم يتحرك، ومع ذلك يبدو أنه يظل ثابتًا بالنسبة لخلفيته.

على الرغم من أن الجميع يبدو أنهم يمثلون كلاً من أن شيئًا ما يتحرك وأن الشيء نفسه لا يتحرك، إلا أنهم يمثلون مشاهد أكثر تحديدًا أيضًا وهذه التفاصيل تختلف بوضوح، يبدو أن محتويات العوالم المحتملة في محتويات التصور في علم النفس لا يمكن أن تعكس هذه الاختلافات؛ نظرًا لأن مجموعة العوالم الممكنة التي تكون فيها الأشياء كما تمثلها التجربة هي المجموعة الفارغة، فإن الرأي القائل بأن المحتويات الوحيدة للتجربة هي عوالم محتملة ستطرح نفس المحتوى.

3- محتويات الأنماط

تقول نظرية ثالثة أن محتويات التصور في علم النفس تتكون من أنماط لعرض الأشياء والخصائص، بدلاً من الأشياء والخصائص نفسها، حيث أن الميزة الرئيسية لأنماط العرض في طريقة العرض هذه هي أن كائنًا واحدًا أو خاصية واحدة يمكن أن يكون لها أوضاع عرض متعددة.

يتم تحفيز نظرية محتويات الأنماط في محتويات التصور في علم النفس جزئيًا من خلال نفس الاعتبارات التي تحفز وجهات النظر المماثلة في فلسفة اللغة، حيث يتضمن النوع الرئيسي من الأمثلة في فلسفة اللغة زوجًا من الجمل والتي هي نفسها باستثناء احتوائها على مصطلحات مختلفة تشير إلى نفس الشيء أو تشير إليه الشيء.

افتراض أن أحد الفاعلين يقبل بعقلانية إحدى هذه الجمل بينما يرفض الآخر بعقلانية أو يظل محايدًا، بعد ذلك يُقال على الرغم من أن الجمل لا يمكن أن تختلف في قيمتها الحقيقية، يجب أن تلعب أدوارًا مختلفة في استدلال الموضوع، حيث يرى منظرو محتويات الأنماط أن هناك جانبًا من المعنى يرتبط بالدور المعرفي بهذه الطريقة.

من المفترض أن تلعب محتويات الأنماط نفس الدور وبالتالي يتم تحفيزها من خلال الحالات التي لها نفس البنية، هذا النوع من الحالات من خلال التأكيد على أن التجارب تحتوي على أوضاع مختلفة لعرض المواقف المختلفة في تجربة التصور وعملية الإدراك.

4- محتويات الفهرسة

يبدو أن العديد من التجارب ذات المحتوى تحتوي على محتويات يجب تحديدها باستخدام الفهرس وعبارات مثل هناك وإلى اليسار وهنا وأمامي أو خلفي وهكذا، على سبيل المثال يبدو أن بعض التجارب السمعية تقدم أصواتًا على أنها قادمة من اتجاه متعلق بالأذنين، ويبدو أن بعض تجارب التحفيز التحسسي تقدم أحاسيس الضغط كما هي موجودة في أجزاء معينة من الجسم.

في محتويات الفهرسة في محتويات التصور في علم النفس يبدو أن التجارب المرئية تقدم الأشياء في مواقع متعلقة بالعيون وبقية الجسم، بشكل عام تقدم التجارب المليئة بالمحتوى العالم من منظور الموضوع في كل من المكان والزمان، فإذا حاول المرء أن يميز الجانب المنظوري للمحتويات في اللغة، فسيكون من الطبيعي استخدام التعبيرات الفهرسة للخصائص المكانية وللموضوع نفسه.

وفي النهاية نجد أن:

1- أنواع محتويات التصور في علم النفس جاءت من خلال وضع العلماء للعديد من النظريات التابعة للطرق التي تتبع المعتقدات أو التي ترفضها في تجارب التصور.

2- تتمثل أنواع محتويات التصور في علم النفس من خلال المحتويات الفردية، ومحتويات العوالم الممكنة، ومحتويات الأنماط، والختام مع محتويات الفهرسة.

المصدر: ظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: