أهمية الفصل الدراسي الإيجابي في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


الفصل الدراسي الإيجابي في التدريس التربوي:

إنّ بيئة الفصل الدراسي الإيجابي من المعايير الضرورية التي لها دور كبير ومؤثر على عملية تعلم الطلاب خلال العملية التعليمية، ويكون الفصل الدراسي المثالي في حال نظر الطلاب إلى الفصول الدراسية على أنّها داعمة لهم وبشكل إيجابي، وهو المكان الذي يشعر الطلاب فيه بالأمن والطمأنينة.

حيث أنّ العملية التعليمية والتربوية الإيجابية هي جزء لا يمكن الاستغناء عنه في العملية التعليمية، حيث أنّ الطالب يشعر بالراحة فيها، وهي مكان تنمو وتتطور فيه العلاقات السليمة مع الأصدقاء والمعلمين، وتصبح عملية التعلم عملية سهلة على الطلاب ويتكيفون معها ويتطلعون إليها.

ولتحقيق هذه البيئة يحتاج الطلاب الصغار إلى الرعاية بالحب والرعاية والدعم، وكما يعلم الجميع اليوم يتضمن التعلم في المدرسة أكثر من مجرد التعرض للمعلومات وتعيين المحتوى، حيث أثبتت الأبحاث أنّ الطلاب يمتصون كل ما يلاحظونه من حولهم وأنهم يتعلمون بشكل أفضل عندما يشعرون بالراحة الكافية لاستكشاف بيئتهم.

في بيئة إيجابية وفعالة يُظهر الطلاب طبيعتهم الفضوليّة الأصيلة ويرسمون العالم بضربات الفرشاة الفريدة والفردية، وتعتبر بيئة الفصل الدراسي الإيجابية من الأمور الضرورية لأنها تعمل على تمكين الطلاب من أن يكونوا أشخاص مستفسرين ومستكشفين وقادة حقيقيين لتعلمهم.

والبيئة التعليمية والتربوية الإيجابية هي حيث يملك فيها الطلاب القدرة على العمل كفريق واحد والاحتفال بإنجازات الجميع مع بعض والتعلم من الأخطاء الحاصلة، وإنّها تعمل على تعزيز قدرة الطلاب على التعلم.

حيث أنّ هناك عدد قليل من العوامل التي تساهم في جعل بيئة تعليمية إيجابية وتتمثل هذه العوامل من خلال ما يلي:

  • تموين ثقافة علمية داعمة للطلاب.
  • تشجيع عملية مشاركة الطالب في كل الأنشطة.
  • يمكن جعل الفصول الدراسية جذابة بصريًا وذلك عن طريق اللجوء إلى  استعمال الألوان الزاهية على جدران البيئة التعليمية، ووضع أعمال الطلاب على لوحات الإعلانات وملصقات التعلم الموضوعي.
  •  ترتيب مقاعد الفصل الدراسي، بحيث يمكن للطلاب من التعلم بصورة فردية، والمشاركة بشكل جماعي ونشط.

ينبغي على المعلم التربوي أن يضع في اعتباره أن الفصل الدراسي هو المنزل الثاني للطالب، وعلى ذلك ينبغي عليه بذل الجهد من أجل جعل الطلاب يشعرون بالراحة قدر المستطاع، وينبغي على المعلم التربوي أن يسعى إلى إنشاء بيئة أكثر ملاءمة ومناسبة لتعلم ومشاركة الطلاب.

عندما يرعى التوعية ثقافة تعلم إيجابية من المرجح أن يكتسب المتعلمون حافزًا أعلى يؤدي إلى نتائج تعليمية رائعة، ويمكن للمدارس أن ترفع من تحصيل الطلاب من خلال تحسين بيئات التعلم الخاصة بهم.

أهمية الفصل الدراسي الإيجابي في التدريس التربوي:

توفر مثل هذه البيئة محتوى ذي صلة وأهدافًا تعليمية واضحة وردود فعل وفرصًا من أجل القيام على بناء المهارات الاجتماعية واستراتيجيات لمساعدة الطلاب على النجاح.

ويعلم جميع المعلمين العوامل التي يمكن أن تهدد بيئة الفصل الدراسي الإيجابية، والمشكلات التي يجلبها الطالب من المنزل، ونقص الحافز بين الطلاب الذين تمّ استنباط حبهم للتعلم منهم مباشرة، والضغوط الناتجة عن الاختبار وغيرها، بحيث لا يمكن للمعلم التربوي التحكم في كل هذه العوامل ولكن ينبغي التمكن من تنفيذ بعض الاستراتيجيات البسيطة من أجل الوقاية من آثارها السلبية.

ويمكن للمعلم تعزيز التعلم الفعال وتحويل تجربة الطلاب كل يوم من خلال تسخير قوة المشاعر، وفي حال كان يعترض بالفعل على أنه ليس لديه وقت لمثل هذا النوع من الأشياء.

ينتج عن خلق بيئة إيجابية تأثير مضاعف قوي يعزز التعلم باستمرار، وعندما يتمكن الطلاب من رؤية الفكاهة في أخطائهم والاحتفال بنجاحهم والشعور بالتمكين كعوامل تغيير، فإنّهم سيشاركون بنشاط في التعلم وبالتالي يتعلمون بشكل أكثر فعالية بعيدا عن الحلول الواعدة سهلة ونتائج فورية، فإنّ هذه الاستراتيجيات زيادة قدرة الطلاب على تحمل مشقة التي تأتي مع العمل الجاد، والقبول بأنّ هناك لا توجد إجابات سهلة فقط التفكير النقدي والمثابرة يقودان الطريق إلى الإتقان.

بيئة تعلم إيجابية هي واحدة من أكثر العناصر الحاسمة من الفصول الدراسية التثقيف الصحي القائم على المهارات، ويتم إنشاء بيئة تعليمية إيجابية عندما تقدر التدريس والتعلم التشاركيين وعندما تكون هناك ثقة وعلاقة بين الطلاب وبينك وبين الطلاب.

لتأسيس الثقة التي تؤدي إلى المشاركة الحقيقية والمشاركة في التعلم يحتاج أولاً إلى تمهيد الطريق من خلال إنشاء بيئة دراسية يشعر فيها جميع الطلاب بالتقدير والأمان والدعم.

يبدأ إنشاء بيئة تعليمية إيجابية بالتأمل الذاتي للمعلم، ويستمر بالتخطيط ومن ثم يكون مستمرًا وديناميكيًا أثناء تنفيذ المنهج، وأنّ الحفاظ على بيئة تعليمية إيجابية هو عمل مستمر، ويجب أن يفكر المعلم التربوي دائمًا في كيفية الحفاظ على بيئة تعليمية إيجابية ويجب أن تفكر في كيفية إدراك الطلاب لبيئة التعلم.

كما هو الحال مع تطوير المناهج الدراسية تتطلب بيئة التعلم الإيجابية التخطيط والتفكير، ومن المهم مراقبة استراتيجيات التدريس وتكييفها باستمرار لتلبية الاحتياجات المتغيرة للطلاب، حيث انه لا يوجد طالبان متماثلان ولا يوجد فصلان متماثلان.

يجب أن يكون المدرس على دراية بالفروقات في الفصل الدراسي على سبيل المثال الشخصيات والديناميكيات والاهتمامات ونقاط القوة وأنماط التعلم، والقيام على وتعديل استراتيجيات التدريس من أجل تلبية احتياجات الطلاب.

ووضع المعلم التربوي في اعتباره أيضًا أن احتياجات الطلاب يمكن أن تتغير خلال فصل دراسي أو عام، ويجب أن يبذل قصارى جهده للتخطيط مسبقًا، ولكن ينبغي أن يعلم أنّه بمجرد التعرف على الطلاب، قد يحتاج إلى تعديل استراتيجيات التدريس من أجل ضمان شعور الجميع بالأمان والدعم والتقدير.

خصائص بيئة التعلم الإيجابية في التدريس التربوي:

هناك مجموعة من الخصائص لبيئة التعلم الإيجابية في التدريس التربوي، وتتمثل هذه الخصائص من خلال ما يلي:

  • يشعر الطلاب بالأمان الجسدي والعاطفي، يرون أن الفصل هو مكان يمكنهم فيه أن يكونوا على طبيعتهم ويعبرون عن أنفسهم وأفكارهم دون حكم.
  • يعرف الطلاب أنّه يتم تقديرهم واحترامهم، بغض النظر عن العوامل الأخرى مثل القدرة أو الجنس أو العرق أو العرق أو الدين.
  • يمتلك الطلاب الملكية والمدخلات المتعلقة بهيكل الفصل والتوقعات، ويمكن أن يتراوح هذا من إنشاء مساحات مخصصة لاستخدام الطلاب إلى إجراء مناقشة في الفصل لتحديد المعايير والتوقعات.
  • يتم تحدي جميع الطلاب لتحقيق توقعات عالية، ويتلقى جميع الطلاب الدعم اللازم لتلبية تلك التوقعات.
  • يتم وضع معايير السلوك ويتم تطبيقها بشكل متسق وعادل لجميع الطلاب.
  • يوفر هيكل الفصل الدراسي فرصًا متعددة ومتنوعة للطلاب لتجربة النجاح.
  • يتعرف المعلم على جميع الطلاب ويستخدم هذه المعرفة لخلق تجارب ذات مغزى.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: