أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الاهتمام النفسي بالإشارة الذاتية للمرجع الذاتي يتركز إلى حد كبير حول المفارقات الخاصة بهذا المرجع الذاتي، ومنها يعتبر التناقض هو منطق سليم ظاهريًا قائمًا على افتراضات صحيحة ظاهريًا تؤدي إلى تناقض، مما يؤدي إلى تناقض عندما نحاول تحديد ما إذا كانت الجملة اللغوية للمرجع الذاتي صحيحة أم لا.

أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس

إذا افترضنا أن الجملة اللغوية الخاصة بالمرجع الذاتي صحيحة فإن ما تنص عليه يجب أن يكون هو الحال أي لا يمكن أن يكون صحيحًا، ومن ناحية أخرى إذا افترضنا أنه ليس صحيحًا فإن ما ينص عليه هو في الواقع صحيح، وبالتالي يجب أن يكون صحيحًا، وفي كلتا الحالتين نحن قادرين على التناقض؛ نظرًا لأن التناقض تم الحصول عليه من خلال منطق سليم ظاهريًا قائمًا على افتراضات صحيحة ظاهريًا فإنه يعتبر مفارقة وهي معروفة باسم المفارقة الكاذبة.

بعد تقديم عدد من مفارقات المرجع الذاتي ومناقشة بعض أوجه التشابه الكامنة بينها ينتقل علماء النفس إلى مناقشة أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس، حيث تكمن أهمية المفارقة في دلالة على وجود خلل أو نقص في فهمنا للمفاهيم المركزية المتضمنة فيها.

ففي حالة المفارقات الدلالية يبدو أن فهمنا للمفاهيم الدلالية الأساسية مثل الحقيقة في التناقض الكاذب ومفارقة المرجع الذاتي وإمكانية التعريف الذي يعتبر ناقص، وفي حالة المفارقات النظرية الثابتة فإن فهمنا لمفهوم المجموعة هو فهمنا الذاتي، إذا فهمنا هذه المفاهيم تمامًا يجب أن نكون قادرين على التعامل معها دون التعرض للتناقضات.

تتضح أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس في المفارقة التي تقوم على الفهم غير الكافي لما لا نهاية والذي يعتمد على افتراض ضمني أن أي سلسلة لانهائية من الواقعية الإيجابية يجب أن يكون لها مجموع لانهائي، حيث أظهرت التطورات اللاحقة في المتسلسلات اللانهائية أن هذا الافتراض غير صحيح، وبالتالي تتلاشى المفارقة الكاذبة.

يمكن أن تكون أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس هو أن فهمنا لمفهوم التناقض هو الخاطئ، حيث أن المنطق المتضمن في مفارقات المرجع الذاتي ينتهي به المطاف ببعض التناقض، وهي جملة خلصت إلى أن تكون صحيحة وخاطئة في نفس الوقت، ومن هنا التناقض هو الرأي القائل بإمكانية وجود تناقضات حقيقية، مما يعني أنه ليس من المستحيل أن تكون الجملة صحيحة أو خاطئة.

براهين أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس

إذا تم تبني وجهة نظر المفارقات الكاذبة بشكل واقعي فإن كل مفارقات المرجعية الذاتية تتلاشى وتصبح بدلاً من ذلك براهين على وجود براهين مهمة خاصة بالجمل الصحيحة والكاذبة من خلال استخدام المبدأ الخاص بالحل الموحد للدفاع عن حل مفارقات المرجع الذاتي والمنطق غير المتسق لمزيد من المعلومات الشخصية.

في عدم وجود البراهين فلا يوجد حل متفق عليه بشكل عام لمفارقات المرجعية الذاتية حيث استمر علماء النفس في طرح المشاكل التأسيسية في علم الدلالة ونظرية المجموعات، ولا يمكن المطالبة بأساس متين لهذه الموضوعات حتى يتم توفير حل مرضٍ للمفارقات، ولكن تظهر المشاكل عندما يتعلق الأمر بإضفاء الطابع الرسمي على الدلالات ومفهوم الحقيقة ونظرية المجموعات.

إذا تم إضفاء الطابع الرسمي على الفهم الحدسي لهذه البراهين، فإن الأنظمة غير المتسقة لمعرفة أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس تظل باقية؛ لأن المفارقات ستكون رسمية في هذه الأنظمة.

عواقب أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس

تتمثل عواقب أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- عواقب المفارقات الدلالية للمرجع الذاتي

المفارقة الكاذبة هي عائق كبير أمام بناء النظريات الرسمية للحقيقة في المرجع الذاتي لأنها تنتج تناقضات في هذه النظريات المحتملة لها، حيث يركز قدر كبير من البحث النفسي في المرجع الذاتي على نظريات الحقيقة الرسمية وطرق التحايل على المفارقة الكاذبة للعمل المتعلق بالنظريات الشكلية للحقيقة والمفارقة الكاذبة أكثر من أي شيء آخر.

تتمثل عواقب المفارقات الدلالية للمرجع الذاتي في وجود مفهوم الحقيقة في اللغات الرسمية والخطوط العريضة لنظرية الحقيقة في تقديم بعض الأفكار والنتائج الخاصة والشروط الخاصة التي يجب أن يفي بها أي تعريف مناسب للحقيقة، هنا هو المسند المقصود للتعبير عن الحقيقة و هو اسم للجملة الذي يؤدي تطبيق المسند على الاسم إلى إعطاء التعبير الذي يهدف إلى تمثيل العبارة.

وبالتالي يوضح المخطط تحمل إذا كانت الجملة عادة ما يُنظر إليه على أنه مجموعة من الجمل داخل نظرية رسمية، ومن المعتاد استخدام الحساب من الدرجة الأولى أي أن منطق المسند من الدرجة الأولى ممتد مع مجموعة من البديهيات القياسية للحساب لعواقب المفارقات الدلالية للمرجع الذاتي وإضفاء الطابع الرسمي على الحساب.

في عواقب المفارقات الدلالية للمرجع الذاتي فإن التناقض الكاذب يمكن إضفاء الطابع الرسمي عليه في أي نظرية رسمية تحتوي على مخططه، وبالتالي فإن أي نظرية من هذا القبيل يجب أن تكون غير متسقة، وغالبًا ما يشار إلى هذه النتيجة على أنها نظرية معرفية حول عدم إمكانية تعريف الحقيقة، والنتيجة هي في الأساس إضفاء الطابع الرسمي على المفارقة الكاذبة داخل الحساب من الدرجة الأولى الممتد مع المرجع الذاتي.

2- عواقب مفارقات نظرية المجموعات للمرجع الذاتي

تشكل مفارقات نظرية المجموعات تحديًا كبيرًا لأسس المرجع الذاتي الذي أظهر أنه من المستحيل أن يكون لدينا مفهوم مجموعة ترضي مبدأ الفهم غير المقيد الذي يسمى أيضًا الفهم الكامل أو التجريد غير المقيد، ففي بيئة غير رسمية يمكن السماح للصيغ أن تكون مسندات عشوائية لعواقب مفارقات نظرية المجموعات للمرجع الذاتي.

في بيئة أكثر رسمية ستكون عواقب مفارقات نظرية المجموعات للمرجع الذاتي صيغًا للغة مناسبة من الدرجة الأولى، حيث ينص مبدأ الفهم غير المقيد على أنه بالنسبة لأي خاصية يتم التعبير عنها بواسطة هناك مجموعة من تلك الكيانات التي ترضي الخاصية، يبدو هذا كمبدأ معقول للغاية وهو يلتقط بشكل أو بآخر المفهوم البديهي للمجموعة.

في الواقع إنه مفهوم المجموعة الذي طرحه في الأصل والد نظرية المجموعات العالم جورج كانتور؛ لأنه يثير مفارقة المرجع الذاتي للنظر في خاصية عدم العضوية الذاتية، ففي عواقب مفارقات نظرية المجموعات للمرجع الذاتي أي نظرية تحتوي على مبدأ الفهم غير المقيد غير متسقة.

ففي عواقب مفارقات نظرية المجموعات للمرجع الذاتي تعبر نظرية الحقيقة للمجموعات عن أنه إذا قمنا بإضفاء الطابع الرسمي على المبدأ الأكثر وضوحًا بشكل بديهي فيما يتعلق بالحقيقة، فإننا ننتهي بنظرية غير متسقة، وتوضح هذه النظرية أن نفس الشيء يحدث عند إضفاء الطابع الرسمي على المبدأ الأكثر وضوحًا بشكل بديهي فيما يتعلق بوجود المجموعة والعضوية.

في النهاية نجد أن:

1- أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس هو منطق سليم ظاهريًا قائمًا على افتراضات صحيحة ظاهريًا تؤدي إلى تناقض في تحديد ما إذا كانت الجملة اللغوية للمرجع الذاتي صحيحة أم لا.

2- تتضح أهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس في المفارقة التي تقوم على الفهم غير الكافي لما لا نهاية والذي يعتمد على افتراض ضمني أن أي سلسلة لانهائية من الواقعات الإيجابية.

3- لأهمية مفارقات المرجع الذاتي في علم النفس هناك العديد من العواقب التي تتمثل في عواقب المفارقات الدلالية للمرجع الذاتي وعواقب مفارقات نظرية المجموعات.

المصدر: ظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلولالمنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020


شارك المقالة: