أهم القضايا التي لم يوجد لها حلول في علم النفس الإرشادي

اقرأ في هذا المقال


أهم القضايا التي لم يوجد لها حلول في علم النفس الإرشادي:

يتناول علم النفس الإرشادي العديد من المواقف والأمور التي تتمثل بالسلوكيات السلبية التي يرغب كل من العميل والمرشد النفسي التخلص منها وتحويلها إلى السلوك الإيجابي المطلوب، وهناك قضايا لم تصل لنقطة التحول المطلوب، حيث تتمثل أهم القضايا التي لم يجد لها حلول في علم النفس الإرشادي من خلال ما يلي:

1- الغرض من التقييم النفسي:

يتطلب التحقيق في الفائدة العملية لإجراءات التقييم النفسي وتحسينها المحتمل تحديدًا دقيقًا لأغراض إجراء التقييم النفسي، وفي الواقع لا يتم إعطاء هذه المشكلة اهتمامًا كبيرًا من قبل الانضباط، ولكن يبدو أن معظم علماء النفس الاستشاريين يستخدمون إجراءات التقييم النفسي لواحد من ثلاثة أغراض وأهداف تتمثل بما يلي:

1- الحصول على معلومات لعمل تنبؤات، على سبيل المثال، يستخدم علماء النفس الاستشاريين إجراءات التقييم للحصول على معلومات تشخيصية يمكنهم استخدامها في تحديد كيفية العمل بفعالية مع عملائهم، أو للحصول على معلومات تنبؤية يمكنهم استخدامها في تقديم المشورة للعميل حول مسارات العمل المستقبلية.

2- يستخدم علماء النفس الاستشاريين أيضًا إجراءات التقييم للحصول على معلومات وصفية يعتقدون أنها ستساعدهم على فهم عميلهم بشكل أفضل، والتوقع والتشخيص المناسب.

3- استخدام إجراءات التقييم كتدخل، على سبيل المثال، يقوم علماء النفس الإرشاديين أحيانًا بتفسير نتائج إجراء التقييم لعملائهم لزيادة فهمهم أو حساسيتهم لقضايا النمو المهمة ولتحفيز تفكيرهم حول هذه القضايا.

توفر الأسباب التي يقدمها أساتذة الجامعات عندما يُسألون لماذا يحتاج الطلاب إلى تعلم استخدام الاختبارات النفسية منظورًا مختلفًا يوضح تأثير قضايا النقابة على الانضباط، حيث أعطى أساتذة الجامعات تقييمات متساوية تقريبًا للأسباب المهنية على سبيل المثال، في توفير معلومات حول بنية الشخصية، وتوفير وقت المعالج، ويتيح التنبؤ الدقيق بالسلوك، ويزيد من العلاقة بين المعالج والعميل ومخاوف الجماعة ويوفر التخصص، ويرضي المطالب المؤسسية، وتعزيز مكانة المعالج.

يتطلب كل هدف من الأهداف النفسية أن يتمكن علماء النفس الاستشاريين من استخراج معلومات دقيقة من إجراءات التقييم الخاصة بهم، واستخلاص استنتاجات دقيقة من تلك المعلومات، ونقل النتائج بدقة إلى عملائهم بطريقة يمكنهم فهمها، وهناك القليل من الأدلة التي توثق قدرة الاستشارة النفسية على تلبية هذه المتطلبات.

2- المقابلة كأسلوب للتقييم النفسي:

المقابلة هي تقنية التقييم الأكثر استخدامًا من قبل الأطباء النفسيين الاستشاريين والمرشد النفسي، لكن أجهزة التقييم النفسي لها مزايا عديدة مقارنة بالمقابلة، حيث تمتلك الاختبارات النفسية ثروة من الخبرة التي يتم دمجها في المجموعات المعيارية، ولا تتأثر بشكل مفرط بالحالات غير العادية أو الرسومية.

عند استخدامها مع العميل، يمكن اعتبار الاختبارات النفسية على أنها إجراء مقابلة قياسية مع العميل، وبعد ذلك يبلغون عن معلومات وصفية تتمثل في درجات لها مستوى معروف تقريبًا من الموثوقية، وتشير درجات الاختبار إلى استنتاجات لها صلاحية معروفة.

في المقابل يستغرق علماء النفس الاستشاريين سنوات لتجميع الخبرة التي يمتلكها الاختبار في البداية، وإجراء مقابلات شبه قياسية، والحصول على معلومات وصفية ذات موثوقية غير معروفة، واستخلاص استنتاجات ذات صلاحية غير معروفة، علاوة على ذلك تخضع مصداقية الاختبارات وصلاحيتها للتدقيق المتكرر من قبل المؤيدين والنقاد بينما لا يتم فحص موثوقية وصلاحية المقابلة كأداة تقييم تقريبًا.

لا شك أن الاعتماد المستمر على الاستشاريين النفسيين على المقابلة كأسلوب للتقييم يرجع إلى ثلاثة عوامل تتمثل بما يلي:

1- ليس من العملي استخدام اختبار لكل شيء يحتاج عالم النفس إلى معرفته، حيث يستخدم العديد من علماء النفس الاختبارات للحصول على جزء كبير من المعلومات التي يحتاجون إليها ويستخدمون المقابلة للحصول على معلومات حول السياق العام الذي تتناسب فيه معلومات الاختبار.

2- يفخر معظم علماء النفس الاستشاريين بكونهم محاورين ماهرين، واستخدام المقابلة للحصول على معلومات تشخيصية أمر أساسي للهوية المهنية لمعظم علماء النفس الاستشاريين.

3- في حين أن معظم علماء النفس الاستشاريين يعتبرون الاختبارات أدوات مفيدة ولكنها محدودة، فإنهم يستمتعون حقًا بالعمل مع الناس.

3- عمل تنبؤات من الاختبارات النفسية:

لفت بول ميهل الانتباه إلى حقيقة أن المعالجين المدربين ليسوا دقيقين في التنبؤ من الاختبارات النفسية مثل الصيغة الإحصائية، حيث قوبلت هذه النتيجة بمقاومة كبيرة، واليوم يتم تجاهلها إلى حد كبير من قبل المعالجين الممارسين، حتى الآن قارنت 136 دراسة بحثية قدرة المعالجين المدربين على التنبؤ بالسلوكيات المستقبلية المهمة للفرد باستخدام معلومات الاختبار وغير الاختبار بدقة معادلة إحصائية في البحث النفسي، ودائمًا ما تكون المعادلة الإحصائية أكثر دقة.

تُعزى هذه الظاهرة إلى العديد من العوامل التي تعبر عن أن المعالجين الفرديين بطيئين في اكتساب الخبرة، ويميلون إلى نسيان بعض الحالات، ويعطون وزنًا كبيرًا للحالات الرسومية، ولا يستطيعون تحديد الوزن المناسب لإعطاء عوامل مختلفة.

يعد استخدام معلومات الاختبار في الممارسة السريرية لم يتغير، حيث يتمثل التحدي المستمر الذي يواجه علماء النفس في تقديم المشورة في تعلم كيفية دمج نتائج إجراءات التقييم بشكل أفضل في ممارساتهم السريرية وأن الوقت مناسب لإجراء فحص دقيق لهذه المسألة، بالنظر إلى القلق النفسي بشأن التحرك الناتج نحو الرعاية في رفع الصحة النفسية.

آثار تفسير الاختبار النفسي في علم النفس الإرشادي:

حذر ليو جولدمان في عام 1961 من أن استشارة علماء النفس قد لا تكون فعالة جدًا في تفسير معلومات الاختبار النفسي، لكن استشارة علماء النفس تجاهلت هذا التحذير إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، حيث ركزت معظم الأبحاث على تفسير اختبارات الكفاءة والقدرات، ولم يقم أي بحث بفحص تفسير اختبارات الاهتمام المهني أو استخدام الاختبارات في العلاج النفسي الفردي، أو استشارات الأزواج، أو الاستشارة الأسرية، أو أي من المجالات التخصصية العديدة الأخرى.

وجدوا علماء النفس الاستشاريين أنه تم إجراء القليل من الدراسات بكفاءة أو تم الإبلاغ عنها بشكل كافي، وأن البحث محفوف بنقاط الضعف المنهجية على سبيل المثال، المعايير المعيبة، واستخدام متابعة فورية وعدم وجود تخصيص عشوائي، وعدم وجود مجموعة تحكم وبالتالي خلصوا إلى أنه لا توجد مجموعة متماسكة من الأدلة التي تثبت فعالية تفسير الاختبار.

يوفر دليل البحث النفسي دعمًا ضعيفًا لثلاثة استنتاجات فقط، تتمثل بالنقاط التالية:

1- أن استخدام المساعدات البصرية يحسن فعالية تفسير الاختبار النفسي.

2- أن طرق تفسير الاختبار النفسي الجماعي تلك فعالة مثل طرق تفسير الاختبار الفردي.

3- أن مقابلة تفسير الاختبار النفسي الفردي مفضلة على المجموعة، وتفسير الاختبار من قبل أولئك الذين يتلقون الترجمة.

ومع ذلك تكشف تحليلات التكلفة أن التفسيرات الفردية أكثر تكلفة بست مرات من التفسيرات الجماعية، بالنظر إلى التكلفة الأكبر وعدم وجود تفوق واضح لتفسير الاختبار النفسي الفردي، يبدو أنه لا يوجد أساس منطقي لتقديم تفسيرات اختبارات نفسية فردية في المواقف التي تكون فيها تفسيرات اختبار المجموعة ممكنة.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: