أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يجادل علماء النفس بتحديد أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي والتي تتمثل بالعديد من الهياكل الاجتماعية، حيث تتضمن الأفراد والجماعة والمؤسسات والمجالات المالية والاقتصادية، بما في ذلك السلوكيات والأفكار والعقول.

أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي

تتمثل أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي من خلال ما يلي:

1- المجموعات الاجتماعية

تعتبر المجموعات الاجتماعية من أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي وهي اتحاد من الناس حيث يترتب على وجهة نظر الاتحاد أنه إذا كانت الفرد جزءًا من مجموعة، حيث تختلف كل مجموعة عن غيرها ولكن في النهاية هي عبارة عن تجمع عدد من الأفراد المتكاملين في المهارات والسلوكيات والأدوار الاجتماعي.

تقدم المناهج المختلفة للمجموعات التزامات مختلفة فيما يتعلق بالكيانات التي يجب تضمينها ضمن الفئات الاجتماعية، على سبيل المثال اللجان والفرق والشركات والجامعات والأمم والأشخاص ذوي المهارات المتشابهة، حيث يقترح بعض المنظرين من علماء النفس أيضًا أن المجموعات الاجتماعية يجب أن يكون لها خصائص مميزة معينة مثل أن يكون الأعضاء في حالات معرفية معينة أو يخضعون لقواعد معينة.

يتعلق بهذا السؤال حول ما إذا كانت هناك أنواع مميزة من المجموعات؟ ومنها يجادل علماء النفس بأن هناك نوعين بارزين منها المجموعات المنظمة والتي هي إدراك لمجموعات منظمة من العقد التي تقف في علاقة وظيفية مع بعضها البعض، ومجموعات الميزات وهي مجموعات من الأشخاص الذين لديهم خاصية أو سمة مشتركة مع بعضهم البعض.

يجادل علماء النفس بأن إحدى الطرق المهمة لتوصيف المجموعات هي من حيث المعايير التي يتحملونها، حيث أن الأنماط البسيطة للمجموعات تقترح إطارًا للظواهر الاجتماعية وغير الاجتماعي في المجموعات التي تنطوي على أبعاد متعددة.

2- عقول ونوايا المجموعة

هل يمكن للمجموعات اتخاذ الإجراءات؟ هل يمكن أن يكون لديهم نوايا أو معتقدات؟ هل يمكنهم تحمل المسؤولية؟ إذا كان الأمر كذلك كيف يتم فهمها؟ خلال معظم القرن العشرين كان يُنظر إلى إسناد النوايا والأفعال للجماعات على نطاق واسع على أنها إما خاطئة أو أنها مجرد تلخيصية، أي أن يكون لمجموعة ما نية أو تتخذ إجراءً هو فقط لجميع أعضاء المجموعة لديه تلك النية أو اتخاذ هذا الإجراء.

يحدد علماء النفس أنواعًا مختلفة من الكيانات الاجتماعية بعضها يتضمن أشخاصًا يتصرفون في تضامن ضمن السلوك الجمعي التعاوني، ويقترحون تفسيرًا للمواقف المنظمة من حيث التعاطف، ومنها فإن الأدبيات الحديثة لعلم نفس الوجود الاجتماعي يقدم أسبابًا جديدة لرفض الأساليب التي تهتم بالتلخيص حيث يخضع أعضاء المجموعات الاجتماعية لمعايير لا تنطبق فقط على الأفراد الذين لديهم مواقف مطابقة.

يهتم بعض علماء النفس بإزالة الغموض عن النوايا المشتركة من خلال شرح كيف يمكن أن تنشأ من المواقف الفردية، بدلاً من البحث عن تحليل عام يقترح شروطاً كافية لتشكيل نية مشتركة، كما هو مطبق في حالة المجموعات الاجتماعية المتواضعة، هذه مجموعات صغيرة غير منظمة من الناس يشارك فيها جميع الأعضاء عن علم بالتنسيق مع بعضهم البعض.

يتم تحليل النية المشتركة من حيث المعرفة العامة لأعضاء المجموعة، جنبًا إلى جنب مع نوايا الربط من قبل أعضاء المجموعة لأداء عمل عن طريق إجراءات وخطط الأعضاء الآخرين، فإن المعايير التي يلاحظها الأفراد للمجموعة يمكن اشتقاقها من هذه النوايا الشخصية جنبًا إلى جنب مع الالتزامات الأخلاقية القياسية، حيث يوجد فئة من المواقف التي تم التغاضي عنها والتي يمتلكها الأفراد بالإضافة إلى مواقف الأنا، يمتلك الأفراد أيضًا مواقف نحن.

وفقًا لها فإن هذه الحالات العقلية بدائية ومميزة بالنسبة للمجموعة التي تنوي بشكل جماعي فإن كل أعضاء المجموعة هو ما يتكون الشكل الأكثر توحيدًا لموقف المجموع من الأعضاء الذين لديهم مواقف نحن، لكن إن مواقف وضعنا ليست بدائية ولكنها مبنية على مواقف أكثر قياسية، كما أنهم يعترفون بأنواع مختلفة من مواقف المجموعة وبعضها مبني على مواقف أعضاء المجموعة نفسها.

3- الاعتقاد والحكم الجماعي

بالإضافة إلى النوايا الجماعية عمل العديد من علماء النفس الآخرين على تحليل المواقف الأخرى في تحديد أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي، مثل الاعتقاد الجماعي والحكم، حيث يثير تحليل المواقف الجماعية أسئلة حول طبيعة عقول المجموعة بشكل عام، وما إذا كان يجب فهمها على أنها امتدادات للخصائص الفردية المطبقة على المجموعات أم لا.

يتخذ عدد من المنظرين من علماء النفس نهجًا وظيفيًا لعقول المجموعة والوكالة الاجتماعية، في هذا النهج يُفهم أن وكلاء المجموعة أو الأنظمة المعرفية الجماعية تعمل بطريقة مماثلة لعمل الأفراد، عند مستوى معين من الوصف، والنظرية المقبولة على نطاق واسع للوكالة الفردية هي أن الناس لديهم نظام معياري نستخدمه للتنقل في العالم، أي لدينا معتقدات ومعرفة ونوايا نموذجية ونخطط ونتخذ إجراءات.

يمكن وصف كل هذه المكونات من حيث مساهماتها الوظيفية في النظام، وهي تتكامل مع بعضها البعض لأداء وظائف موحدة، بعبارة أخرى يؤلفون نظام النشاط العملي، حيث يتم فهم وكالة المجموعة في هذا النموذج بالنسبة لوكلاء المجموعة، ويتم تحقيق نفس النظام الوظيفي ولكن من خلال المجموعات أو الأنظمة الموزعة بدلاً من الأفراد.

يتحدى البعض الآخر عقول المجموعة من خلال المجادلة ضد العلاجات الوظيفية للعقل تمامًا، على سبيل المثال يجادل بعض علماء النفس بأن وجود حالات ظاهرية هو مطلب للقصد والسببية، لكن لا يمكن أن يكون لدى المجموعات مثل هذه الحالات، ويعترض منظرين آخرين على التركيز النموذجي لهذه الأدبيات على التجمعات الصغيرة غير المنظمة من البالغين الذين يتفاعلون مع بعضهم البعض.

4- المؤسسات والمنظمات والشركات

يتم التعامل مع طبيعة المؤسسات والمنظمات والشركات على نطاق واسع في علم نفس الوجود الاجتماعي، حيث كان من المهم في طبيعة الشركة مثلًا أن يتم فحص السؤال عن سبب وجود الشركات على الإطلاق، الذي يجادل بأن وظيفة الشركات هي خفض تكاليف المعاملات التي كان سيتعين تكبدها في تكوين العقود بين الأفراد.

لا يميز السؤال هنا مسألة وظيفة الشركات عن مسألة ماهية الشركات، لكن العمل اللاحق يتعامل بشكل مباشر مع الأسئلة الوجودية الاجتماعية، بما في ذلك الإقصاء عن الشركات ووجهة نظر ترابط العقود ووجهة نظر حقوق الملكية وعرض الموارد، الذي يرتبط مع نظريات حول كيفية قيام الهياكل المؤسسية مثل الأسواق والتسلسلات الهرمية والشركات متعددة الأقسام والتحالفات بحل مشاكل تكاليف المعاملات.

يركز العمل الأخير في علم نفس الوجود الاجتماعي التنظيمي أيضًا على أنظمة القواعد، مع تحليل المنظمات من حيث سماتها المؤسسية، وبدلاً من القواعد المختارة صراحةً التي ناقشها الاقتصاديين، فإن أنظمة القواعد هنا تعتبر ضمنية وغير متعمدة، وتم تطوير مناهج علم الاجتماع لتفسير المنظمات والتي تركز بشكل كبير على التفسيرات السببية لهيكلها وقوتها وتأثيرها.

في النهاية نجد أن:

1- أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي تعبر عن العديد والكثير من الاتجاهات الاجتماعية التي ترتبط مع بعضها البعض لتكوين المجتمع بشكل متكامل.

2- حيث تتمثل أهم المجالات في علم نفس الوجود الاجتماعي في المجتمعات الجماعية والمنظمات والشركات وجميع الأفكار والعقول والتصرفات الجماعية للأفراد.

المصدر: المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: