إيجابيات وفوائد فقدان الوظيفة للموظفين في الحياة المهنية

اقرأ في هذا المقال


فقدان الوظيفة في الحياة المهنية:

سواء تم تسريح الموظف المهني، أو تقليص حجمه في العمل، أو إجباره على التقاعد المبكر، أو رؤية العمل التعاقدي ينتهي، فإن فقدان الوظيفة المهنية هو أحد أكثر التجارب إرهاقًا في الحياة المهنية، بصرف النظر عن المعاناة المالية الواضحة التي يمكن أن يسببها، يمكن أن يؤدي الضغط الناتج عن فقدان الوظيفة أيضًا إلى خسائر فادحة في مزاج الموظف المهني والروح المعنوية والعلاقات المهنية المختلفة وصحته العقلية والعاطفية بشكل عام.

فغالبًا ما تكون الوظيفة المهنية أكثر من مجرد طريقة لكسب العيش، فإنها تؤثر في الطريقة التي ير بها الفرد نفسه، وكذلك الطريقة التي يراه بها الآخرين، حتى لو لم يكن هذا الموظف المهني يحب وظيفته، فمن المحتمل أنها وفرت له منفذًا اجتماعيًا وأعطت هيكلًا وهدفًا ومعنى لحياته من حيث الاستقلال والاستقرار، بحيث قد يؤدي عثور الموظف على نفسه فجأة خارج العمل إلى الشعور بالأذى أو الغضب أو الاكتئاب.، وقد يتساءل عن هويته، أو يحزن على كل ما فقده، أو يشعر بالقلق المهني بشأن ما يخبئه المستقبل المهني له.

إيجابيات وفوائد فقدان الوظيفة للموظفين في الحياة المهنية:

1- يصبح الموظف المهني أكثر إدراك للعالم المهني: بعد أن يحدث ويفقد الموظف المهني وظيفته، ربما يكون قد توصل إلى مستو عالي من الإدراك، فمهما كان فقدان الوظيفة صعب وحدث سيء ففي الكثير من الأوقات يجد الموظف أن هذا الوضع هو الأفضل له من حيث الخبرة التي أصبحت لديه في العالم المهني، فسيحتاج الفرد إلى بعض الوقت للتكيف عقليًا مع هذا التغيير المهني، لكن الحياة تستمر، وسوف تمضي قدمًا ويتجاوز الفرد وقت عدم اليقين هذا، وبدلًا من التهويل، فعلى الموظف أن يكون أكثر إدارك أن لديه الفرصة للقيام بشيء جديد.

2- الوقت الكافي لإعادة التقييم المهني: عندما يكون الموظف المهني مشغولاً بالعمل في دور ما ومهمة معينة، فليس لديه وقت للتوقف والتفكير، فالكثير من الناس لا يتنفسون أبدًا ويفكرون فيما إذا كان الوضع الذي يتواجدون فيه مناسبًا لهم، بحيث يمنح فقدان الوظيفة فرصة للتوقف والتفكير فيما يريده الفرد حقًا من المهنة وأخذ الوقت الكافي للنظر في كل ما يحتاج الفرد لتحقيقه من خلال الوظيفة والتفكير في كيفية تحسين آفاقه وطموحاته في المستقبل المهني.

3- التفكير في مسار مهني جديد: بعد التفكير وأخذ الوقت لإعادة التقييم المهني قد يرغب الموظف المهني في التفكير في البحث عن عمل في قطاع جديد تمامًا، هذا طبيعي تمامًا فقد يمنح فقدان الوظيفة المهنية فرصة لإجراء تغيير مهني في المسار المهني الخاص بالفرد.

4- فرصة لإعادة التدريب المهني: إذا كان لدى الموظف المهني بعض الوقت للتفكير في مستقبله المهني وقرر أنه يريد التغيير، فإن إعادة التدريب المهني هو السبيل للذهاب، فإذا كان الموظف المهني يرغب في البقاء في نفس القطاع المهني، يمكنه تحسين المؤهلات المهنية ليمنح نفسه ميزة عندما يتعلق الأمر بالعثور على وظيفة مهنية تالية، وهناك الكثير من الدورات التدريبية التي يمكن للموظف الالتحاق بها عبر الإنترنت والتي ستساعده في الوصول إلى أهدافه المهنية.

فعليه البدء بالاطلاع على هذه الدورات ومعرفة ما إذا كان أي منها يناسب احتياجاته، وقد يرغب الموظف المهني أيضًا في الاستثمار في دورة تدريبية عبر الإنترنت أو حتى العودة إلى الجامعة لمواصلة تعليمه، ومنها عليه البحث في خياراته والتفكير في ما يناسبه حسب ظروفه فقد يجد أن هناك دورة تدريبية ستساعده على دفع حياته المهنية إلى الأمام في السنوات القادمة.

5- تطوير البحث عن وظيفة أخرى: أثناء عمل الموظف المهني، ربما يكون قد حلم بالحصول على وظيفة جديدة أو وظيفة أخرى وتحسين الحياة المهنية خاصته، بحيث يرغب الكثير منا في تغيير الحياة المهنية خاصة إذا كانت تعم بالفشل، ومع ذلك نشعر بالراحة ونبقى في نفس الوضع لسنوات متتالية، الآن بعد أن تم التخلي عن الموظف المهني فقد جاءت الفرصة له، مما يتم دفعه إلى سيناريو البحث عن وظيفة جديدة وربما الوظيفة التي يحلم بها منذ سنوات.

6- إيجاد الدور المناسب أكثر: من المحتمل أن الوظيفة الحالية للموظف المهني لم تكن مناسبة له ومنها فيمكن للموظف المهني الحصول على بداية جديدة والبحث عن شيء ما، وعندما يشرع في البحث عن وظيفة جديدة، عليه التفكير في ما يريده من المهنة والبحث عن الاستقرار المهني في وظيفة تدعم الأداء المهني الفعلي للموظف بها وتمون أكثر مناسبة له من الوظيفة المهنية الماضية.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.


شارك المقالة: