اختبارات الاستعداد في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


الاستعداد في الإرشاد النفسي:

على المرشد النفسي الناجح أن يكون قادراً على استخدام كافة أنواع الاختبارات المدرجة تحت نطاق الإرشاد النفسي، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد النفسي أن يكون قادراً على تطبيق اختبارات الاستعداد على المسترشدين لمعرفة قدرتهم على التعلّم ومدى تهيئتهم لتطبيق متطلبات جديدة على حياتهم، فما هي اختبارات الاستعداد في الإرشاد النفسي، وكيف يتمّ تطبيقها؟

ما هي اختبارات الاستعدادات في الإرشاد النفسي؟

يستخدم هذا النوع من الاختبارات لمعرفة قدرة المسترشد على التعلّم واكتساب المعرفة من الغير، وهل هو قادر على التغيير والاستفادة من التجارب؟ ومن خلال هذا الاختبار يتمكّن المرشد من التنبؤ بتصرفات المسترشد والاستشراف بمستقبله ومدى جاهزيته للتغيّر وهل هو مرن يمكن الاستفادة منه أم لا، وبناء على هذا الاختبار يقوم المرشد النفسي باتخاذ عدد من الخطوات التي من شأنها أن تعالج التنبؤات التي تمّ الحصول عليها فيما يخصّ مستقبل المسترشد، ويتمّ البدء في محاولة العلاج والإقناع لتكون ملائمة للظروف التعليمية والنفسية والاجتماعية.

يمكن للمرشد النفسي من خلال هذا النوع من الاختبارات أن يقسّمها بناء على الوجهة التي يرغب في معرفتها وتحليلها، بحيث يعرف مدى استعداد المرشد فيما يخصّ المهنة وطبيعة العمل، والطريقة التي سيتعامل من خلالها مع المجتمع المحيط، وعادة ما تكون هذه الاستعدادات بمثابة معلومات أولية يقوم المرشد ببناء ركائز العملية الإرشادية بناء عليها، ولا بدّ ان يدرك المرشد النفسي الفوارق البشرية ما بين مسترشد وآخر.

ما مفهوم الاستعداد في الإرشاد النفسي؟

1. قدرة المسترشد على التغيّر من وإلى وهنا نقصد إلى الإيجاب، من خلال نموّه وطريقة انتقاله من مرحلة عمرية إلى أخرى، والطريقة التي يرى من خلالها العالم من حوله.

2. قدرة المسترشد على كسب أكبر قدر ممكن من المهارات والخبرات العقلية التي تعمل على تطوّره وتخلصه من الأوهام التي كان يعيش بناء عليها.

3. مقدار توفير الوقت والجهد من خلال النمو المنطقي بل وتجاوز حقبة الجيل التي لا تزال تبحث عن الهوية.

4. القدرة على تعلّم بعض القدرات التي من الممكن أن يتمّ بناء المستقبل وفقاً لها، وهذا الأمر يسهّل على المرشد النفسي العملية الإرشادية ككل.

5. قدرة المسترشد على التعلّم وصقل الشخصية بما يتناسب والواقع الاجتماعي.

خصائص اختبارات الاستعداد في الإرشاد النفسي:

1. تقوم استعدادات الاستعداد على تحديد الفوارق ما بين ما هو وراثي وبيئي ومكتسب، وهذه الفوارق عادة ما تسهّل معرفة المرشد بمدى استعداد الفرد لما هو متوقّع وغير متوقع، وعادةً ما تعطي اختبارات الاستعداد طبيعة الشخصية على حسب العامل الوراثي أكثر منه بيئياً.

2. من خلال اختبارات الاستعداد يمكن للمرشد النفسي أن يحدّد ما قد يكونه المسترشد في المستقبل بصورة عامة أو خاصة، فمن الممكن أن يكون المرشد عازفاً موسيقياً أو طبيباً، وقد يكون الاستعداد هنا لمعرفة طبيعة العقلية هل هي أدبية أم علمية أم تطبيقية.

3. عادةً ما تقوم اختبارات الاستعداد بمعرفة إن كانت متصلة مع بعضها البعض أم متصلة، وهذا الأمر يعني قدرة المرشد النفسي على معرفة الأمور الطارئة التي تؤثر في شخصية المسترشد والأمور الكامنة في الشخصية والتي يصعب تغييرها، ومن هنا يمكن للمرشد أن يعرف القدرة التي تكمن في شخصية المسترشد في التطوّر والتعلّم.

4. إنّ مقدار الاستعداد يختلف ما بين مسترشد وآخر، فالقدرة التي يملكها أحدهم تختلف عن القدرة لدى الآخرين، ولهذا نحن مختلفون ونتعامل مع الأحداث من حولنا بأساليب متغيّرة ونتائج مختلفة، وبسبب هذا الاختلاف نبقى في حوار مستمر مع الذات بحثاً عن النموذج الذي يمثّل شخصيتنا بصورة رئيسية.

5. يمكن للاستعدادات التي يقوم المرشد على قراءتها أن تتغيّر وفقاً لشخصية المسترشد من العام إلى الخاص أو العكس، فالاستعدادات تتغيّر بتغيّر مراحل الحياة وكيفية التأثر مع البيئة والثقافة التي نكتسبها.

6. قبل أن نكون قادرين على التفوّق أو النجاح أو تعلّم مهنة ما، فإننا لا بدّ وأن نكون مستعدين لهذا العمل، وهنا يمكن للمرشد النفسي أن يقرأ مقدار الاستعداد الذي يتوفّر لدى المسترشد وإمكانية تطوير هذا الاستعداد.

7. على المرشد النفسي أن يدرك أنّ المراحل الأولى من العمر لا تظهر عادة مدى استعداد الفرد للتطوّر، وهذا الأمر يحتاج إلى إنهاء العديد من المراحل العمرية للتبلور لدى المسترشد القدرة على استيعاب الحاضر والنبؤ بالمستقبل وفقاً للمنطق.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: