اختبارات القدرات في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


القدرات في الإرشاد النفسي:

من خلال الإرشاد النفسي يمكن للمرشد أن يقوم بعدد من الاختبارات التي يستطيع من خلالها فهم شخصية المسترشد، وجمع أكبر قدر من المعلومات حول مستقبله وماضيه وحاضره، ويقوم بتحليل أبرز القضايا التي يعتقد أنّها أثرت على مسير حياته، ومن هنا يقوم المرشد بعدد من الاختبارات الخاصة بالقدرات فيما يتعلّق بمستواه الفكري والنفسي وقدرته على الإنجاز وتخطّي العقبات والقدرة على التحملّ.

ما أبرز اختبارات القدرات في الإرشاد النفسي؟

1. قدرات خاصة:

من خلال اختبارات القدرات الخاصة التي يقوم بها المرشدون، يمكن أن يتمّ تقييم أداء المسترشد بناء على إنجازه لعدد من المهام المحدّدة التي يتمّ تكليفه بها من قبل المرشدين النفسيين بهدف التقييم والتحليل وفهم الذات، كقدرتهم على النطق، وقدرتهم على الفهم، والقدرة على الحساب، وغيرها من القدرات الخاصة التي تؤثر بشخصيتهم بصورة مباشرة، وهذه القدرات الخاصة هي ما تؤثر في مقدار النجاح الذي يحصل عليه بعض المسترشدين ويتفوقون من خلاله على غيرهم.

على المرشد أن يدرك أن للعوامل بشقيها الوراثية و المكتسبة دور كبير في نشأة شخصية المسترشد، وأن يعرف مصدر الملاحظات التي يقوم برصدها فيما يخصّ العملية الإرشادية بشكل واضح، وهذا الأمر من شانه أن يجعل من شخصية المسترشد قابلة للتعديل والتوجيه بما تناسب وسير العملية الإرشادية، وبالتالي الخروج من التوجيه والإرشاد التقليدي، والبحث عن أساليب إرشادية تتعلّق بالقدرات العقلية والجسدية وغيرها، لتكون عملية الإرشاد عملية نوعية ذات مضامين صحيحة.

2. قدرات رياضية:

من خلال اختبار القدرات هذا يمكن للمرشد النفسي أن يدرج عدد من الأسئلة والمهارات التي من الممكن أن يعرف من خلالها مدى القدرة التي يمتلكها المسترشد فيما يخصّ القوّة الجسدية والركض والتحمّل، وغيرها من الأمور الرياضية التي تظهر في بعض الأحيان بصورة مميّزة، بحيث  يمكن للمسترشد اكتشافها بمساعدة المرشد، وهذا الجانب يكشف لنا مقدار التأثير الكبير الذي يملكه بعض المرشدين المهرة في العمل الإرشادي في تغيير البعض من صفة الفشل والاضطراب إلى النجاح الباهر وربّما الشهرة، وهذا أمر نسمع به مراراً في مجتمعاتنا وغيرها، لتنفجر الموهبة لدى البعض في مجال الرياضة والقوّة البدنية بصورة تجعل منه نموذجاً في الإرشاد النفسي من الباب الكبير.

3. قدرات فنية:

من خلال اختبارات القدرات الفنيّة يقوم المرشد النفسي باستنساخ عدد من الأسئلة، التي يكشف من خلالها عن قدرة المسترشدين على النحت مثلاً، أو على التذوّق الشعري أو الأدبي، كما ويشمل ذلك قدراتهم على الإدراك والتمييز بصورة يتفوّق بعضهم فيها عن البعض الآخر، وعادةً ما يملك الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات العصبية النفسية حسّ مرهف ومشاعر يتفوقون من خلالها على مشاعر الآخرين، وهذا الأمر يجعل من العملية الإرشادية ذات مضامين تحدّد متقبل الشخصية والطريقة التي من الممكن أن ينجحوا من خلالها في المستقبل.

4. قدرات موسيقية:

وهذا الأمر يتعلّق بقيام المرشد عرض بعض النشاطات التي تتعلّق بالخيال الإبداعي، وقدرة المسترشد على التميّز، وكيف للمرشد النفسي أن يعزّز بعض المفاهيم الخاصة بالموسيقى لدى المسترشدين؛ ليفجّر لديهم المواهب الإبداعية بصورة مميّزة، وإلى أي مدى يملكون القدرة على التوفيق بين ردود الأفعال العاطفية، ومن خلال هذه الاختبارات يقوم المرشد بتمييز بعض المسترشدين عن بعضهم الآخر ويكون بمقدوره أن يجعل منهم أشخاصاً ناجحين بل متفوقين في مجال يتعلّق بها الجانب بصورة كبيرة، وأن يكون الإرشاد النفسي في جوانب تعزّز أخرى أكثر دافعية وقبول لدى شخصية المسترشد، كتعزيز الحسّ الموسيقي لدى بعضهم، أو العزف أو غير ذلك، في المقابل يتناسى المسترشد بعض المشكلات النفسية التي جاء من أجلها في الأساس.

5. قدرات ميكانيكية نفس- حركية:

ومن خلال هذه الاختبارات يقوم المرشد النفسي بعرض بعض التجارب المتعلّقة بالنشاطات والأعمال التي يؤديها المسترشد بمهارة وقوّة ولطافة وديناميكية، وكلّ هذه الإجراءات يتمّ القيام بها وفقاً للقدرات العقلية والحركية التي يقوم بها المسترشد، وعلى المرشد أن يلاحظ أية معضلات يعاني منها المسترشد في هذا الصدد وأن يقوم بتعزيزه وتعديله بما يتناسب مع الواقع المحيط، واختبار القدرات له علاقة وثيقة باختبارات الذكاء والاستعداد، ويمكن من خلال هذه الاختبارات أن يقوم المرشد النفسي على تحديد عدد من الأساليب العلاجية والدفاعية التي تساعد المسترشد على تخطّي بعض هذه العقبات.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: