اختبار التشخيص النفسي مقابل التقييم النفسي

اقرأ في هذا المقال


في الغالب ما تكون أعراض الاضطراب النفسي واضحة بشكل كبير، على سبيل المثال عندما يعاني الطفل من مشاكل أكاديمية واجتماعية في المدرسة، أو يكافح شخص بالغ للحفاظ على العلاقات الشخصية والمهنية بسبب مشاكل الغضب، لكن سبب المشكلة ليس واضح بشكل دائم، يتكون الاختبار النفسي والتقييم النفسي من سلسلة طويلة من الاختبارات، التي تساعد في تحديد سبب الأعراض والاضطرابات النفسية، ذلك من أجل تحديد التشخيص الصحيح ومتابعة مسار العلاج المناسب.

ما هو اختبار التشخيص النفسي؟

اختبار التشخيص النفس هو إجراء يستخدمه علماء النفس للمساعدة في تشخيص المرض العقلي، يتضمن سلسلة من التقييمات تسمّى الاختبارات النفسية، تقيس الاختبارات التشخيصية النفسية ذكاء الفرد وإدراكه وقدراته العقلية وسلوكه، كما أنّها تساعد في التنبؤ بالنتائج المستقبلية المحتملة للصحة العقلية، وجدت الدراسات أنّ معدل الذكاء المنخفض في مرحلة الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العقلية في وقت لاحق من الحياة.

لا يقتصر استخدام اختبارات التشخيص النفسي على المستشفيات أو العيادات، أصبحت مثل هذه الاختبارات جزء لا يتجزأ من عملية التوظيف للشركات وعملية القبول للكليات، تستخدم المدارس والشركات التجارية هذه الاختبارات لمعرفة ما إذا كان الطلاب أو الموظفون المحتملين مناسبين للمهام المعينة، 9 من كل 10 شركات تجارية تستخدم أو تخطط لاستخدام اختبارات التشخيص النفسي أثناء تعيين الموظفين، في وقت مبكر استغرق حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة كل عام الاختبارات.

ما هي استخدامات الاختبار التشخيصي النفسي؟

  • ساعد في تشخيص المرض العقلي.
  • جمع المعلومات حول القدرات العقلية ونقاط القوة والضعف.
  • ساهم في وضع خطة علاج.
  • تقييم الشخصية والذكاء والأداء النفسي العصبي.
  • تحديد ما إذا كان المريض مؤهلاً للحصول على علاج معين.

من الذي يقدم الإحالات لفحص التشخيص النفسي؟

قد تأتي الإحالات من أجل اختبار التشخيص النفسي من الآباء وأطباء الأسرة وأطباء الأطفال وأطباء الأعصاب والأطباء النفسيين وعلماء النفس غير المختبرين وأطباء الصحة النفسية المرخصون، كذلك ممرضه متمرسة، قد يحتاج الأشخاص إلى اختبار تشخيصي نفسي إذا كان لديهم مثلاً  تجربة غير سارة كالخوف المفرط وأعراض مرض عقلي مثل الاكتئاب وسلوكيات غريبة تسبب مشاكل في المدرسة أو في مكان العمل

كذلك مشاكل الذاكرة والانتباه واضطرابات مزاجية حادة والشعور باليأس والذنب الشديد والتعب وانخفاض مستويات الطاقة، أيضاً أفكار أو محاولات انتحارية متكررة.

اختبار التشخيص النفسي مقابل التقييم النفسي:

كثير من الناس يستخدمون هذه المصطلحات بالتبادل مع ذلك فهما ليسا نفس الشيء، الاختبارات والتقييمات هما أداتان مختلفتان تستخدمان في التقييم النفسي، اختبار التشخيص النفسي هو جزء من التقييم النفسي، استخدم علماء النفس الاختبارات للتأكّد من الحالة الصحية العقلية للمريض، يقوم التقييم بجمع ودمج وتفسير المعلومات حول شخص يعاني من مشاكل نفسية.

تظهر نتائجه مشاكل وقدرات وسمات فردية، تساعد التقييمات أيضاً علماء النفس على تصميم خطة علاج فعالة، تقيس الاختبارات التشخيصية النفسية واحدة أو أكثر من الخصائص المحددة، على سبيل المثال يقيس اختبار الذاكرة كيف يحفظ الشخص معلومات معينة، يحدد اختبار الشخصية سمات الشخصية الفردية، عادةً ما يتم اختبار سمات الانبساط والقبول والضمير في الشخصية.

بعد تحليل البيانات من الاختبارات يقوم الأخصائي النفسي بإعداد تقرير نفسي، هناك العديد من التنسيقات لمثل هذه التقارير، يتألّف التقرير النموذجي من عدة أقسام مثل، معلومات حول سلوك المريض وتعاونه مع الفاحص ونتائج الاختبارات التي تم إجراؤها، كذلك سلوكيات غريبة تسبب مشاكل في المدرسة أو في مكان العمل وملخص النتائج والتوصيات لمزيد من الرعاية، أيضاً تقلبات مزاجية حادة والشعور باليأس والذنب الشديد والتعب وانخفاض مستويات الطاقة.

أهمية الاختبارات التشخيصية النفسية لعلماء النفس:

تساعد الاختبارات التشخيصية النفسية في تشخيص الاضطرابات النفسية، يقوم الأخصائي النفسي بتحليل الدرجات التي حصل عليها المريض في الاختبارات، إذا كانوا يعتقدون أنّ المريض قد يكون لديه مشكلة في الصحة العقلية؛ فإنّهم يستشيرون مهنيين صحيين آخرين يصعب تشخيص الاضطرابات النفسية، غالباً ما يتطلّب تأكيد التشخيص التعاون بين المهنيين الصحيين.

في بعض الحالات قد لا يكون الاختبار النفسي وحده كافي لتأكيد التشخيص، بالتالي قد يحتاج المريض إلى اختبارات معملية لقياس مستويات الهرمونات لديه وتحديد سلوك تعاطي المخدرات، قد تكون اختبارات التصوير ضرورية لاستبعاد التشوهات في الدماغ أو الأعصاب.

كيف يتم مشاركة نتائج التقييم النفسي مع الطبيب المحول أو المريض؟

بعد التقييم يتم تسجيل النتائج وتفسيرها وعادة ما يتم كتابة تقرير رسمي، ثم يتم إرسال هذا التقرير إلى المحترف، قد يناقش بعض علماء النفس أيضاً مع الطبيب المُحيل لتسهيل فهم النتائج، يقرر الطبيب المُحيل عادةً ما إذا كان سيتم إبلاغ المريض بالنتائج وكيفية ذلك، في بعض الحالات سيطلب الطبيب المحول من الأخصائي النفسي الذي أجرى التقييم مناقشة النتائج مع المريض في جلسة ملاحظات، في جميع الأحوال يحق للمريض شرح النتائج بلغة يستطيع فهمها.

هل يجب استخدام أحدث إصدارات الاختبارات النفسية في التقييم؟

نظراً لأنّ ممارسة التقييم النفسي لها تاريخ طويل، فقد مرت العديد من الاختبارات المستخدمة حالياً بعدة مراجعات، بشكل عام تملي الممارسة المناسبة أنّه يجب استخدام أحدث الإصدارات من هذه الاختبارات، مع ذلك في بعض الحالات يمكن استخدام الإصدارات السابقة إذا أراد المحترف مقارنة النتائج الحالية مع تلك التي تمّ الحصول عليها في تقييم تم إجراؤه في وقت مبكر من حياة الشخص.

هل يسمح للمريض بالاطلاع على نتائج تقييمه النفسي؟

يحق لكل مريض الحصول على شرح واضح لنتائج الاختبارات النفسية، اعتماداً على الموقف الفردي، قد يكون من الأفضل ببساطة مناقشة النتائج بدلاً من تقديم التقرير، يجب استشارة الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية حول النتائج وأفضل الطرق التي يمكن للمريض التعرف عليها.

من لديه حق الوصول إلى نتائج التقييم؟

في معظم الحالات يتم إرسال النتائج إلى الطبيب أو الوكالة المحولة لطلب التقييم، إذا دفعت شركة التأمين تكلفة التقييم يحق أيضاً لطبيب المراجعة أو الممرضة العاملة في الشركة الاطلاع على التقرير، خلاف ذلك لن يتم إصدار التقرير إلى أطراف ثالثة إلّا بإذن كتابي من المريض، هناك قواعد صارمة للسريّة يتم اتباعها، قد تكون هناك بعض الظروف مثل التقييم النفسي بأمر من المحكمة، حيث لا تنطبق قواعد السرية، من الحكمة يتم توضيح من سيتمكن من الوصول إلى نتائج التقييم قبل البدء.

قد تكون الاختبارات النفسية قادرة على وصف الوضع الحالي، يمكن للاختبارات النفسية والعصبية النفسية التنبؤ بالاتجاهات والسلوكيات العامة، لكنّها ليست مصمّمة للتنبؤ بالأفعال أو الأفكار أو المشاعر أو السلوكيات المستقبلية، على سبيل المثال إنّ قدرة الاختبارات النفسية على التنبؤ بالعنف أو الانتحار محدودة، على الرغم من إمكانية إثارة الشك من خلال نتائج اختبارات محددة، يتم تحسين هذه التوقعات من خلال إقامة علاقة مستمرة مع أحد المحترفين على مدى فترة زمنية أطول.

ما مدى دقة نتائج التقييم النفسي؟

معظم الاختبارات النفسية والعصبية النفسية دقيقة بشكل معقول ضمن نطاق محدد، كل اختبار يخضع لخطأ في القياس وحجم هذه الأخطاء معروف من خلال أبحاث تطوير الاختبار، بالتالي على الرّغم من الحصول على درجة معينة في معدل الذكاء أو الاكتئاب، يجب اعتبار النتيجة الحقيقية على أنّها قريبة من الدرجة المقاسة، تحتوي العديد من التقييمات النفسية على أكثر من مقياس واحد لنفس القدرة أو سمة الشخصية، إذا اتفقت الإجراءات يمكن وضع المزيد من الثقة في النتائج.

كم تكلفة التقييمات النفسية؟

عادةً ما يتقاضى علماء النفس وغيرهم من المتخصصين في الصحة العقلية رسوم على أساس كل ساعة مقابل الاختبارات النفسية والعصبية، الاختبارات التي لا تتطلب الكثير من الجهد وجهاً لوجه من جانب المحترف على سبيل المثال، الاستبيانات التي يكملها المريض بنفسه، هي أقل تكلفة من تلك التي يجب على الطبيب النفسي إجراؤها، تختلف رسوم الساعة بشكل كبير حسب المكان، من المنطقي أن تحدد مسبقاً التكلفة الإجمالية المقدرة للتقييم بما في ذلك التقرير وما إذا كانت جلسة التغذية الراجعة مدرجة.

هل يدفع التأمين للتقييم النفسي؟

تتمتع بعض بوالص التأمين بمزايا الصحة العقلية التي ستدفع مقابل مبلغ محدود من الاختبارات النفسية، قد تغطي سياسات التأمين الطبي كل أو جزء من الاختبارات النفسية إذا كان من الممكن إثبات أنّها ضرورية من الناحية الطبية، هذا هو الأكثر شيوعاً للتقييم النفسي العصبي للمريض الذي يعاني من مشاكل معرفية مرتبطة بحالة طبية موثقة، يعد سداد تكاليف التأمين أفضل بشكل عام للتقييمات التي يحيلها الطبيب، من الممارسات المعتادة للمهني أن يحصل على تصريح مسبق من شركة التأمين قبل بدء التقييم.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: