استراتيجيات التعلم القائم على الدماغ في الفصل الدراسي

اقرأ في هذا المقال


ما هو التعلم القائم على الدماغ في التدريس التربوي؟

يشير التعلم القائم على الدماغ إلى طرق التدريس وتصميم الدروس والبرامج المدرسية التي تستند إلى أحدث الأبحاث العلمية حول كيفية تعلم الدماغ، بما في ذلك عوامل مثل التطور المعرفي، وكيف يتعلم الطلاب بشكل مختلف مع تقدمهم في السن والنمو، والنضج الاجتماعي والعاطفي والمعرفي.

وجزء أساسي من التعلم المعتمد على الدماغ هو أن الاستراتيجيات التعليمية مبنية على نتائج أبحاث علم الأعصاب، حيث أنّ المعلم التربوي يعلم بالفعل أن كل طالب يختلف في الطريقة التي يتعلم بها، لذلك من المهم استخدام استراتيجيات التعلم المختلفة القائمة على الدماغ في ممارسة التدريس الخاصة بالمعلم من أجل جذب مجموعة واسعة من الطلاب واحتياجاتهم.

استراتيجيات التعلم القائم على الدماغ في الفصل الدراسي:

هناك مجموعة متنوعة من استراتيجيات التعلم القائم على الدماغ لكي يقوم المعلم التربوي على تنفيذها خلال الفصل الدراسي الذكي، ومن أجل القيام على تحسين أداء الطلاب وزيادة فرصة الطلاب للنجاح، وتتمثل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلي:

تحديد نغمة إيجابية منذ بداية الفصل الدراسي:

في كثير من الأحيان، يجب أن يشعر الطلاب بالأمان الجسدي والعاطفي في الفصل الدراسي حتى يحدث التعلم الحقيقي، ومن خلال إنشاء بيئة صفية إيجابية حيث يشعر الطلاب بالدعم والتشجيع، سوف تفتح الأبواب أمام الطلاب لتعلم أفضل.

ويمكن أن يؤدي ترحيب المعلم التربوي بالطلاب في الفصل الدراسي كل يوم إلى رفع مستوى مشاركة الطلاب، وقد وجد العديد من المعلمين أن وضع نغمة إيجابية في بداية اليوم مع تحيات الفصل الدراسي يخلق إحساسًا بالانتماء للمجتمع.

قيام المعلم التربوي على تحديد وقت الانعطاف والتحدث:

عندما يتحدث الطلاب عن المفاهيم التي تعلموها، فمن من المرجح أن يحتفظوا بالمعلومات، ويمكن أن يساعد تخصيص وقت الانعطاف والتحدث في دروس الطلاب على معالجة ما يُقرأ في الوقت الحالي، ومناقشة الأفكار قبل مشاركتها مع الفصل الدراسي، وتوضيح المشكلات التي قد يواجهونها أثناء إكمال الواجب المنزلي، ويمكن تنفيذ هذه الاستراتيجية كنشاط إحماء أثناء المناقشات الصفية، أو كنشاط ختامي لإكمال اليوم.

بسماح المعلم التربوي للطلاب على مناقشة أفكارهم، فإنّه بذلك يمنح المعلم التربوي الطلاب فرصة من أجل القيام على وصف ما تعلموه بكلماتهم الخاصة ومساعدتهم على شرح أفكارهم لزملائهم في الفصل الدراسي، تحتوي مجموعة أدوات المعلم التربوي على موارد رائعة حول هذه الممارسة لمساعدته على البدء، والاستفادة من ميزة رفع اليد في معظم منصات مؤتمرات الفيديو لجعل هذا أكثر تنظيماً إذا كان المعلم يدرس بشكل افتراضي.

دمج العناصر المرئية:

كثير من الناس متعلمون بصريون يستوعبون ويتذكرون المعلومات بشكل أفضل من خلال الرؤية، ومن المحتمل أن يكون لدى المعلم بالفعل ملصقات وصور في الفصل الدراسي أو في خلفيته إذا كان يقوم بالتدريس عن بُعد، ولكن هل تساعد المتعلمين لديه؟ تمّ تصميم هذه  الاستراتيجيات لمساعدة المعلم على تحسين المرئيات في الفصل الدراسي الخاص به من أجل جذب الطلاب.

في إعداد افتراضي، يعد توفير سياق إضافي للدروس ذات العناصر المرئية، مثل تقسيم الشرائح الذي يستدعي انتباه الطلاب مرّة أخرى أثناء المحاضرة أو العثور على فيديو سريع لمفاهيم العلوم التي بناقشها المعلم التربوي، طرقًا بسيطة للاحتفاظ بها اهتمام الطلاب عن بعد، ويعد تغيير خلفية Zoom لتتماشى مع موضوع الدرس وغيرها من الطرق  الأخرى لدمج العناصر المرئية في تدريسه.

تقسيم التعلم إلى أجزاء:

لقد ثبت أن تقطيع أو تقسيم أجزاء كبيرة أو صعبة من النص إلى أجزاء أصغر يساعد الطلاب على تحديد الكلمات والعبارات الرئيسية وإعادة الصياغة وفهم النص بكلماتهم الخاصة، ومن خلال تقسيم جزء كبير من النص إلى أجزاء أكثر قابلية للإدارة، يمكن للطلاب فهم المادة وفهمها بشكل أفضل.

يمكن أيضًا استخدام التقسيم لكي يقام على تقسيم أجزاء تعليمات المعلم التربوي إلى أقسام أصغر بحيث يتحكم بها، والعمل من خلالها خطوة بخطوة مع الطلاب من أجل تقديم العون والمساعدة للطلاب على فهم جميع الأجزاء المطلوبة من الطلاب.

 الحركة:

تعتبر فواصل الدماغ طريقة رائعة لتحفيز الطلاب وتحريكهم، وقد ثبت أنّها تزيد من نشاط الدماغ، وربما تكون على دراية بالفعل بمدى القلق الذي يمكن أن يحصل عليه الطلاب عند الجلوس في مكاتبهم لفترات طويلة، لذا فإنّ دمج بعض الحركة في اليوم يمكن أن يساعد، ولحسن الحظ من السهل تنفيذ الاستراحات الذهنية في أي فصل دراسي، ولا تتطلب أي إعداد تقريبًا.

كيف يمكنك البدء في التعلم القائم على الدماغ في التدريس التربوي؟

نظرًا لأنّ الأبحاث الجديدة تظهر دائمًا، فمن المهم البحث عن أفكار جديدة في عالم التعليم عن قصد، قد يحاول المعلم قراءة المجلات التعليمية أو مناقشة الاستراتيجيات مع زملائه أو حضور اجتماعات المعلمين، وبمجرد اكتشاف استراتيجية تعلم جديدة قائمة على الدماغ، واختبارها مع الطلاب لمعرفة ما إذا كانت تعمل في الفصل الدراسي الخاص به.

ومع ذلك يضع المعلم في اعتباره أنّه نظرًا لعدم وجود تشابه بين عقل الطلاب، فقد تعمل بعض الاستراتيجيات مع طلاب معينين بشكل أفضل من غيرهم.

إذا قرأ عن نظرية قائمة على البحث ولكن وجد المعلم أنّها لا تناسب احتياجات الطلاب، فلا يقلق طالما أنّ المعلم ببذل جهدًا لاكتشاف واستخدام البحث التربوي لمساعدة الطلاب، فإنّ المعلم التربوي يستخدم روح التعلم القائم على الدماغ في الفصل الدراسي الخاص به.

الفوائد التعليمية للتعلم القائم على الدماغ:

لا يقوم هذا النوع من  التعلم في التدريس التربوي على تعزيز التقدم الأكاديمي للطلاب فقط، بل يقوم أيضًا على تحسين سلوك الفصل الدراسي وتعزيز بيئة تعليمية سليمة في المؤسّسة التعليمية.

1-  أنّ اللجوء إلى استخدام النظريات النفسية أو العلمية من أجل لتعلم فوائد عميقة، حيث وجد أن مجموعة المعلمين الذين يقومون على تطبيق التعلم القائم على الدماغ يلاحظ زيادة في الاحتفاظ بالمعرفة والأداء الأكاديمي.

2-  لا يكتسب الطلاب على مستوى أعلى في نستوى الاختبار فقط، بل يتذكرون مجموعة من المهارات التي تعلموها ويمكنهم استعمالها في خارج الفصل الدراسي.

3-  يؤثر على التطور من النواحي الاجتماعية العاطفية، أو على إمكانية الطالب على فهم عواطفهم ومن ثم تطويرها.

4- لقد وجدت الدراسات أن استراتيجيات التعلم المعتمدة على الدماغ يمكن أن تحسن من تحفيز الطالب وسلوكه.

5- عندما يطور الطلاب حبًا جوهريًا للتعلم ويتعاملون مع الفصل بالعقلية الصحيحة، فسيكون الفصل بأكمله مستعدًا بشكل أفضل لمهنة مدرسية ناجحة.

هدف التعلم القائم على الدماغ في التدريس التربوي:

إنشاء بيئة تعليمية واستراتيجية الفصل الدراسي حيث يمكن لجميع الطلاب الازدهار، ونظرًا لأنّ المجالات العلمية والنفسية تتطور دائمًا، ينبغي على المعلم التربوي أخذ كل استراتيجية بحذر، وقد تحتاج إلى تجربة بعض النظريات أو الاستراتيجيات المختلفة قبل أن يجد تلك التي تتوافق بشكل أفضل مع احتياجات الفصل الدراسي.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: